مقالات وآراء
التغييرات الكبيرة التي حصلت قلبت المشهد السياسي اللبناني// جمعة عبدالله
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 14 كانون2/يناير 2025 19:20
- كتب بواسطة: جمعة عبدالله
- الزيارات: 590
جمعة عبدالله
التغييرات الكبيرة التي حصلت قلبت المشهد السياسي اللبناني
جمعة عبدالله
لبنان دخل في عهد جديد في تمزيق الاحتكار السياسي من قبل حزب الله, فقد حصلت تغيرات هائلة تضرب كبد حزب الله, اولاً بانتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون ب 99 صوتاً من مجموع عدد البرلمان اللبناني 128 مقعد, بالضد من 35 صوتاً (عدد مقاعد حزب الله وحركة أمل) وبعد ذلك اختيار مرشح تشكيل الحكومة (نواف سلام), بالتغلب على مرشح حزب الله (نجيب ميقاتي) بفارق كبير جداً, حصل الأول على 85 صوت, والثاني 9 أصوات, ونواف سلام هو رئيس محكمة العدل الدولية, ليكون مرشح رئيس الحكومة. هذا التحول في المشهد السياسي, غير المعادلة السياسية السابقة, حيث كان لا يرشح اي رئيس جمهورية, إلا تحت اشراف وموافقة حزب الله, وكذلك اختيار رئيس الحكومة, فقد اختار حزب الله رئيس الحكومة السابقة نجيب ميقاتي لتجديد ولايته, وكان كل عمر ولايته يحقق ارادة ورغبة حزب الله, حتى أصبح الناطق باسمه, بما هو معروف في الإعلام العربي والدولي, يعني دولة لبنان اليوم, تتخلص من التركة الثقيلة التي تركها حزب الله, وانتهى عهده السيء الصيت والسمعة, وانتهى مشروع السياسي لحزب الله الى الفشل الذريع, فقد استولى على مفاصل الدولة اللبنانية واحتكارها لصالحه فقط, هذا النهج السياسي دمر لبنان, وقاد الدولة والشعب اللبناني الى الكارثة, وتمزق شعاره الأساسي, الذي تاجر به لأعوام طويلة (الجيش . الشعب . المقاومة) الذي جلب الأهوال والكوارث.. الآن الدولة اللبنانية تعيد عافيتها ومكانتها وهيبتها, في ممارسة ديمقراطية شرعية, ويدخل لبنان اليوم في مرحلة جديدة. ان تكون الدولة هي صاحبة قرار السلم والحرب, والجيش اللبناني هو وحده من يحمل السلاح, والمحافظة على الأمن والاستقرار, وهو الذي يسيطر على جنوب اللبناني بعد انسحاب اسرائيل, وحده يشرف على المؤسسة العسكرية. وعلى الدولة يقع على عاتقها البناء والاعمار وإصلاح ما دمرته الحرب الكارثية, يعني تمزيق احتكار حزب الله للدولة اللبنانية. ان حزب الله أمام معضلة وازمة بعد سلسلة هزائم قصمت ظهره. مني بخسارة سياسية بعد الخسارة العسكرية. لكن السؤال الكبير: هل يرضخ الى الممارسة الديمقراطية التي جاءت بهذه التغيرات الكبيرة؟؟, ان حزب الله في اضعف حالاته المخيبة, أمامه خيار: اما الانضمام الى ركب حكومة نواف سلام, أو ان يذهب الى المعارضة السياسية, هذه الصدمة الكبيرة, التي وصفها رئيس كتلة الحزب في البرلمان: بأنها اشبه بقطع يديه والانقلاب عليه, ان كل المؤشرات الكبيرة التي حدثت من شأنها ان تضع حزب الله في ذيل الأحداث. فقد جرفته الأحداث وتجاوزته, والشعب قال كلمته في اختياره الديموقراطي, ليطوي صفحة حزب الله البغيضة, التي جلبت الأزمات والفساد والعمالة للأجنبي. ان أعباء العهد الجديد كبيرة وثقيلة, ولكنه قادر على ترميم وبناء ما هدمه حزب الله لسنوات طويلة.
جمعة عبدالله