اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العدو لم ينتصر والمقاومة لم تُهزم والشعب هو البطل الجريح// علاء اللامي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علاء اللامي

 

عرض صفحة الكاتب 

العدو لم ينتصر والمقاومة لم تُهزم والشعب هو البطل الجريح

علاء اللامي

 

 بعد مرور عام ومئة ويومين على حرب الإبادة التي شنها العدو الصهيوأميركي على قطاع غزة، اضطر نتنياهو إلى الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار تحت ضغط مباشر من حليفه ترامب ليكرس نفسه كإمبراطور لا ترد له كلمة. وكهذا، فإن من الواضح أن العدو لم ينتصر على المقاومة ويسحقها وينتزع منها إرادة القتال. وهناك العشرات من اعترافات الساسة والإعلاميين الصهاينة اليهود وغير اليهود بحقيقة أن الكيان لم ينتصر في هذه الحرب (آخرهم جون كيربي منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي قال قبل ساعات إن المقاومة في غزة ماتزال تحتفظ بقوات ومقدرات قتالية كبيرة تشكل خطرا على الكيان).

 

هذا الواقع ينبغي أن لا يدفعنا إلى اعتماد اللهجة الانتصارية المزيفة، فالمقامة لم تُهزم، وهذا يكفيها فخرا دون الحاجة للمبالغات. والعدو لم ينتصر إذا كان معنى الانتصار هو تحقيق الأهداف السياسية المحددة وانتزاع إرادة القتال من العدو. فالعدو لم يحقق أهدافه المعلنة؛ فلا هو استعاد أسراه بالقوة، ولا هو سحق المقاومة وأجبرها على رفع الراية البيضاء ومغادرة الميدان، ولا هو نجح في تهجير سكان القطاع وخاصة في شمال القطاع الذي ضرب أهلوه أروع الأمثلة الأسطورية في الصمود من أجل البقاء، وأخيرا فقيادات العدو ماتزال مطلوبة للمحاكم الدولية كمجرمي حرب.

 

*ما حدث اليوم هو أن نتنياهو تراجع ووافق على خطة بايدن لشهر أيار من العام الماضي والتي كانت قد رفضها تحت ضغط مباشر من حليفه ترامب. أما المقاومة فلم تتوقف بل تواصل القتال وإلحاق الخسائر المعتبرة بجيش الإبادة حيث كبدته في بيت حانون وحدها وخلال أسبوعين أكثر من عشرة قتلى. أما الثمن الباهظ والكارثي فقد كان في عدد الشهداء والجرحى الذي يفوق المائة ألف وفق بعض الجهات الأممية المحايدة، وعدد القتلى مرشح للارتفاع من 45 ألف إلى سبعين ألف بعد إخراج جثامين الشهداء من تحت الأنفاق هذا إضافة إلى تدمير مدن القطاع بشكل حاقد وهستيري وبنسبة فاقت التسعين بالمئة وغدت غير صالحة للسكن.

 

*الخذلان العربي والإسلامي الرسمي الذي بلغ درجة التواطؤ والتعاون العملي مع جيش العدو، وسيجل التاريخ هذا العار بحروف سوداء على جبين الحكام وأفراد نخبتهم. أما القوى التي ساندت غزة في جنوب لبنان واليمن وضحت بأغلى ما تملك وهي قياداتها وخاصة استشهاد السيدين وإخوانهم القادة والمقاتلين في الضاحية والجنوب فقد نالت مجد وشرف المقاومة والثبات على المبادئ النبيلة والإنسانية.

 

الاتفاق الذي أعلن عنه البارحة لا يزال هشا، وقد يندلع القتال بعد أيام أو أسابيع، ومعروف أن الفاشية تبقى متعطشة لدماء ضحاياها حتى إذا أجبرت على وقف إطلاق النار وهذا ما فعلته وتفعله قوات الاحتلال في جنوب لبنان حتى اليوم.

 

الجرح كبير والخسارة فادحة ولكنها تبقى صفحة خالدة من تاريخ شعب الجبارين الذي أفشل مخططات أبشع حكم في أبشع دولة قامت وتأسس وتستمر في الوجود بفضل الحديد والنار وسفك الدماء... هذه الدولة وعبر هذه المذبحة الهمجية البهيمية أوجدت جيلا فلسطينيا جديدا سيخرج من بين الرماد والأنقاض وجثث القتلى ويكون أكثر استعدادا للتضحية وللانتقام ممن تسببوا له ولأهله بهذه الكارثة المروعة، هذا الجيل سيكون هو القادر على تنفيذ حكم الزوال بهذا الكيان الدموي المسعور. هذه الدولة الخرافية الدينية العنصرية بعد هذه المذبحة الهائلة فقدت أي أمل أو مبرر لها في البقاء في المشرق العربي، وسوف تتفكك وإن طال الزمن، ولن ينقذها ترامب وزعماء الغرب قاطبة ومعهم الحكام العرب والمسلمين المتواطئين مع الإرهاب الصهيوغربي والملطخين بعار الخذلان والتواطؤ مع العدو!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.