سهيل انطون

حمورابي الراعي الصالح والملك العادل

لاتزال شرارة الثورات وانتفاضة الشعوب تمتد من دولة الى دولة.وقد بدأت من الشرق بعد ان ابتليت هذه الاوطان بانظمة دكتاتورية فاسدة وبعد ان قهرت شعوبها لعقود واشاعت التخلف في بلدانها..هذا التسونامي ماكان ليحدث التطور في ثورة المعلوماتيةوتطور علم الاتصالات ودخول الانترنيت.والفضائيات في كل بيت....الا ان مايجابه به قادة ورؤساء هذه الدول لشعوبهم في مسيراتهم السلمية المطالبة بالتغير والاصلاح وحرية الرأي..بعنف وقوة واستخدام الجيوش لسحق هذه الانتفاضات.
تجرنا هذه الاحداث في الولوج في التاريخ وخاصة تاريخ الشرق القديم.ولنأخذ حمورابي الذي حكم قبل اكثر من اربعة الاف سنة....
حمورابي هو سادس ملوك سلالة بابل الكلدانية الاولى(1792_1750)ق.م وحمورابي معناها في اللغة الكلدانية(لغة اهل العراق منذ القدم)ورابي معناها(العظيم اوالكبير) وخمو او خما معناها(الحرارة) بمعناها عظيم هو الالهخمو اله الحرارة.
هنا سنجد الفارق الزمني الكبير بين حكمه وحكم قادة اليوم
لقد قاد هذا الحاكم او الملك شعبه وشعوب الامم التي حكمها بعدل ومساواة ولابد من التذكير بانه واضع المسلة الشهيرة والتي جمع كل القوانين في تلك الحقبة من الزمن وطبقها في حكمه ولنقرأ بعض مما جاء فيها.
اناحمورابي الملك العادل لم اكن مهملا او مزعجا للشعب(ذي الرؤس السوداء) الذي قدمهم لي الاله انليل واودعني مهمة حكمهم الاله مردوخ. لقد بحثت عنهم عن اماكن امنة واعنتهم وجعلت النور يشرق عليهم
وجعلت سكان المدن يسكنون في بيوت محمية.ولم ادع احد ان يرهبهم اويطردهم من بيوتهم(ينعمون بالامان والاستقرار)
الاله العظام كلفتني بذلك فاصبحت الراعي المحسن الذي صولجانه العدالة.
اذا لاننسى ان هذا الحاكم قد حكم قبل اكثر من4000 سنة و400 سنة قبل النبي موسى. فكم كان حكيما وعادلا بينما نرى اليوم حكام الالفية الثالثة ب.م كيف تحكم شعوبها.
وهذه خاتمة المسلة بتصرف من H klengl ود.فوزي رشيد

نشرت ظلي الوارف على مدينتي(بابل) وفي احضاني حملت

شعب سومر واكد واشور فتنعموا بحمايتي وحكمتهم بسلام وحميتهم بعميق حكمتي. لكي لايظلم القوي الضعيف ولكي تحفظ حقوق اليتامى والارامل.
لقد كتبت كلماتي العذبة هذه على مسلتي ليتمكن المظلومون من الوقوف امام صورتي.ملك العدالة
بمعنى ان يقرأ جميع الشعب القوانين المدرجة في مسلتي .فلا يتجاوز احد على حقوقهم.
اذا هنا يجعل الجميع سواسية في الحقوق والواجبات.ومن يتجاوز على القانون الذي وضعه حمورابي.....لن ينفعه نسبه العائلي او انحداره الديني...مثلما لن تنفعه ثروة او جاه.
هكذا وضع هذا القائد العظيم مسلته(موجودة في متحف اللوفر بفرنسا) ولازالت تدرس في الجامعات والمعاهد وتعمل بها الكثير من المؤسسات والمنظمات الدولية
بينما نرى ان قادة اليوم قد اغرقوا شعوبهم بالفقر والظلم والفساد. لقد نسي هؤلاء انهم بزيادة ارصدتهم المالية قد تطيل حكمهم وانهم باستعمال اساليب القهر والاستبداد ستطيل ايام حكمهم ولكن رصيدهم الحقيقي كان هو شعوبهم وبلدانهم
فهل سيقتنع القادة اليوم انه مهما كبر الاستبدادوالتسلط لن يستطع مواجهة بركان الحرية
اليوم رياح التغير والحريةو والاصلاح قد هبت ولن تتوقف وانه لابد من الاصلاح لبناء الدولة المدنية الحديثة وليكن حمورابي درسا يقتد به القادة اليوم

المصادر
مسلة حمورابي د.بهيجة خليل اسماعيل
ويكيبديا(الموسوعة الحرة)
الكلدان منذ بدأ الزمان عامر حنا فتوحي

أضف تعليق