مقالات وآراء
ارتفاع أسعار الغرف الفندقية إبان الأولمبياد// بنيامين يوخنا دانيال
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 16 آذار/مارس 2025 22:06
- كتب بواسطة: بنيامين يوخنا دانيال
- الزيارات: 652
بنيامين يوخنا دانيال
ارتفاع أسعار الغرف الفندقية إبان الأولمبياد
بنيامين يوخنا دانيال
صاحبت دورات الألعاب الأولمبية الصيفية الأربع الأخيرة (27 – 2000 و28 – 2004 و29 – 2008 و30 – 2012 ) ظاهرة الأرتفاع المفرط وغير المسبوق في أسعار الغرف الفندقية في فنادق المدن التي أقيمت فيها بالدرجة الأساس (سيدني, أثينا, بكين, لندن), والمدن والمناطق المحيطة بها بصورة عامة. بالأضافة إلى الأرتفاعات الحاصلة في أسعار السلع والخدمات المرتبطة بالسياحة والسفر على نحو مباشر وغير مباشر, مثل تذاكر المباريات والطيران والقطارات والبواخر والحافلات... الخ. الأمر الذي انعكس سلبا على الكثير من المؤشرات السياحية المهمة في البلاد, كانخفاض أعداد السياح الأجانب بالمقارنة مع الفترات المماثلة في المواسم السياحية السابقة في بعض الأحيان. واحتمال انحسار حركة السياحة الداخلية إليها في أحيان أخرى. أو تراجع الطلب على الكثير من هذه السلع والخدمات, وعزوف السياح عن شراء غيرها خصوصا الترفيهية منها. ناهيك عن المساس بصورة البلد المضيف في مجال الضيافة وتقديم الخدمات إلى السياح من البلدان الأجنبية.
ووفقا لصحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية فقد سجلت أسعار الغرف الفندقية إبان إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ( 27 ) في مدينة (سيدني) الأسترالية, وأثناء إقامة دورة الألعاب الصيفية ال ( 28 ) في مدينة (أثينا) اليونانية خلال الفترة 13 – 27 آب 2004 زيادة فلكية غير مسبوقة, وبنسبة وصلت إلى ( 300 ) في المائة. وهي نسبة عالية جدا كما يلاحظ. كذلك الأمر أثناء إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ال ( 29 ) في (بكين) العاصمة الصينية 2008 حيث سجلت فنادقها المعتمدة ال ( 800 ) بغرفها ال ( 10000 ) زيادات ملحوظة في أسعار غرفها, خصوصا في القرية الأولمبية ومنطقة الأستاد, بلغت ( 300 – 500 ) دولار امريكي للغرفة الواحدة, وفي الليلة الواحدة بالنسبة لتلك المصنفة ضمن فئة ال ( 4 ) نجوم مقابل ( 100 – 120 ) دولار للفترة المماثلة خلال الأعوام القريبة الأخيرة منها. مع ارتفاع نسبة الاشغال فيها إلى ( 60 ) في المائة, وإلى ( 77 ) في المائة بالنسبة للفنادق من فئة ( 5 ) نجوم, وفقا ل (مكتب السياحة في بكين). علما بأن اللجنة المنظمة للأولمبياد كانت قد توقعت في عام 2007 أن تبلغ أسعار الغرف الفندقية ( 196 ) جنيه إسترليني فقط بالنسبة للفنادق من فئة ال ( 5 ) نجوم و ( 150 ) جنيه بالنسبة للفنادق من فئة ال ( 4 ) نجوم و ( 102 ) جنيه إسترليني للفنادق من فئة ال ( 3 ) نجوم و ( 69 ) جنيه من فئة ال ( 2 ) نجمة. وقد جائت هذه الزيادات في أسعار الغرف الفندقية رغم لجوء السلطات السياحية الوطنية, وبالتعاون مع الجهات المعنية في عام 2005 إلى اصدار تعليمات تقضي بخلاف ذلك, حرصا على توفير غرف معتدلة الأسعار لأكثر من سبب, منها تنشيط الحركة السياحية أثناء الأولمبياد, وبأكثر من اتجاه, وجذب واستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح الأجانب, والدفع بحركة السياحة الداخلية للأمام. وكان ذلك بعد جردها للفنادق المهيأة والمعدة في عام 2005, والبالغ عددها ( 614 ) فندقا مصنفا ضمن فئة النجوم آنذاك, بالإضافة على تلك التي كانت قيد الأنجاز ولم تدخل التنفيذ بعد. كما صاحبت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية ال (30) في لندن العاصمة البريطانية 2012 زيادات مماثلة في أسعار الغرف الفندقية, حيث أشارت البيانات والدراسات المنشورة قبيل إقامة الدورة المذكورة, وبتاريخ 16 تموز على وجه التحديد, إلى تسجيلها زيادة بنسبة ( 69 % ) بالنسبة للفنادق الواقعة في منطقة الدورة و بمحاذاتها , و وفقا لدراسة صادرة عن (تريب الفايز) سجلت في منطقة (أي سي) نسبة ( 40 % ) و ( 19 % ) في (ساوث ويست). وبحسب دراسة أخرى لمصرف ( سانتا دزير ) نشرت بتاريخ 20 تموز, توقعت زيادات تصل إلى ( 300 ) في المائة في هذه الأسعار, الأمر الذي دفع الكثير من السياح الأجانب إلى التذمر وعدم الرضا على نحو واضح. كما أشار تقرير صادر عن موقع (تريب أدفايزر) السياحي بتاريخ 31 تموز 2012 إلى تراجع الحجوزات للغرف الفندقية بالمقارنة مع الحجوزات خارج فترة الأولمبياد. ووفقا لتقرير صادر عن (جمعية مشغلي الجولات السياحية الأوروبية) بتاريخ 1 آب فقد سجلت أعداد زوار لندن العاصمة تراجعا ملحوظا وبنسبة (50) في المائة بالمقارنة مع أعدادهم في الفترة المماثلة من العام السابق 2011. ووفقا ل (هيئة السياحة البريطانية) فقد تراجعت أعداد الزيارات إلى معالم لندن الشهيرة ابان الأولمبياد بنسبة (20 – 30) في المائة, مثل برج بيج بن ومتحف فيكتوريا والبرت وجسر برج لندن ودير ويستمنستر وميدان بيكاديللي وكاتدرائية القديس بولس ومتحف مدام تيسود للشمع ومتحف ويمبلي, وهي من أكثر المعالم السياحية زيارة في العاصمة البريطانية في الأيام الأعتيادية, وأكثرها تسجيلا للايرادات السياحية.
وبحسب تقرير نشر في صحيفة (ديلي ميل) بتاريخ 1 آب 2012 فقد وصلت نسبة التراجع في زيارة المعالم هذه إلى (35%). كما ورد بشبكة الصين الأخبارية نقلا عن الهيئة المذكورة وتراجع أعداد السياح من الصين خلال الدورة المذكورة بنسبة كبيرة بلغت (50) في المائة بالمقارنة مع الأوقات الأعتيادية, بعد أن قفزت تكاليف السائح الصيني الواحد خلال الآلمبياد على نحو فلكي ومن ( 10000 ) يوان صيني إلى (20000 – 30000) يوان, أي بزيادة (100% - 200%). و وفقا لتقرير ال (ديلي ميل) المشار إليه أعلاه فان دورة الألعاب الأولمبية ال ( 30 ) في لندن العاصمة لم تفلح إلا في جذب قرابة (100000) سائح أجنبي مقابل (300000) سائح في الأوقات الأعتيادية. وهذا تراجع كبير في هذا الجانب.
-------------------------
عن ( مقالات في السياحة الرياضية ) للباحث , مطبعة بيشوا , أربيل – العراق 2012 .