اخر الاخبار:
في أربيل.. صلاة لـ"راحة نفس" البابا - الجمعة, 25 نيسان/أبريل 2025 18:21
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل الإنسانية فقدت أم ما زالت تحت وطأة الأزمة السياسية؟// كريم إينا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كريم إينا

 

 

هل الإنسانية فقدت أم ما زالت تحت وطأة الأزمة السياسية؟

كريم إينا

 

إنّ وحدة الشعب الكلداني السرياني الآشوري يؤكّد نجاحها، عندما يكون هناك موقف وحدوي بين الكيانات السياسية العاملة ضمن ساحة مناطقه، ورغم العقبات التي تواجه مسيرة شعبنا، نرى ضرورة الجلسات التحضيرية وإعطاء الملاحظات المهمة التي تمنع العصف بحقوقه ضمن لائحة الدستور، لأنّ الإلتزام بقانون الدولة ما هو إلاّ ركيزة أساسية لحل المشكلات المطروحة، وفي هكذا ظرف نحتاج إلى تكاتف الجهود وجعل الإنسانية نصب أعيننا بالدرجة الأولى كي نستطيع تفتيت الأزمة السياسية، نحنُ شعبٌ أصيل نحبُ الحياة والإنسانية، ومن حقّنا تقرير مصيرنا، لأنّ عراقتنا تكتمل في جميع صفات المقومات الأساسية من حضارة، وتاريخ، وديانة، وأرض، ولغة. وشبابنا اليوم مبدع كونهُ ولد من رحم المعاناة ويمتلك صفة إنسانية متفرّدة للعمل والتطوير في مختلف المجالات: الثقافية، العلمية، الإجتماعية، الإقتصادية...إلخ، ولكن مع الأسف لحدّ الآن هم ضائعين لعدم تفاؤلهم بالمستقبل الزاهر، ومن هذا المنطلق، نحتاج إلى ربيع إنساني لمناطق شعبنا بسبب ما يحصل اليوم، فالإستيراد مفتوح على مصراعيه رغم أنّه كان لنا مصانع ومعامل ضخمة تعمل إضافة إلى صناعات خفيفة بأعلى الجودة وبأيدي عراقية مبدعة بحكم ضميرها الإنساني، ولكن ماذا جرى لنا؟

 

 لماذا تعطّلت المصانع والمعامل وقسم منها إختفى؟. والآن ترانا نفتح الإستيراد بدل التصدير وتتركنا العقول المدبّرة يا عراق؟. قسم منها يذهب بالقتل بيد إرهابية والقسم الآخر يهاجر إلى الخارج للعمل، وشبابنا لا زالوا عاطلين بعد تخرّجهم لا تعيين لهم، بل كل ما هنالك هو إحداث بؤرة كبيرة في المجتمع العراقي والخروج عن الدورة الإقتصادية، شباب العالم هم ليسوا أولى بنا وبثرواتنا لنرى عقود مشاريع اليوم تتمادى ما بين دول الجوار وبلا فائدة، لماذا نبقى عالة على مجتمعنا ولا نهتم بالصناعة؟ فهناك دول كثيرة تنفق الملايين من أجل التقدّم العلمي ورفاهية شعوبها، لنبتعد عن جدران التخلف كي تكون إنسانيتنا جديرة بنا للذكر، ولنتطلّع إلى الأمم كيف كوّنت إقتصادها وزخرت مكتباتها العلمية والفكرية بالكتب والمعلوماتية عن طريق الإنترنيت كونها حلحلت أزماتها السياسية وبدأت تهتم بفئة الشباب والكهول والمسنين والأطفال والرجل والمرأة، وعكفت بتأسيس جمعيات خيرية أهلية" غير حكومية" تساعد في إبراز الطاقات المبدعة وتنتشل من الحضيض فشل الكثير وتقرض المحتاجين بينما نرى في بلدنا عدم وجود ذلك، وإذا ما وجد فهو على أسنّة الحراب وها نحنُ المكوّن الصغير (الأقليات في العراق) لا يلتمس من الحكومة الرسمية ولو ذرّة إنسانية لحمايته، ولا يتلقّى دعم من المنظمات الإنسانية ووزارة حقوق الإنسان، التي تعني بحقوق الإنسان وإحترام كرامته ومحاسبة من يحاول إنتهاك حقوقه والتجاوز على تطبيق القوانين والأنظمة، ومثلما المواطن يدفع الضرائب التي يفرضها القانون، كذلك من واجب الدولة توفير الحماية والأمن لشعبها، وإشباع حاجات المواطنين مع مراعاة مستويات مدخولات فئات الشعب،

ولكي تستطيع الدولة القيام بمهامها، عليها إعتماد مبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع، وإعتماد الشخص المناسب في المكان المناسب لكي يستطيع كل مواطن أن يضع قدراته الطبيعية في ميدان العمل الذي يتوافرُ فيه النجاح وبما يحقّقُ تماسك المجتمع من ناحية وتحقيق مبدأ التسامح والعدالة بين أفراده من ناحية أخرى. والأهم أن تستقرّ روح الإنسانية بأمان وأن يكون أبناء الشعب متساوين في الحقوق والواجبات أمام القانون. إنّ القوميات المتآخية في العراق، رغم كل ما تعرضت لهُ من ظلم وتعسّف، ظلّت متماسكة بحبّ وطنها العراق ووحدتها وتآلفها. وها نحنُ ننتظر الديمقراطية بترقّب إلى أين ستوصلنا؟، هل ستبينُ لنا بصيصْ شكل الحكم في الدولة وتنظمُ عمل السلطات الثلاث أم لا؟ إذ لا زال بعض الساسة يعزمون تهميش وحدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، هذا الشعب الأصيل الذي وضع أمام المفرقعات وترك على حافة الطريق، دون السماح لهُ بالمشاركة في العمل المؤسّساتي، والعلمي، والمهني، وغيرها من الأمور، ولا ننسى بأنّ شعبنا الأصيل ساهم في بناء حضارة العراق في كلّ الأزمنة بدون الإشارة إلى تسميتها، ولا زلنا نستغربُ من هذا الصمت الإنساني القاتل الذي ليس لهُ حدود أو الأصح القول: ليس لهُ حول ولا قوّه. ولكي نضمنُ وجوده وإبداعه، يجب أن تأخذ الديمقراطية مجراها وحقّها في تسيير الأمور، وهذه التجربة لا زالت صعبة على المسؤولين ولم يمضغوها بصورة جيدة، وما زلنا ننتظر فارس الأحلام كي ينقذ هذه الأمة من الضياع.

التعليقات   

 
0 #1 كريم إينا 2025-03-17 22:33
شكراً لكم مع الحب
 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.