اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1313) مانشيت/ 1 ملخص البحث

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1313)

مانشيت/ 1 ملخص البحث

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من (الفصل الاول) والبحث المقدم الى المؤتمر العلمي المُعد من قبل المجمع العربي للموسيقى في آذار 2007 في القاهرة. بمناسبة مرور 75 عاما على المؤتمر الأول للموسيقى العربية المنعقد في القاهرة سنة 1932(اليوبيل الماسي).

البحث (المقام العراقي في خمسة وسبعين عاماً 1932– 2007).

***

قبل أن ادخل في صلب موضوع البحث الذي شاركتُ به في المنتدى والمؤتمر العلمي بمناسبة مرور خمسة وسبعين عاما على إقامة أول مؤتمر عربي للموسيقى العربية في القاهرة عام 1932، أود أن أذكر بأنني في هذا المؤتمر أو المنتدى العلمي قد شاركت بفعاليتين اثنتين نظرية وعملية. فالمشاركة النظرية كانت بالبحث الموجود نصّه بعد هذه الكلمة الموسوم بـ(المقام العراقي في خمسة وسبعين عاما 1932– 2007). أما المشاركة العملية فهي إقامة أمسية غنائية في واحدة من أماسي المؤتمر التي شارك فيها بعض المغنّين العرب الآخرين، حيث كانت أمسيتي يوم 13/3/2007 على مسرح الجمهورية الكبير وسط القاهرة، مناصفة مع المطربة المغربية كريمة الصقلي، وقد كانت أمسية من أجمل الأماسي في هذا المؤتمر. وفي اليوم التالي 14/3/2007 كان موعد إلقاء بحثي في المؤتمر المدوّن أدناه في هذا الفصل من الكتاب.

***

مانشيت / 1  ملخص البحث

شهد القرن العشـرون في العراق ولادة جديدة للموسيقى العراقية عموماً والمقام العراقي خصوصاً، من خلال ظهور الكثير من الإنجازات التكنولوجية وتطورها السـريع (هامش1) التي ما انفكت تزداد تطوراً سريعاً جداً بمرور الزمن، ولعلَّ أبرز هذه الإنجازات ظهور جهاز التسجيل الصوتي الذي أمسى الانعطافة العظيمة في مسار الحياة البشرية على مدى تأريخها. فقد استطاع الإنسان من خلال هذا الجهاز أن يسجّل صوته ثم يعيده ليسمعه ويكرر ذلك مرّات ومرّات، وهكذا كان الحظ بالغ السوء لكل المغنّين والموسيقيين الذين عاشوا قبل ظهور هذا الابتكار العظيم على مدى التاريخ، وذهبت أصواتهم ومخلفاتهم أدراج الرياح..! وبالمقابل أمست الحياة أوفر حظاً بعد ظهور هذا الإنجاز الخطير وبصورة خاصة الفنانين الذين ظهروا في بدايات القــرن العـشرين وحتى حاضرنا ومستقبلنا. ومن هذا التاريخ الحديث ولهذه الأسباب، بدأت مرحلة جديدة فعلاً في تاريخ تطوّر موسيقانا وغنائنا، بل الحياة برمَّتها، وبطبيعة الحال أمسى التفاعل بين الشعوب أكثر قوة وتأثّراً وتأثيراً من خلال تطور أجهزة الإعلام في النشر والتوزيع والاتصال والحفظ، واختزلت المسافات، واختصر الزمن، بحالة أسرع من أي وقت مضى وبصورة مستمرة متزايدة.

وعليه فقد ظهرت التسجيلات الصوتية لمغنينا وموسيقيينا إلى الوجود وأصبح بالإمكان الاستماع اليها في أي وقت نريده..!

بصورة موازية، كان الإبداع المقامي(غناء وموسيقى المقام العراقي) قبل القرن العشرين تقريباً، إبداعاً يكاد يكون محلياً تماماً، أو هو كذلك بالفعل، حيث كان التفاعل الدرامي(هامش2) منصباً فيما بين المقامات العراقية وتفصيلاتها، في الحذف والإضافة والتغيير والتقديم والتأخير بديناميكية(هامش3) هيكلية محددة الأطر والمعالم، وما أن حلَّ القرن العشـرون حتى غدت هذه الديناميكية تزداد تفاعلاً درامياً متصلاً ومتواصلاً مع تطور الاتصال بالبلدان حوالينا والشعوب الأخرى، الأمر الذي أدى إلى استيقاظ المقام العراقي من غفوة كانت أشبه بالسبات العميق ليتفاعل هذه المرة بصورة اكثر وضوحا وتأثيرا مع شعوب المنطقة والشعوب البعيدة الأخرى. فكان من ثمار هذه الظروف الثقافية والواقعية، ظهور أعظم مطرب في تاريخ غناء المقام العراقي على مدى عصوره هو محمد عبد الرزاق القبانچي الذي أحدث انعطافه كبيرة في تاريخ هذا الغناء وامسـى رائداً للإبداعات المقامية الحديثة، التي تجـــاوزت حدود المحلية لأول مرة.

 

إن هذا النوع الفني من التراث الغِناسيقي (هامش4) (المقام العراقي) الذي يستثيره بإلحاح الواقع المحيط وانعكاسات البيئة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. الخ والواقع الذي نحمله داخل أنفسنا، والذي يتنازعه خلق الخيال والتأملات والأحلام، واستقصاء الواقع، وهو لا يكف عن أنتاج أشكال غِناسيقية ثابتة وابتكارات أخرى ممكنة، هذا النوع الغناسيقي التراثي(المقام العراقي) هو على صورة المسارات اللحنية التي تدل عليه، أي أنه في تطور وتوسع دائمين. وهكذا أمسى الإبداع المقامي(هامش5) في(حقبة التحول) وواقعها الثقافي مع ظهور محمد القبانچي، واقعاً ملموساً ومنحى حذا حذوه الكثير من المغنّين اللاحقين لأستاذهم القبانچي بعد تسجيلاته المقامية التي سجلها منذ العقد الثالث من القرن العشـرين. ورغم المحاولات الكثيرة من قبل مغنين مقاميين كثيرين في شأن الأبداع والتطوير خلال القرن العشرين، لكننا نستطيع أن نشخص أبرزهم في هذا الشأن، ونقصدُ بهم(الخمسة المبدعون الكبار)(هامش6) حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبدالرحمن العزاوي ومائدة نزهت. الذين حذوا حذو أستاذهم محمد القبانچي ونحوا منحاه التجديدي الأبداعي. وفضلاً عن ذلك فقد كان ظهور الأربعة الكبار في حقبة مناسبة كما يبدو في ظروفها الثقافية والصناعية، وقد استفادوا هم وغيرهم من بوادر هذه الثورة الفنية الإبداعية في هذه الحقبة التجريبية من أنتصاف القرن العشرين التي جاءت بعد مؤتمر عام 1932، فارتقى عدد التسجيلات المقامية إلى أرقام كبيرة مع تأكيد توثــيقها وأرشفتها (هامش7) سواء من خلال شركات التسجيل الأجنبية أو في دار الإذاعة العراقية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

 - التطور– (evolution): نمو بطيء متدرج يؤدي إلى تحولات منظمة ومتلاحقة تمر بمراحل مختلفة ترتبط فيها كل مرحلة لاحقة بالمرحلة السابقة كتطور الفنون والأفكار والأخلاق والعادات.

2- الدراما: الصراع والتفاعل بين ضدين، يلد فعل ورد فعل.

3- الديناميكية: المقصود هنا  بديناميكية الحركة الفنية المستمرة المتصلة المتنوعة في دائرة العمل الفني الموحد.

4- الغِناسيقي: مختصر لكلمتي الغنائي الموسيقي.

5- الإبداع: ابتكار أو استحداث شيء جديد يرضي جماعة ما، بحيث يختلف نوعيا عن الاشكال السائدة والتكيف للموقف المتغير .

6- الخمسة الكبار: للباحث كتاب مخطوط موسوم بالخمسة الكبار في المقام العرقي يتضمن دراسة مفصلة عن ابرز خمسة مغنين مقاميين إبداعيين بعد محمد القبانچي وهم حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي وعبد الرحمن العزاوي، ومائدة نزهت.

7- الارشفة والتوثيق: قبل ظهور جهاز التسجيل الصوتي أواخر القرن التاسع عشر وتطوره باستمرار، كانت الأعمال الغناسيقية تؤدى وتنتج دون تسجيل لها أو توثيق صوتي يحفظها، سوى ما كان يمكن تدوينه بالنوتة والكتابة الموسيقية، وهكذا ذهبت الكثير من الجهود العظيمة في الغناء والعزف الموسيقي أدراج الرياح، وعليه منذ هذا التاريخ أمست جهود الحفظ والأرشفة تنتظم وتبرمج بمناهج مكتبية علمية، حتى بدأ تداول مصطلح التوثيق أو الأرشفة يأخذ مداه الواسع منذ بداية القرن العشرين.

 

 

صورة واحدة/ في اروقة معهد الدراسات الموسيقية ببغداد ثمانينيات القرن العشرين، يميناً الطالب عبد الرحمن منشد (عبد الرحمن المرشدي) والاستاذ الكبير شعوبي ابراهيم والمدرس حسين الاعظمي.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.