مقالات وآراء
أهداف التطبيل لمسرحية مفاوضات "ترمب وايران ضد اسرائيل"// صائب خليل
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 24 نيسان/أبريل 2025 20:09
- كتب بواسطة: صائب خليل
- الزيارات: 589
صائب خليل
أهداف التطبيل لمسرحية مفاوضات "ترمب وايران ضد اسرائيل"
صائب خليل
تغريدة صدقيان عن معلومات (بدون مصدر او تصريح مسؤول محدد) عن احتمال قيام اسرائيل بتخريب المفاوضات، والرسم الكاريكاتيري لترمب وهو يجلس على نتانياهو ليفاوض الخامنئي، لهما هدف واحد: خداع الشعب الإيراني وداعمي محور المقاومة، بأن ترمب يقف على جانبنا في الصراع مع اسرائيل، وأن "المفاوضات" سيئة لإسرائيل وبالتالي فهي مفيدة لنا!
الهدف من الرسالتين الإعلاميتين هو دفع جماهير ايران والمقاومة إلى التعاطف المسبق مع المفاوضات قبل معرفة نتائجها، وبالتالي زيادة الاستعداد لقبول التنازلات وتصويرها على أنها مكاسب، والدفاع عنها ومهاجمة من قد يعترض عليها وتشويه سمعته باعتباره يعمل في الجانب الاسرائيلي ويخدم مصالحه!
الحقائق التي يتوجب على الاعلاميين دفع الجمهور لنسيانها هي:
1- أن أميركا خادم مخلص لإسرائيل لم يتخل يوما عنها، دع عنك ان تفعل ذلك من اجل ايران.
2- أن ترمب هو أقرب رئيس امريكي الى اسرائيل في التاريخ الأسود لأميركا في تعاملها مع المسلمين والعرب
3- ان على ترمب جرائم وملاحقات وادانات قضائية لم يسبق لرئيس امريكي ان تحمل مثلها، وهذا يجعله العوبة بيد اسرائيل ولوبيها وسلطتها شبه المطلقة على الفدرالي الامريكي ومجلس الشيوخ والإعلام، اضافة الى سلطاتها على الحزبين والقضاء، مما يجعل اغضابه لإسرائيل من افلام الخيال العلمي التي يمتع العرب انفسهم باللهو بها.
4- ان ينسى الإيرانيون أن ترمب قاتل الشهيدين الكبيرين
5- أنه اكثر من مرغ وجه اميركا بالوحل من اجل اسرائيل وخالف كل الشرائع ومنحها الجولان والقدس الشرقية وقدم لها اسلحة لم يقدمها بايدن لاكمال الإبادة وهدد بإبادة اهل غزة ان لم يسلموا الأسرى وقدم مشروع تصفية غزة نهائيا وعبر عن حماسه لتوسيع اسرائيل لأنها "صغيرة اكثر مما يجب" وغيرها كثير..
أنا لا استطيع تجاهل هذه الحقائق، ولا ارى المفاوضات (خاصة بعد ان صاحبتها كل هذه الضجة الإعلامية المنافقة)، إلا جزء من الهجمة الاسرائيلية الامريكية التي شملت تفجير ميناء بيروت واغتيال رئيسي وفوز بزشكيان في ايران وتعيين السوداني في العراق (وقبله الكاظمي) وابادة غزة وتحطيم مقاومة لبنان وتسليم سوريا للإرهابيين، والآن جاء الدور لتحييد إيران.
هل ستنجح الخدعة وتمضي الخطة؟
نعم اعتقد ذلك، ومن مراقبتي لنجاحات مماثلة في دفع الجمهور العراقي للدفاع عن عملائها بإثارة مسرحيات عن استهدافهم، وان "البعث" و "داعش" (وهما اخلص الخدم للمحتل في العراق) على وشك الاستيلاء على السلطة.. وغيرها من الالاعيب.
الخطة ماضية بهمة رغم السيد الخامنئي الذي لم تكف محاولاته لإيضاح حقيقة رأيه بتلك المفاوضات ووصفها بأبشع الصفات (عبثية وغير مشرفة) واضطراره لتخفيف عبارته لاحقا بعد أن مضت الجولة الأولى، خشية ان يراه الشعب الإيراني كعثرة بوجه طموحاته وأمله بإرضاء اميركا وتغيير طبيعة الدور الإيراني في الصراع، والذي سيفتح ابواب الجنة عليهم كما يعتقدون.
ليس لدى ما بقي في محور المقاومة ما يقاوم به هذا الضغط والاغراء الشديدين، وليس مستبعد ابدا أن تقوم اسرائيل بعملية صغيرة وقد تغتال مسؤولا ايرانيا مهما من معارضي هذا التقارب، كتثبيت لمصداقية مسرحية "ايران واميركا ضد اسرائيل" في النفوس التي تعبت واشتاقت ان تصدق اي أمل، مهما كانت الحقائق التي تكذبه.