مقالات وآراء
نتنياهو، صهيوني أم داعشي؟ ولماذا يستلهم جدعون التوراتي؟// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 17 أيار 2025 20:15
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 645
علاء اللامي
نتنياهو، صهيوني أم داعشي؟ ولماذا يستلهم جدعون التوراتي؟
علاء اللامي*
نتنياهو يستلهم جدعون بن يوآش التوراتي ويشن عملية "عربات جدعون" لاستكمال حرب الإبادة الجماعية بغزة: من عملية جدعون 1948 إلى عربات جدعون في حرب الإبادة الراهنة بقيادة نتنياهو: تاريخ الفاشية الصهيونية التوراتية يعيد نفسه بالدماء والمجازر:
أطلق نتنياهو اسم "عربات جدعون" على الجزء الحالي الذي يجري في قطاع غزة حاليا لإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين اسم "عربات جدعون". وهذا الاسم التوراتي سبق وأن استعملته العصابات الصهيونية ممثلة بمليشيات الهاغاناه /لواء غولاني سنة 1948. وكانت أهداف العملية هي الاستيلاء على بيسان وتطهير القرى المحيطة والمخيمات البدوية، وإغلاق أحد ممرات الدخول المحتملة لقوات شرق الأردن. وانتهى الهجوم بتهجير معظم سكانها العرب، وتحويل المدينة لاحقًا إلى مستوطنة يهودية.
فمن هو جدعون بن يوآش الملقب بيربعل؟ إنه إحدى شخصيات التوراة التي لم يتأكد وجودها بدليل اركيولوجي فاعتبرت شخصية توراتية غير تأريخية قد يثبت وجودها مستقبلا ولكننا لا نملك الآن ما يؤكد هذا الوجود سوى القصص التوراتي. وحسب التوراة فجدعون بن يوآش شاب فلاح فقير اختاره الرب حسب التوراة ليقود بني إسرائيل في معركة حاسمة ضد جيش المديانيين الضخم والمؤلف من 135 ألف مقاتل وينتصر عليهم بقوة مختارة من ثلاثمائة مقاتل من بني إسرائيل كما تقول التوراة في سفر القضاة.
والمديانيون شعب بدوي بسيط من نسل مديان كان يعيش بشكل رئيسي شرقي نهر الأردن، بين البحر الميت وشبه جزيرة سيناء. وترى الباحثة الفلسطينية رهام عودة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يرى نفسه كـ"جدعون جديد بعث لليهود"، وأنه "تمت تسمية العملية باسم جدعون لأن نتنياهو يشبه نفسه بجدعون، حيث يعارضه عدد كبير من الشعب الإسرائيلي ويرفض التجنيد الإجباري".
وأضافت عودة في منشور عبر منصة "فيسبوك" أن "جدعون حسب التوراة فشل في تجنيد كافة أبناء شعب إسرائيل للحرب معه، وكان له معارضون وعدد كبير من المترددين للمشاركة في الحرب.
*ورغم أن نتنياهو علماني كما يزعم في أسلوب حياته، إلا أنه يعتمد على التوراة والأحزاب الدينية كأي سلفي شديد التعصب لمذهبه للحصول على التأييد السياسي، فهو كثيرًا ما يُشير إلى التوراة كمصدر "تاريخي وشرعي" لوجود الشعب اليهودي في أرض فلسطين، ويُكرر عبارة: "الرب أعطى هذه الأرض لآبائنا"، وهو اقتباس من سفر التكوين. وبالعودة إلى قصة جدعون التوراتي كما لخصها محمد خليل في مقالة له في موقع عربي 21 نقرأ الخلاصات التالية:
*تعود قصة جدعون إلى العهد القديم أو التناخ اليهودي وترمز إلى "القوة والتكتيك والقيادة المُلهمة" التي جسدها هذا القاضي اليهودي، وارتبط اسمه بالقصة اليهودية التي تجسد فكرة "النصر بالإيمان والخداع التكتيكي وليس بالعدد أو العتاد".
*والواقع فإن القاضي جدعون كان في الأصل فلاحا شابا عاديا اختاره الرب بحسب التوراة - سفر القضاة ليقوم بمهمة إنقاذ بني إسرائيل من عدوه المدياني.
*وجاء في الرواية اليهودية أيضًا أن "جدعون يجمع جيشاً قوامه 32 ألف رجل لمحاربة المديانيين، بينما الرب يرى أن العدد كبير جداً، ويأمره بتقليصه حتى لا يفتخر الشعب بقوّتهم، ويطلب من جدعون أن يراقب كيف يشرب الجنود من النهر؛ فمن يلعق الماء بلسانه ككلب، يتم اختياره، ومن يركع ليشرب، يتم استبعاده، ليتم اختيار 300 رجل فقط". والواقع فهذا الكلام الخرافي الذي لا يصدقه عقل في عصرنا حيث ينتصر 300مقاتل يهودي على 135الف مقابل مدياني، يستلهم منه الصهاينة الفاشيون المعاصرون نظرياتهم الحربية ويحترمهم العالم الغربي المعاصر وثمة المزيد لنقرأ: "ويُقسّم جدعون رجاله الـ300 إلى ثلاث فرق، و"يُعطى كل جندي بوقًا وجرة فخارية بداخلها مشعل نار، وفي الهجوم الليلي، يقومون بتحطيم الجرار، وإشعال المشاعل، والنفخ في الأبواق، والصراخ: سيف للرب ولجدعون"، ويسبب الهجوم المفاجئ ارتباكا في معسكر المديانيين، ويبدأ الجنود في قتل بعضهم البعض، ويُقتل زعماؤهم وينتهي التهديد المدياني وتُحرر إسرائيل". انتهت الاقتباسات.
*المشكلة أن جدعون القرن الحادي والعشرين أي نتنياهو لا يريد أن ينقذ بني إسرائيل من الميديين المعاصرين "الفلسطينيين" بل يريد أن يبيد الفلسطينيين ويستولي على أرضهم، رغم أن قطاع غزة لم يكن يوما جزءا من مملكتي إسرائيل القديمتين المزعومتين!
*يحدث هذا في القرن الحادي والعشرين. في زمن الديموقراطية وغزو الفضاء والذكاء الاصطناعي فيما العالم "المتحضر" يتفرج، وبالكاد يصدر منه بيان يتثائب حول ضرورة وقف إطلاق النار، وفيما الحكام العرب يضخون أربعة ترليونات من الدولارات في الاقتصاد الأميركي طوعا ولكنهم عاجزون عن إدخال شاحنة مواد غذائية إلى أطفال غزة المجوَّعين من قبل القاضي جدعون مليكوفسكي "نتنياهو"!
*نسخة منه إلى بعض العلمانيين والليبراليين العرب الجُوَّف المدافعين عن "إسرائيل الديموقراطية المتحضرة في غابة السلفية والتخلف الشرق أوسطية"!