مقالات وآراء
سنقف إلى جانبكم مكتوفي الأيدي كما عوّدناكم!// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 14 حزيران/يونيو 2025 20:38
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 571
محمد حمد
سنقف إلى جانبكم مكتوفي الأيدي كما عوّدناكم!
محمد حمد
(وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً - على المرءِ من وقعِ الحسام المهّندِ)
يتظاهر آلاف الناس في كل مكان من أجل فلسطين. وتقوم دول بعيدة لا تربطها الجغرافية ولا اللغة أو الدين مع الفلسطينيين، بطرد سفير الكيان الصهيوني من أراضيها. متهمة كيان اسرائيل بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية. ويتم تعليق أو إلغاء معاهدات واتفاقيات في مختلف المجالات بما فيها الرياضة مع مجرمي الحرب في تل ابيب. ويرفع علم فلسطين داخل برلمانات دول مختلفة امتلكت الشجاعة الكافية لتقف إلى جانب الضحية ضد جلاد متوحّش اتخذ من "العداء للسامية" ذريعة للقتل والدمار والتجويع. ووقف ضد الجميع رافضا أي مقترح أو خطة أو فكرة تخفّف من عناء اهل غزة وتحفظ أرواح آلاف الجياع الباحثين عن لقمة العيش. والذين يتم قصفهم بالطائرات من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، في المستشفيات المتهالكة. وفي خيام النزوح التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء. وفي أماكن توزيع المساعدات رغم شحّتها وصعوبة الحصول عليها.
أما نحن (ذوو القربى) فنغلق الحدود مع قطاع غزة. ونوقف قوافل المتضامنين الأجانب مع الغزاويين. ونتركهم على مسافات بعيدة خشية اغضاب مجرم الحرب نتنياهو. ونلبّي كل طلبات دويلة اسرائيل في تضييق الخناق على الفلسطينيين الذين يعيشون في وضع خانق بالمعنى الحرفي للكلمة.
يتجوّل حكامنا غير الاشاوس في أروقة قصور من طراز الف ليلة وليلة. ويتبادلون نفس الأحاديث المملّة حول "القضايا المشتركة". وتعزيز التضامن بين الاشقاء العرب. وما هم في حقيقة الأمر الا أشقاء في الظاهر وأعداء الداء في الباطن. وبوجوه كالحة من شدة اليأس والخوف والمذلّة، تراهم يتنافسون فيما بينهم على شاشات التلفاز، من منهم يطلق اشدّ التصريحات بلادة ونفاقا. ولديه قدرة فائقة على بيع الاوهام على المغفّلين، وهم بالملايين!
يضحكون على عقول وذقون شعوبهم التي استحقتهم عن جدارة يُحسد عليها! ففي الأقوال وفي الكلام المباح يبدع الحكام العرب إلى درجة الدهشة والذهول لمن لا يعرفهم عن قرب. ومن يسمع تصريحاتهم، التي لا تخيف حتى "البزازين" القطط الأليفة يتصوّر أنهم على وشك أحداث ثورة عارمة ضد الكيان الصهيوني. ولو اطلقنا العنان للخيال فسوف لا نصل إلى ما نتمناه منهم ابدا. لا شيء يرجى من سياستهم وردود أفعالهم الميتة قبل الولادة . وطالما أن السيد احمد أبو الغيط، امين عام الجامعة العربية، يغطّ في نوم عميق مفترشا اطنانا من بيانات الشجب والأدانة والرفض والتنديد، فإن جرائم الكيان الصهيوني سوف تستمر وبوتيرة اقوى من ذي قبل.
أن اليهود الصهاينة يحكمون أمريكا ومن خلالها يحكمون ثلاثة ارباع العالم. ومعه المؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن الدولي. هذه الحقيقة رغم وضوحها ومرارتها مازال الكثير منّا يتجاهلها خوفا من غضب آلهة البيت الأبيض وحاخامات شعب الله المختار...