علاء اللامي
الإبادة الجماعية مشروع قومي لإسرائيل ككل وليس لليمين المتطرف فقط
علاء اللامي*
هذه العبارة للباحث التقدمي الباسل نورمان فنكلستين قالها قبل فترة في مقابلة مطولة معه...إنَّ المفكر والباحث النقدي الشجاع هو الذي يقول الحقائق كما هي وحين يفعل ذلك فهو لا يفضح جرائم القتلة فقط ولا يكشف مأساة المقتولين والضحايا فحسب بل هو يفضح هزال المثقف المتظاهر بالمعارضة والمثقف المداهن والجبان وبياع المواقف والباحث عن الشهرة والمال والوجاهة بين اوساط الفاسدين والخاتل خلف نقد تطرف الضحية لأنه يرفس الذباح بقوة! مثقف هزيل كهذا يدعو إلى حلول لا أفق لها ولا يعترف بها العدو من قبيل حل الدولتين، فهو لا يعترف بوجود شعب بل مخلوقات أدنى من البشر ومنه ويريد إفنائها. العدو هنا ليس حزبيا متطرفا أو زعيما مصابا بالنرجسية وداء العظمة والهوس الديني بدماء أعدائه، إنه مجتمع كامل أراد له أن يكون زعيما له وملكا عليه "ليس عبثا أن يلقب الصهاينة نتنياهو بالملك بيبي"! لنقرأ ما قاله الباحث الأميركي الباسل وصديق الشعب الفلسطيني وهو "من أسرة يهودية ناجية من المحرقة النازية" نورمان فنكلستين وشريك تشومسكي في عدة أعمال، وكيف يقدم المجتمع الاستيطاني الصهيوني على حقيقة كمجتمع إبادي متطرف:
فقرة من حديث مطول للباحث التقدمي الأميركي نورمان فنكلستين: السيناتور الأميركي بيرني ساندرز يتصور أن المشكلة في الشرق الأوسط هي في وجود بنيامين نتنياهو! لا، ليست المشكلة في نتنياهو. هذا ليس صحيحا.
الإبادة الجماعية في غزة ليست مشروع دولة فقط. إنها مشروع وطني/قومي (National project). هذا أمر مختلف جدا. أنها ليست حفنة من القادة، كما يحبوا أن يقولوا دائما مثل بن غفير وسيموترش وبعضهم سيشمل نتنياهو. هذا ليس صحيحا. يجب أن نكون صادقين في ذكر الحقائق. هذا مشروع وطني/ قومي. إنه مشروع كل المجتمع اليهودي الإسرائيلي. أحد الاستطلاعات طرح سؤالا بسيطا جدا ولا يترك أي مجال للتهرب. السؤال يقول: حين يدخل الجيش الإسرائيلي إلى مدينة غزة فهل يجب أن يقتل كل شخص في المدينة؟ 47 بالمئة من الإسرائيليين أجابوا على هذا السؤال بنعم، يجب أن يقتل الجميع. أي تقريبا إسرائيلي واحد من كل اثنين قال نعم! ردا على استطلاع قال بكل وعي نعم يجب أن نقتل كل شخص في المدينة. حسناً. استطلاع آخر سأل: هل يوجد أبرياء في غزة، أم أن الجميع إرهابيون؟ نتيجة الاستطلاع كانت 62 بالمئة من الإسرائيليين قالوا لا يوجد أبرياء في غزة. إذا استبعدنا السكان غير اليهود في إسرائيل والذين يشكلون نسبة 20 بالمئة ستكون نسبة الذين يرفضون وجود أبرياء في غزة 70 بالمئة تقريبا! خذ مثلا زعيم المعارضة الإسرائيلية ماذا قال قبل أيام: إن الجنود الإسرائيليين يقتلون الأطفال الفلسطينيين كهواية في غزة! وقد أصر على قوله وأصبحت الضغوط عليه هائلة فتراجع. ولكنها حقيقة ... ولكنها حقيقة ... أعرف بعض الأطباء المقيمين في الولايات المتحدة وذهبوا إلى غزة وأصدروا تقريرا طبيا قال إن الجنود الإسرائيليين يستهدفون رؤوس وصدور هؤلاء الأطفال. وكانت لديهم أدلة موثقة وصور الأشعة، إلى درجة أن صحيفة نيويورك تايمس شعرت بأنها ملزمة بنشر مقالة رأي بقلم أحد الأطباء. أنا لست مبتهجا بالمر ولكنني لا أستطيع استيعاب الأمر ويذهلني أن تلك الدولة وذلك المجتمع قد انحدر إلى درجة أن زعيم المعارضة قال إنهم يقتلون الأطفال كهواية! هذا ليس فقط بعد 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) بل يمكن أن تقرأ تقرير الأمم المتحدة عن حدث يسميه الفلسطينيون "العودة الكبرى/ تظاهرات سلمية على حدود غزة الشمالية مع الكيان بدأت في 30آذار - مارس 2018" وكان تقريرا ضخما مؤلفا من 250 صفحة.. وذكر التقرير إن إسرائيل نشرت ما لديها من أفضل القناصين المهرة على طول السياج المحيط بغزة، أفضل القناصين. الإسرائيليون أنفسهم قالوا: كل رصاصة أصابت هدفها. كل رصاصة أصابت هدفها. هذا ما تفاخروا به! وماذا وجد تقرير الأمم المتحدة؟ وجد أن الجنود الإسرائيليين استهدفوا الأطفال... استهدفوا المسعفين الذين هرعوا لنجدتهم واستهدفوا الصحافيين، استهدفوا المعوقين وذوي الأطراف المبتورة. كانوا على مسافة 300 متر من السياج وبعض المستهدفين لم يكن بين المتظاهرين. وكان ذلك قبل 7 أكتوبر – تشرين الأول بسنوات.
رابط الفيديو بدءا من الدقيقة 43:
https://www.youtube.com/watch?v=yQl24f5sIbU