اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• مابين تهديدات علاوي وتداعيات الوضع الامني !!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بقلم : مهند الحسيني

مابين تهديدات علاوي

وتداعيات الوضع الامني !!

 

في الأيام الاخيرة الفائتة كثرت تصريحات اياد علاوي المتهافتة وما تحمله من تهديدات ووعيد وحدة في النبرة ، فتارة يظهر من خلال كلامه كأنه الحمل الوديع أو كانه شهيد المؤامرات التي تحاك ضده وضد (مشروعه الوطني) ، وتارة اخرى يـُستشف من كلامه وكانه يقول " لو العب لو اخرب الملعب" !! .

 

ومن خلال متابعتي للشان العراقي لا اخفيكم بانني اتوجس الشر من هذه التصريحات المبطنة والمعلنة باعتبار ان مايليها من اضطراب في الوضع الامني هو امر حتمي واجب الوقوع (!)، ذلك لان التجارب السابقة اثبتت لنا كمراقبين  صحة هذه الهواجس والمخاوف من خلال الاحداث الدامية المؤسفة التي تحصل عادة بعد هذه التصعيدات والمماحكات ، وأيضا لمعرفتنا السابقة بخبرة الدكتور علاوي في فن (تفخيخ السيارات) والتي كان يرسلها ابان النظام السابق في مراكز بغداد التجارية (كالعادة -  الضحية دوما هو المواطن العراقي البسيط ) والتي كان الدكتور علاوي لا يتورع ولا يتحفظ  عن اعلان  مسؤولية حركته عن هذه الهجمات من خلال اذاعته في براغ .

 

فالملاحظ ان سلسلة الإنفجارات والاغتيالات الأخيرة وأيضا ماحصل في مقار الاجهزة الامنية من تواطئ وتسهيل الامر لهروب المجاميع الارهابية بانها قد تزامنت مع تهديدات علاوي (!)، واخر هذه السلسلة هي محاولة اغتيال مرشح وزارة الدفاع السيد خالد العبيدي اليوم 29/5/2011 في الموصل ، وكما هو معلوم ان العبيدي قد رشحته القائمة العراقية لشغل حقيبة الدفاع  الا انها عادت وسحبت هذا الترشيح لأسباب لايعلمها الا الله والراسخون في القائمة العراقية !!.

 

ويضاف لهذه السلسلة من الاغتيالات عملية اغتيال علي اللامي رئيس هيئة  المسائلة والعدالة قبل ايام، والمفارقة الغريبة ان تصريحات المتحدثين بأسم القائمة العراقية قد اعلنت وبكل صراحة عن تورطها بشكل وباخر ، اذ صرح المتحدث باسم القائمة حيدر الملا لإحدى الوكالات الإخبارية بعد الحادث :

 

 "إن مقتل المدير التنفيذي لهيئة المسائلة والعدالة علي اللامي هي رد فعل على الأعمال الانتقامية التي قام بها خلال الفترة الماضية" .

 

ولكم ان تروا تبرير القتل والعنف كيف يصرح به وبكل صلف وبدون اي خوف ووجل ومحاسبة (!)، ولنر ايضا طبيعة الافعال الانتقامية لدى شراذم البعث وايتامهم الكبار منهم والاطفال والتي اتهموا بها الاخرين حيث ينطبق عليهم القول " رمتني بدائها وانسلت" !.

 

وخلاصة القول : ان من يتابع جيدا تصريحات قادة (العراكية) وأفعالهم التي تتناسب طرديا مع نسبة زيادة وتيرة اعمال العنف في العراق  (من جنوبه لشماله) سيعرف بأنهم حصان طروادة الذي دخل عن طريقه عتاة البعثيين للعملية السياسية لغرض تخريبها من الداخل بعد ان عجزوا عن اسقاطها بالجهود الأقليمية المحمومة.

 

   ولم ننسى بعد كيف أعادوا الكثير من القيادات البعثية المتورطة بالدم العراقي سواء  إلى الاجهزة الامنية العامة والحساسة او لأعلى المناصب في الدولة العراقية بذريعة (المصالحة) !.

 

مثلما لم ننسى من هو الذي وقف يتباكى على ابواب زنازين الارهابيين والمجرمين الذين اجرموا بحق العراقين وهو يقسم بشاربه بان يطلق سراحهم ليعيدوا كرة الارهاب مرة اخرى؟!  متناسيا هذا الاحمق السياسي الالاف من العراقيين الذين سقطوا على يد هؤلاء المتوحشين، وبدون ان يرف لهذا السياسي  جفن على سقوطهم مابين شهيد وجريح ومابين من تطايرت اشلائه ، فهو غير معني بالضحية بقدر اهتمامه بالجلادين الذين يفترض ان يحسم امرهم القضاء العراقي المستقل وكلا بحسب جرمه وجريرته .

 

وبالنظر لثقافة الثنائية الراسخة في المفاهيم السائدة ( ثقافة اما اسود او ابيض) فمن الطبيعي جدا ان  البعض (لا بل الكثير) سيظن ان كلامي هذا الذي ادين فيه طرف ما وكأنه دفاع عن الطرف الاخر (!) ، لكن ليكن بمعلوم الجميع كلامي وادانتي لزعامات القائمة العراقية بما يحصل من عنف واغتيالات هي في حقيقتها ليست دفاعا عن الاطراف الاخرى باعتبارها هي أيضا متهمة من قبلنا بالفساد المالي والاداري ، وبتفشي ظاهرة الاسلام السياسي على الواجهة العراقية ومحاولة السير بالعراق نحو دولة ولاية الفقيه ،علاوة على عجزها الشبه مطلق عن اداء مهامها تجاه استحقاقات المواطن العراقي البسيطة،، فهؤلاء شياطين خرس وشخصيا اعتبرهم مشتركين بكل جريمة تحصل وبكل اعمال عنف تجري في العراق ، فالسياسي الوطني الحقيقي يفترض ان لايساوم على امن مواطنيه ولا على استقرار البلد ،ومهما كان الثمن المعروض سواء منصب رفيع او مكاسب سياسية .

 

 نعم .. كلامي هذا هو ليس الغاية منه تسقيط طرف لصالح طرف اخر ،فما أردت ان أقوله من خلال مقالي بأن أغلب زعامات الكتلة العراقية لها ( اضلاع وليس مجرد ضلع واحد) في كل مايحدث من قتل وتفجير واشاعة الفوضى انتقاما لولي نعمتهم المقبور وهذا الامر تثبته الوقائع والتصعيدات التي داوم عليها زعماء الكتلة .

 

فهم على الرغم من دعايتهم بانهم يتبنون المشروع الوطني الا اننا رأينا كيف تم استقطاب رموز هذه الكتلة على اساس طائفي ومناطقي (مثلهم مثل غيرهم في الطرف الاخر ) ولم ننغش بالضد النوعي  المتواضع العدد لانه ذر الرماد على العيون ليس اكثر من ذلك  ، كما لم يخفى علينا كيف انهم حاولوا ان يعيدوا عقارب الساعة للخلف من خلال الانتخابات الماضية  وحين لم يتحقق هدفهم المنشود ( رغم كل محاولات التزوير الاممية والاقليمية) عادوا لمربع العنف والاغتيالات والفوضى (كعادتهم).

 

 واعتقد ان الوقت قد حان للمكاشفة ولتسمية الاشياء باسماءها لعرض الصورة الحقيقية امام المواطن العراقي لانه هو الضحية اولا واخيرا وبالتالي هو معني بما يدور خلف الكواليس والغرف المظلمة .. ولابد للعراقيين ان يطلعوا على بنود  (مبادرة) اربيل التي اصبحت بسمار جحا في العملية السياسية ، وبرأيي الشخصي ان هذه المبادرة قد خدمت الطرف السياسي الكردي ولم تكن مفتاح حل للتشكيل الحكومي كما توهم البعض ، حيث تكاد هذه (المبادرة ) أن تكون اليوم أشبه بلغم جديد يضاف لبقية الالغام المنتشرة على الساحة العراقية !.

 

كلمة اخيرة :

لابأس ان تتضمن اللعبة السياسية سمة المناورة وحتى التصادم ، ووسائل الخبث السياسي قد تكون مشروعة احيانا في عالم السياسة ، لكن ان يكون العمل السياسي يقتصر على ادارة وتمويل اعمال عنف واغتيال لغرض الكسب السياسي فهذا أمر مخجل ومهين لكل المفاهيم السياسية (وان كان البعض يشبه السياسة - وهم متوهمين- بانها مستنقع ضحل تباح فيه كل المحضورات )، فيفترض بالسياسي ان يكون رجل مبدأ ومخلص لابناء شعبه قبل كل شيئ لا ان يضحي بالمواطنين من اجل تحقيق مآرب ذاتية لانه يصبح مجرد مجرم يتمتع بحصانة .

 

وللاسف هذا مايحصل اليوم في العراق .. ارهابيون ومفسدون يتمتعون بحصانة سياسية !.

 

مهند الحسيني

29-05-2011

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.