اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• الثالوث الأقدس في العهد الجديد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
وردا أسحاق عيسى

               الثالوث الأقدس في العهد الجديد


الله القدير هو الاهنا الوحيد , وشهادتنا له تتضمن أيماننا به كثالوث موحد , وهذه العقيدة تتميز بها المسيحية فقط من دون الأديان الأخرى ومن خلالها نستطيع الدخول الى العقائد الأخرى لكي نفهمها بعمق وشمولية فهماً صحيحاً ، فنتخذ لحياتنا أبعاداً صحيحة مستوحاة من الأنجيل المقدس الذي هو دستورنا والنور الذي  يكشف لنا الأسرارالعميقة عن الله اللامتناهي . نبدأ كل صلاة : برسم الصليب على صدورنا معلنين معها الشهادة : ( بأسم الآب والأبن والروح القدس, الأله الواحد آمين). الله الآب فيه ملء اللاهوت الغير المنظور للأنسان , والأبن هو ملء اللاهوت المنظور بالجسد, والروح القدس ملء اللاهوت الغير المنظور العامل في البشر,الله الغير المحدود وبصورته هذه لا يدركه العقل الأنساني المحدود بأمكانياته دون اللجوء الى الروح القدس العامل فيه والذي يكشف له الخفايا والأسرار ، الثالوث اذن هو فوق العقل لكنه ليس ضد العقل , فعلى المؤمن أن يحاول بعقله أن يفهم جزء من عمق الله الغير المحدود بثالوثه الموحد في سر عظيم  متسامٍ .

 ما جاء في المجمع المسكوني الأول في نيقية عام 325 عن الثالوث أكّده المجمع الثاني في القسطنطينية عام 381 ووضع النقاط على الحروف لكي يصبح ثابتاً في كل كنائس العالم ، حيث كانت الكنيسة واحدة موحدة, فأكمل المجمع قانون الأيمان النيقي الذي يحتوي الثالوث الأقدس بالتفصيل فيقول نؤمن بإلهٍ واحدٍ الآب ضابط الكل..... ونؤمن بربٍ واحد يسوع المسيح ..... ونؤمن بالروح القدس المنبثق من الآب والأبن. هكذا أصبحت عقيدة الثالوث واضحة في العهد الجديد حيث الله في ثلاثة أقانيم وكل أقنوم هو اله كامل الألوهة يختلف عن الأقنومين الاخرين بميزات دون سواه فيختلف عنهم بأختلاف الأفعال أو المهام. لكن الثلاثة هم في طبيعة واحدة غير مجزأة مما ينفي كونهم ثلاثة آلهة لأن جوهرهُم واحد , لأن المحبة تربطتهم في كيان موحد .

 العهد الجديد هوعهد النضوج والكمال فيه أصبح الله مستعداً لكي يكشف لنا ذاته في الثالوث الأقدس بوضوح . أبتدأ الله بكشف ذاته لنا كثالوث منذ بشارة الملاك لمريم عندما قالت له كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً ؟ فأجاب ملاك الرب قائلاً : ( الروح القدس يحل عليك قوة العلي تظللك لذلك القدوس المولود منك يدعى أبن الله). أي الروح القدس + العلي+ القدوس المولود منك, أي الثالوث الأقدس, هذا الثالوث الذي شهد له مار يوحنا المعمدان عند عماد الرب في نهر الأردن فقال عن الرب يسوع : ( هذا هو حمل الله الحامل خطايا العالم) ثم رأى الروح القدس على شكل حمامة فشهد له, كما سمع صوت الآب قائلأ: ( هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت ) ، أما الرسول بولس فيقول لنا في البركة الرسولية "2 قو 13/13 " (ولتكن نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس تكون معكم جميعاً ) . أي الثالوث القدس  كله. الرب يسوع قال لتلاميذه عن الروح الروح القدس (الفارقليط) : ( الفارقليط سيرسله الآب بأسمي ) ، اذن الفارقليط الذي هو الأقنوم الثالث+الآب+ الأبن المتحدث . أما في غلاطية 6/4 فيقول الرسول بولس : ( بما أننا أبناءً له ، أرسل الله روح أبنه الى قلوبنا), أي الله الآب +روح أبنه  أي الروح القدس والأبن , علماً بأن الروح القدس ينبثق من الآب والأبن . كذلك يقول( الروح الذي أقام يسوع ساكناً فيكم) ، يقول الرب في" مت 18/28": ( أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب, والأبن , والروح القدس) هنا نرى التوحيد بوضوح حيث قال عمدوهم بأسم وليس بأسماء لأن الثلاثة متوحّدين ومُتّحدين في إله واحد.
 
أما الرسول يوحنا فيقول في رسالته الأولى الآية 7/5(الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب, والكلمة, والروح القدس). وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة : الروح, والماء, والدم. وهؤلاء الثلاثة هم في الواحد.
يسوع هو كلمة الله (اللوغس) أي الله وكلمته, لا فرق بين التسميتين لأنهما واحد فالله وكلمته هم واحد موجودين منذ الأزل معاً وكما يقول النبي أشعيا: ( أنا الأول وأنا الآخر منذ وجوده أنا هناك) لا يجوز اذن أن نقول بأن الآب هو قبل الأبن . كما لايجوز أن نقول بأن الآب في فترة من الزمن كان بدون الكلمة, أي كان بلا نطق لأن هذا كفر بذات الله وحقيقته الثلاثية .الأنسان الذي خلقه على مثاله هو الآخر ثالوث ( الجسد+الروح+النفس), وضّح لنا الله لنا هذه الحقيقة على لسان رسوله بولس في " تس5 /23"  قائلاً : (قدّسكم إله السلام نفسه تقديساً تاماً وحفظكم منزهين عن اللوم, سالمين روحاً ونفساً وجسداً) . أما العذراء مريم فقالت في "لو1/ 46 -47" :
(تعظم الرب نفسي, وتبتهج روحي بالله مخلصي) وهذه كانت تقولها بجسدها أي انها ثلاثية والأنسان خلقه الله على صورته أي ثلاثياً فمفهوم الأنسان هو(ذكر+أنثى) .
في سر الزواج المقدس بين الأثنين ، فانهم سيتحولان الى واحد (ما جمعه الله...لأنهما جسد واحد) وهذه الوحدة تمت نتيجة علاقة الحب الحقيقي بينهما ومن هذا الحب يتم انجاب أطفال ،
والثلاثة يكونون عائلة واحدة موحّدة في بيت واحد . هكذا تعيش تلك العائلة وكأنها شكلاً مصغراً للثالوث يعمل كل منهما في حدود أقنومه ويسعى الجميع للبلوغ الى الأفضل بالعطاء والمحبة والسمو نحوالكمال الأنساني وبعدها سيمُجد مع الأبرار. ولإلهنا المثلث الأقانيم كل المجد الى أبد الآبدين .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد - كندا 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.