اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• لا نريد من يدافع عنا.. فقط دعونا في حالنا!!!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

شليمون داود أوراهم

لا نريد من يدافع عنا.. فقط دعونا في حالنا!!!

أقيمت يومي الأربعاء والخميس 23 و 24 إيار 2012 أول انتخابات لرئاسة الجمهورية في مصر بعد ثورة 25 يناير، وانقسم المرشحون بشكل عام.. إلى ثلاثة أقسام، الأول: مرشحو التيارات الإسلامية: حزب الحرية والعدالة للإخوان المسلمين، بالإضافة إلى المرشحين المدعومين من حزب النور السلفي وهما التنظيمان الحاصلان على المرتبتين المتقدمتين في انتخابات مجلس الشعب التي جرت في مصر قبل بضعة أشهر (وأبرزهم محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح)، والثاني: علمانيون ليبراليون (حمدين صباحي، خالد علي... وآخرون)، والثالث: من اعتبرهم البعض من رموز النظام السابق أو من اصطـُلح على تسميتهم في مصر بفلول النظام السابق (أحمد شفيق، عمرو موسى).

وأسفرت النتائج الرسمية المعلنة مساء الاثنين 28 إيار عن تقدم الإخواني محمد مرسي والفريق أحمد شفيق وتأهلهما لجولة الإعادة، في ظل أجواء بدا واضحا فيها أن عددا كبيرا من الناخبين توجهوا إلى صناديق الاقتراع ليس لانتخاب مرشح معين يرغبون بفوزه تحديدا.. إنما للحيلولة دون فوز مرشح آخر لا يريدونه!!.

ولأن معظم وسائل الإعلام انشغلت بهذا الحدث الهام إلى جانب باقي أحداث الساحة المهمة، فقد نشر عدد من المواقع الإخبارية على الإنترنت إبان الجولة الانتخابية الأولى تقريرا عن هذه الانتخابات حمل عنوان (أقباط مصر يصوتون بكثافة لقطع الطريق على الإخوان).

ومما جاء في هذا التقرير:

(أقبل الكثير من الأقباط على الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية في تاريخ مصر رغبة منهم في قطع الطريق على أي مرشح إسلامي وذلك خوفا من زيادة تعرضهم، كما يشكـّون، للتهميش والتمييز في مجتمع يتجه نحو المزيد من الأسلمة).

ونقل التقرير عن مواطنة مصرية مسيحية: (لا أريد إسلاميين.. إذا وصلوا إلى الحكم واعترضت عليهم سيقولون أنني أنتقد دينهم. ومن يدري ما الذي يمكن أن يفعلوه معي)؟.

وعما إذا كان مسيحيو (أقباط) مصر سيصوتون للمرشح الذي يعتقدون أنه سيكون أفضل من يدافع عن المسيحيين، نقل التقرير عن إحدى الناخبات المسيحيات قولها: (لا نريد من يدافع عنا، إننا فقط لا نريد مشاكل ولا نريد سوى أن يدعونا لحالنا).

وقد نقل التقرير مواقف أخرى لمسيحيي مصر بشأن انتخاب الرئيس منها: (ما نريده هو دولة غير دينية تضمن حقوق كل الطوائف). و(التيارات الإسلامية تثير القلق، ثم ما الذي فعلوه في مجلس الشعب؟.. لا شيء سوى الحديث عن النساء والختان).

لقد توقفت طويلا عند إجابة هذه الناخبة القبطية، واسمها في التقرير (ماري) والتي قالت: (لا نريد من يدافع عنا، إننا فقط لا نريد مشاكل.. ولا نريد سوى أن يدعونا لحالنا).

وعلى الرغم من أنها قد تكون مواطنة بسيطة عادية لا تشتغل بالسياسة.. لكهنا ربما تعكس موقف شريحة كبيرة. فإذا كان هذا هو حال مسيحيو مصر وهم الأكبر حجما وثقلا وعددا في جميع بلدان الشرق الأوسط (نحو 10 إلى 12 مليون)، وفي بلد يـُفترض أنه الأكثر تقدما في الممارسة الديمقراطية في المنطقة.. فكيف سيكون حال باقي مسيحيي الشرق؟!. كيف سيكون حال من هم في لبنان غير المستقر خلال سنوات ماضية وربما أخرى قادمة؟!، أو سورية المضطربة بربيع دخل الصيف ولا ندري إن كان سيمضي قدما إلى خريف؟!، أو بين النهرين.. عراق اليوم؟!، في ظل الواقع السياسي القائم في البلد منذ نحو عشر سنوات.. بعد سقوط الدكتاتورية البغيظة، وبروز واقع المحاصصة الحزبية والطائفية وسياسة الاستحواذ من قبل القوى المتنفذة، والتهميش والإقصاء للآخرين، وما نتج عن ذلك من الهجرة و.. والاضطراب لأوضاع مكون أصيل من مكونات الشعب؟؟.

لا شك أن ممثلي شعبنا في عراق اليوم من المؤسسات السياسية والمدنية والدينية بذلوا ويبذلون الجهود، كل من موقعه وبحسب مسؤولياته، من أجل المساهمة في بناء العراق الآمن المزدهر القائم على السلام والتآخي والعيش المشترك، وتحقيق مبدأ المواطنة والعدل والمساواة انطلاقا من حقيقة أنه (المكون الأصيل صاحب الحضارة العريقة.. إلى جانب باقي مكونات النسيج والفسيفساء..)، لكن النتائج على الأرض تبقى حتى اليوم دون مستوى الطموح والاستحقاق التاريخي والحضاري والإنساني و.. الوطني!! و... الديمقراطي الجديد!!. ومعروفة هي التفاصيل والوقائع، ولا حاجة لنا هنا للخوض في تفاصيلها.

ومع حقيقة عدم طرح أو تداول هذا الواقع (فقط دعونا في حالنا) فيما يتعلق بوجود شعبنا في العراق، واستباقا لما قد تشهده الأحداث من تطورات: فهل تبقى الأمور عندنا سائرة بهذا الاتجاه حتى يفكر البعض منا بالانتقال في سقف مطالبنا (نحن مسيحيو العراق من الكلدان السريان الآشوريين) ومعنا الأرمن وربما حتى الصابئة وباقي المكونات الصغيرة الأخرى.. من مستوى: تحقيق مبدأ المواطنة بعيدا عن الدين والمذهب والقومية، وإقرار الحقوق المشروعة، والشراكة الحقيقية والمشاركة في صنع القرار، والمساواة في الحقوق والواجبات، إلى أضعف الإيمان: (فقط لا نريد مشاكل، ودعونا لحالنا)؟؟؟. أم أن هذا المطلب أيضا سيكون بعيدا عن متناولنا؟.

سؤال بحاجة إلى وقفة.. ومن ثم موقف ورؤية واستقراء. والإجابة في رأيي المتواضع هي العكس تماما، فالسعي لواقع (لا نريد من يدافع عنا.. فقط دعونا في حالنا) وفي ظل استمرار ممارسات الاستحواذ والإقصاء القائمة اليوم، سيزيد شعبنا تهميشا وإقصاءا ومعاناة وحرمانا من الحقوق، ولا بد لمؤسساتنا بالتالي.. من مواصلة العمل والنضال والضغط بكل الوسائل السياسية المشروعة والمتاحة، وعلى طريقة الحفاظ على سقف المطالب وفق استحقاقات شعبنا ومكانته ودوره التاريخي والحاضر أولا، ومن ثم الحصول على القدر المقبول من هذه المطالب والحقوق ثانيا.. وللحديث تتمة.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.