اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• ملاحظات حول مشروع قانون الأحزاب السياسية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

ا.د. حاكم محسن محمد الربيعي

ملاحظات حول مشروع قانون الأحزاب السياسية

 

نشرت بعض الصحف الوطنية مشروع قانون الأحزاب السياسية الذي اقرّه مجلس الوزراء مؤخرا وتمت أحالته الى مجلس النواب وفي أدناه بعض الملاحظات على ما ورد في هذا المشروع.

- إحكام التأسيس _ في الفصل الثالث الذي تضمن إحكام التأسيس وتحديدا في الفقرة –

ثانياً- من المادة (8) اشترط المشرع عدم تميز برنامج الحزب في تحقيق اغراضه تميزا واضحاً عن برامج الأحزاب الأخرى.

2- هذه الفقرة تعد اشكالاً مقصوداً الهدف منه حصر برامج الأحزاب السياسية في برامج تبدو وكأنها مشتركة وهذا نعتقد غير مقبول في بلد نص دستوره على الديموقراطية فلكل حزب برنامج يخصه قد يتفق مع برامج الأحزاب الأخرى في الكثير من النقاط، وقد يختلف وهذه مسألة طبيعية كما هو سائد في برامج الكثير من الأحزاب في العالم، وأكدت الفقرة ( الثانية) من المادة ذاتها ان لا يتخذ شكل التنظيمات العسكرية أو شبة العسكرية ولا يجوز الارتباط، مستقلاً وليس ذا علاقه مع الأحزاب لا من بعيد ولامن قريب.

ولكن كيف يمكن ضمان ذلك لاسيما من الأحزاب التي تمسك بالسلطة أما ما يتعلق بما سماها المشرع شبه المسلحة فان ذلك يسري على الميليشيات المسلحة وهي ليست قليلة ذات الارتباط بأحزاب السلطة فاعتقد ان يسري على المليشيات ويتفق الجميع على ان المليشيات، هي واحدة من الأسباب الأساسية في فقدان الأمن والاستقرار في العراق نعم، ان يبقى الجيش للدفاع عن الوطن من الاعتداءات الخارجية والمساهمة في حفظ الأمن والنظام وان لا ينحاز الى أي حزب سياسي أو ديني أو أية جهة أخرى الكل يتفق على ذلك 2- إجراءات التسجيل: الفقرة (أولاً) من المادة (11) نعتقد ان صياغة القوانين أصبحت تعد على أساس الرغبات والأهواء التي تخدم الجهة التي تعد مشروع القانون إذ لم يجر سابقاً وفي أية دولة من دول العالم ان يشترط ان يكون في كل محافظة كذا عدد من الأفراد من أعضاء الحزب رغم ان كثيراً من الأحزاب لديها أكثر من العدد المطلوب ولكن هي سابقة غير مقبولة كأنما الهدف منها إخراج بعض الأحزاب عن الساحة ونعتقد ان تعديل هذه الفقرة يعطي القانون قيمة وأهمية إذ ان الصحيح ان يقدم الحزب العدد المطلوب أينما كان هذا العدد يسكن في بغداد أو غيرها من المحافظات الأخرى وان الاشتراط على أساس التواجد في المحافظات غير سليم، كما اشترطت المادة(13) تقديم كشف بعدد الأعضاء وهذا طلب يكاد يكون امنياً اي لمعرفة عدد أعضاء الحزب ينطوي على أهداف أخرى للجهة التشريعية لاسيما اذا كانت مرتبطة بالسلطة إذ قد يتم فرض شروط جديدة أو وضع محددات أخرى وإلا ما الهدف من هذا الشرط، كما أكدت المادة (18)، على عدم جواز إجراء اي تعديل على النظام الداخلي للحزب أو برنامجه السياسي المعتمد، وهذا الاشتراط لا يعد مقبولا إذ كثير من الأحزاب تعيد النظر في برامجها السياسية وفي النظام الأساسي والتي تتفق مع متطلبات الظروف الدولية والإقليمية والمحلية وإلا كيف يعد حزباً مستقلاً له رؤيته الخاصة وبرنامجه الخاص وبالتالي هذا يعد إملاء على الأحزاب السياسية وهو إملاء في غير محله.

إما المادة (19) والتي تضمنت تشكيل دائرة الأحزاب السياسية نتمنى ان لا تصبح هذه الدائرة، كما كانت مديرية الأمن العامة ومديرياتها في المحافظات سابقاً وإنما تنظيمية وإدارية فقط، دون المتابعة لنشاط الأحزاب السياسية، الفصل الخامس الحقوق أما ما نصت عليه المادة (27) يعد أمراً جيداً على ان تمتنع جميع الأحزاب منها التي في السلطة أو خارجها عن علاقاتها المعروفة مع دول الجوار أو غيرها، وان تعمل وفق رؤية الحزب السياسي على مستوى العراق وبما يخدم البلد.

أما ما ورد في المادة (28) وتحديداً ما يتعلق بسجل الأعضاء وأسمائهم وعناوينهم ومحال إقامتهم هذا الإلزام غير قانوني، فالتجارب التي مرت على العراق لا تسمح بطلب أو الزام للأحزاب تقديم مثل هذه الكشوفات التي تصبح في يوم من الأيام كشفا للملاحقة الأمنية والسياسية للأعضاء وبالتأكيد ستدفع الأحزاب السياسية الى تقديم كشوفات غير صحيحة وبالتالي فأن رفع هذا الإلزام هو الأصح، إضافة الى ان الاطلاع على السجلات الخاصة بكل حزب هي مسألة غير قانونية، إذ ان الحزب السياسي ليس منظمة أعمال أو شركة تجارية أو صناعية، ليطلع على سجلاتها ديوان الرقابة المالية كما هو معروف، بل ان سجلات الحزب السياسي تحوي معلومات خاصة بالحزب وأعضائه، فكيف يتم كشفها في بلد لم يستقر فيه الأمن، ولن يستقر فيه على المدى القريب، ثم ما المقصود من ذلك؟ فالمادة (28) غير منسجمة مع الديمقراطية تماماً عدا ما يتعلق بالنظام الأساسي للحزب كما لا تنسجم المادة (29) تماماً.

الفصل السادس – التنظيم الداخلي ما ورد في المادة (30) من مشروع القانون، الكثير منها يتعلق بالحزب وقراراته وشروط الانتماء اليه وبالتالي لا يتلقى الحزب السياسي التوجيهات من دائرة الأحزاب السياسية في أمور كهذه وبالتالي لايعد حزبا سياسيا مستقلا وإنما منظمة تابعة تنفذ ما يملى عليها والحزب السياسي ليس كذلك نتمنى ان يعيد المشرعون النظر في المسودة قبل عرضها على البرلمان.

الفصل الثاني – الأحكام المالية : ما ورد في المواد القانونية التي تضمنها الفصل الثامن- الاحكام المالية- تعد اغلبها تدخلا في شؤون الأحزاب السياسية وكما سبقت الإشارة اليه ولتطبيق هذه المادة يجب ان تمتنع جميع الأحزاب عن علاقاتها وتمتنع عن قبول الهبات والمساعدات من دول الجوار وغيرها وهي معروفة، أما المادة (52) وما تضمنته هذه المادة فهو تعبير عن النظرة الفئوية القاصرة تجاه الأحزاب الأخرى اذا إنها صيغت بطريقة الهدف منها الاستحواذ على اكبر حصة من المساعدات المالية اذ هنالك أحزاب لها تاريخ نضالي مشهود عبر السنوات الطوال و يشير إلى ذلك تاريخها الطويل، ولكن بسبب التعسف الانتخابي لم تحصل على مقاعد في مجلس النواب فهل يعني ذلك حرمانها من التمويل أو المساعدات اذ كيف تم تحديد نسبة (30 %) و (70%) وفق أي معايير وهل تعتقد بعض الأحزاب ان رصيدها بعد الاحتجاج الشعبي على نقص الخدمات والمشاكل التي يعاني منها الناس في المجالات ان يكون رصيدهم في مجلس النواب كما كان سابقا اعتقد ان إعادة النظر في النسب ضرورية جدا وفق المنطق، هناك أعضاء في البرلمان لم يحصلوا إلا على 15 صوتاً ورغم ذلك حصلوا على مقعد في المجلس وآخرين حصلوا على أكثر 20 الف صوت لم يمثلوا فأي منطق انتخابي هذا، في الوقت الذي نشيد فيه بصدور مشروع قانون الأحزاب السياسية إلا ان هذا المشروع بحاجة الى إعادة النظر في اغلب المواد التي وردت فيه و ان من يريد ان يبني ويعمر بلداً عليه ان يعمل وفق رؤية موحدة لا تغيب طرفاً وفي العراق ان يضع أمامه (الهوية العراقية)، لا الفئوية والطائفية أو القومية أو أي نزعة شوفينية، تفرق بين أبناء البلد الواحد.. نحن بحاجة الى لم الشمل والتعامل على أساس نحن جميعاً عراقيون.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.