اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• ثورة الرابع عشر من تموز .. تغيير وتحرير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الحاج نزار محمد غالي الوائلي

ثورة الرابع عشر من تموز .. تغيير وتحرير

الثوب الأسود .. كان مئزرا التفتْ به الساحة .. يوم كانت الملكية – ويوم كان نوري سعيد .. وليس غير العقارب والأفاعي والذئاب تصول وتجول ..ولا وجود لشجرة أو وردة أو أمل يتخلل هذه الساحة إلا من شتلة ذابلة هنا ووردة ظامئة هناك

.. عناوين مقيتة تغطي الواقع المر .. تبعية .. تخلف .. أمية !! ومن بين ألف شوكة .. وردة تفرض عطرها .. ومن بين ألف ذيل .. ساعد اسمر حمل معول الجرأة والتحدي , وخطها على جبين العراق .. لا لنوري سعيد .. لا للعملاء .. نعم لعراق حر سعيد .

ومن بين إلف حنجرة خرساء .. حنجرة تهتف للحرية والكرامة .. وكم من شاب ارتدى ثوب الشجاعة وكشف صدره لرصاص الخونة العملاء .. ووقف كالفارس الذي لإيهاب الموت وصاح بعلو صوته .. أنا عراقي .. أنا هنا .. إنسان بمعنى الإنسان .. انا الحياة , فانهال عليه الرصاص وطار شهيدا الى حيث الخلود ..

.. واجتمع صدى الصراخ سلاحا بيد ذلك الرجل المتخم بالوطنية .. انه عبد الكريم قاسم المدجج بالتواضع المحلى بالتسامح, المرتوي بحب الشعب .

فغَيّر ما يجب تغييره فلا ملكية عرجاء عمياء ولا عملاء يقبلون أقدام الأجانب ولو تهيأ لنا منظار يتوغل في اعماق ذلك الرجل لوجدنا افكار ا نظيفة لا وجود لحقد او كراهية فيها .. ومن اجل هذا عشقه الناس

.. رجل كأن الزمن ادخره لمثل ذلك اليوم الرابع عشر من تموز عام 1958م , وكأن العدالة اختارته سيفا لقطع المهازل ولكسر مخلب الهمجية .. رجل استحق بامتياز ان يكون قائدا ومرشدا لكل الوطنيين الذين غصت بهم السجون .. لكنهم ما ضعفوا وما وهنوا وكثير من الأشجار عندما يُنال منها الإعصار فان جذورها تزداد عمقا وتتشبث بالأرض والحياة .. خرج السجناء في ذلك الصباح الجميل .. جبال شماء لا تخشى الإعصار ولا الزلزال , فالشمس قد أشرقت في أعماقهم .. وتنورت الساحة وتكشف السراق وافتضح القتلة .. وتحولت دماء الأبرياء الى حبل يلتف حول اعناق الطغاة , حيث ابتلعهم المصير الأسود تلاحقهم اللعنات من كل حدب وصوب

.. لكن شياطين الغرب وذيولهم من أعداء الحضارة لم يتركو الساحة لاهلها فعملوا على تغليب مصالحهم واختاروا فايروس البعث مرض يفتك بالناس وينخر وحدتهم .. فكان ما كان .. حروب وسجون وذبح وسجود للصنم الى ان حانت ساعة الخلاص .. وما صدق الناس انهم مسكوا حريتهم بأيديهم ووقفوا باعتدال القامة على انقاض ( الشعبة الخامسة ) وعلى راس الصنم الساقط , حتى اخضرت المحاصصة ونمت غدة الفساد وبرزت أنياب الإرهاب .. فكان ان تصدع البناء وانحرفت الجادة ولاحت في الافق سحب سوداء تنذر بالخطر .. وخشية ان تبتلعنا المتاهات فنحن بحاجة الى رجل بمواصفات – عبد الكريم قاسم – يعيد الابتسامة الى الشفاه ويرمم ما تهدم , ويلم الشمل من جديد

انه الأمل الكبير الذي لانرجو ان يكون حلما .. وحلما فقط ..!!

المجد والخلود لثورة الرابع عشر من تموز ولمفجرها الشهيد البطل عبد الكريم قاسم

وللحركات والأحزاب التي صنعت بدماء عناصرها الوطنية الحرية والنهار

وعشت يا عراق .. عشت يا عراق

وشكرا جزيلا

الحاج نزار محمد غالي الوائلي

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.