اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صادق البلادي

ثورة الرابع عشر من تموز ثمرة النضال الوطني الديمقراطي

منذ أربعة وخمسين عاما يحتفل الديمقراطيون بذكرى ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة. أذكر أنه في أليوم الأول من الثورة، تموز 1958، إصطدمنا ولآول مرة مع البعثيين العرب، إذ أنهم في ذلك اليوم نفسه، أفصحوا عن وجههم الشوفيني، القوماني، البغيض بالتهجم على الحركة القومية الكردية وإعتبارها إسرائيل ثانية. قبل ذلك كنا في تحالف معهم، ونشترك سوية في نشاط رابطة الطلبة العرب في ماينز، وفي إتحاد الطلاب العرب في ألمانيا، الذي تأسس بجهودنا ، نحن الديمقراطيين العرب. في ذلك اليوم ، وأتذكره دقيقفة، دقيقة، رغم مرور السنين وتقدم العمر وما زلت أعتبره أسعد يوم في حياتي فقد صارت الدنيا لنا جديدة وسعيدة مثلما وصفها الشاعر الراحل زاهد محمد زاهد بصدق ،في تلك الأيام:

كل شئ بعد تموز جديد .... السنا والفجر و الطفل الوليد.

تلك اللحظات ما زالت حية تشعر بكل نبضاتها وكأنها في ساعة سماع أنبائها وليست هي ذكراها الرابعة والخمسين. رغم الشيب يتذكر المرء التفاصيل الدقيقة لتلك الأيام، أيام العيد، فالثورة حقا هي عيد الكادحين،والمنحازين الى جانبهم، تشعر فيها كما لو أن المرء يصل الى واحة غناء بعد عناء التيه في لظى الصحراء. وصفتها ذاك اليوم أنها أفضل هدية يقدمها الشعب العراقي الى ذكرى الثورة الفرنسية التي رفعت شعارات الحرية والإخاء و المساواة، فصار العراقي يحس يومها بالحرية، والحرية هي التي تمنح المرء كرامته.

ومنذ سنوات يعكر صفو فرحتنا ارتفاع بعض الأصوات النشاز، من بعض او نفس الأشخاص بتوجيه التهم ونشر الأباطيل عن " الإنقلاب الدموي" ، الذي

"يجب ان يتطهر العراقيون منه ويغسلون ذنوبهم المتراكمة لا ان يتم الاحتفال به" ، يقولون مثل هذا الكلام وهم يجب أن يعرفوا من تجربتهم وإطلاعهم على تاريخ العراق، المفترض أنهم يعرفونه حتى يجوز لهم إطلاق الأحكام على ثورة تموز، ومناصريها، أن الديمقراطيين من العراقيين، والمنصفين فقط هم الذين يحتفلون بثورة تموز وليس كل العراقيين، ففي الوقت الذي ظل المتضررون من ثورة تموز، خاصة الإقطاعيون والرجعيون والظلاميون ومن ثم البعثيون يحاربون 14 تموز وسعوا الى محو ذكراها، بقي الديمقراطيون يحتفلون بذكراها عاما بعد عام، والذي لا يضير الكثير منهم أنه قد تجاوز الستين من العمر ونيف، لكنه يتقد فتوة وحيوية عندما يعيش تلك الأيام ثانية. لأنها كانت أيام عرس حقيقي لمن بذل جهدا، مهما ضؤل للخلاص من التبعية للإستعمار، وحكم الإقطاع والرجعية، الذي كان ينتهك حقوق الإنسان، فخاف حتى من فوز بضعة نواب ديمقراطيين الى البرلمان الذي يزيفون نتائجه.فحلوا البرلمان وأصدروا قوانين " وما شابه ذلك " لتجريم المنظمات الديمقراطية، وسدوا الطريق أمام إمكانية تعزيز النظام الديمقراطي سلميا.

نعم بدأت الثورة بانقلاب عسكري، كاد أن يكون سلميا تماما لولا المذبحة التي أودت بأفراد العائلة المالكة، و ثبت أنها ليست من قرارات الثورة. الإنجازات التي تحققت في تلك الفترة القصيرة من عمر تموز،4 سنوات ونصف السنة، إنجازات كبيرة وضعت العراق والمنطقة على مسار نحو مستقبل عظيم. وغيرت ميزان القوى العالمي. لذلك بدأ ألأمريكان على حبك المؤامرات واحدة تلو الأخرى لنحر الثورة، فنجحوا بعد أقل من خمس سنين في إنقلاب شباط الفاشي البعثي عام 1963، والذي شاركتهم فيه القوى الرجعية والظلامية ، وهو الذي تتالت بعده الإنقلابات حتى عودة البعث في تموز 1968 ثانية ،فخيم حكم الفاشية حتى إنهيارها على أيدي الأمريكان الإنهيار السريع في التاسع من نيسان 2003، لأن ما من أحد كان يريد أن يدافع عنها.

منطق الذين يضعون على ثورة تموز جريرة ما حدث منذ نحرها، يكشف عن جهلهم بتاريخ الثورات، التي حققت كل منها بعض النجاحات، يوصلهم الى جعل النبي محمد مسؤولا عن إغتيال خلفائه وكل المذابح التي حصلت في تاريخ الخلافات المتتالية من راشدية فأموية وعباسية حتى الخلافة العثمانية، وعما يحصل اليوم في البلدان الإسلامية يوصلهم الى هذا الإستنتاج إن كانوا صادقين مع أنفسهم. فأي منطق مفلوج مثل هذا المنطق. ليس بقدرة التشويهات والأباطيل لتي نشرها الرجعيون والبعثيون والإستعمار عن ثورة تموز أن تصير حقيقة..

و البعض يظن أنه يحاكم الأمورمن موقف حيادي وموضوعي تجاه الأحداث فينزلق الى المساواة بين الشيوعيين والبعثيين ، دون أن ينتبه الى ما في هذا الموقف من ظلم وتجن ، وبالتالي يجد نفسه في صف القتلة. فأي منطق يقبل المساواة بين الحزب الشيوعي والبعث ، أليس في موقف كهذا الكثير من التجني وعدم الإنصاف. فالحزب الذي يدعو للديمقراطية والإعتماد على الجماهير من الناس ليس كحزب يدعو للفاشية وسبيله الإنقلاب العسكري كإنقلاب 8 شباط. ليس من الموضوعية ولا نبذ التعصب الحزبي الوقوف على بعد واحد من القاتل والقتيل، من الجلاد والضحية.

ومن هذا البعض من يؤاخذنا على استخدامنا لمصطلحات البعث والرجعية والأمبريالية الأميركية و الظلاميين ،الذين يتخذون الدين ستارا يتاجرون به لكسب الثروة والسلطة. فما الخطأ في هذا، هل علينا أن لا نتحدث عن قيم الخير و الحق والجمال لمجرد كونها مصطلحات قديمة، وهل يجعلها القدم مصطلحات بالية ؟.

إن تبني رأي معين يتطلب كي يكون دافعا ومحفزا للحوارمن أجل التوصل الى الحقيقة، يتطلب أن يكون مبنيا على معرفة بظروف الحدث ، والإنطلاق من الظروف التاريخية ومكانها،التي حصل فيها الحدث.ليكون الحكم منصفا وبعيدا عن التجني.

فمثلما تغيرت ظروف النقل والمواصلات تغيرا خياليا اليوم عما كانت عليه في الخمسينات، والأحكام المنصفة تأخذ الأمور بظروفها الزمانية و المكانية، فإلى أواخر الستينات من القرن الماضي لم يكن سبيلا للتحرر غير الربط بين النضال الديمقراطي الوطني السلمي مع الأساليب العنفية ، ولكن منذ السبعينات إنتهى دور الكلاشنكوف، وكتبت في رسالة العراق عدة مقالات عن نهاية الكفاح المسلح، حصلت على نقد من ورائها.

وتبقى ثورة تموز الثمرة اليانعة لنضالات وانتفاضات الشعب العراقي المتواصلة منذ ثورة العشرين ، النضالات الجماهيرية الديمقراطية ، دون أن يعني هذا أنها كانت ثورة بدون سلبيات ، وأية ثورة خلت من سلبيات و نواقص.

أن يستمر أعداء تموز في تشويها و محاربتها فأمر معروف ،إذ أنهم لا يرغبون في دولة كدولة تموز، متخلصة من أخطائها وسلبياته ، خاصة التأخر في إقامة الانتخابات وتسليم السلطة سلميا الى حكومة تفرزها صناديق الإقتراع وتنهي الدكتاتورية الفردية ، و لذلك على من يوجه التهم وينشرالأباطيل عن ثورة تموز ويحسب نفسه مع ذلك على الديمقراطيين أن يتفحص موقع قدميه فيتأكد هل هو حقا، لا قولا ، ما يزال في صفوف الديمقراطيين، أم تركها فعلا ولكن يريد ان يُحسب على الديمقراطيين ، حاله حال الإسلاميين يرفعون الدين شعارا وينسون

التمسك بقيمه ووصاياه.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.