اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• الأدب النسوي .. والأدباء

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعقوب يوسف عبدالله

الأدب النسوي .. والأدباء

ربما يستشعر القارئ من الوهلة الأولى أن الموضوع سيتم تحليله من الناحية الأدبية النقدية ، أو إن عنوان المقال سيفصل تكنيكياً وتكتيكياً في ملعب الثقافة التي يذهب بها النقاد ببعض المصطلحات مثل الأنزياح والسيمياء والأسلوبية والحداثة والبنيوية والسردية...ألخ ، ولكني سأتحدث بالطريقة الصحفية واتناول الموضوع من ناحية المعاناة الحقيقية للمرأة العراقية المثقفة كي أسلط الضوء على بعض الهجومات التي تنال منها.

والمرأة العراقية شمرت عن ساعديها بعد إن صال الزمان بها وجال من حروب انهكتها في فترات عسيرة وتحت ظروف قاسية مرت على العراق ،وهنا لا أعرف مديات وغايات الهجوم الذي يشنه البعض من الذين يحاولون ابراز عضلاتهم النقدية المفتولة ((الفاشوشية)) وهم بالطبع نقاد تحت الطلب ليطبقوا حكمة خالف تعرف ، وتحت سياط المصطلحات الأديبة التي يجودون بها وبعض من السخرية التي تنطلق من حناجرهم وسط سماع الحاضرين لها عندما تقف الأديبة على المنصة لقراءة قصيدة أو قراءة قصة تبدأ التعليقات من هنا وهناك... تارة بتصحيح الأخطاء النحوية وتارة بتفكيك النص قبل نزول الأديبة من المنصة !!!

بعد أن يستعرض ثقافته الممزوجة بالسخرية على الأديبة التي بالكاد حصلت على فسحة ضئيلة من وقتها الثمين الممزوج بالأرتباطات العائلية والمسؤوليات البيتية ، وقد نزلت الى ساحة الإبداع لتزاحم هذا الكم الهائل من المساحات الذكورية الشاسعة والصعبة الإختراق ، وأتذكر مرة كنت مدعواً في مهرجان فقلت لعريف الحفل وهو شاعر ومثقف لماذا لا تكون القراءة الأولى لشاعرة ...أجابني يا أخي (( نحن مجتمع عشائري ، والرجال قوامون على النساء... شلون تصير المره تقره قبل الرجال )) هالني ماسمعت ولم أعرف بماذا أجيبه !!

وإما ماحدث في المربد الأخير فكان خير دليل على مساحة تواجد المرأة في الساحة الأدبية لإكبر مهرجان عراقي للشعر فلقد كان نصيب الشواعر قراءتين من أحدى عشرة قراءة في يوم الإفتتاح ...نعم فالمرأة العراقية بنظر البعض ليست جدير بأن تكون لها المساحة الكافية للمشاركة وفوق كل هذا وذاك ما أن يتم تشكيل منظمة أو رابطة أو منتدى نسوي حتى تبدأ الأقلام الحاقدة على المرأة المثقفة بوصفها بعبارات عجيبة غريبة وهم أسسوا على عوامل انشقاقها وانفصالها (( بالأدب النسوي )) وقد أعتبر هذا الأمر جريمة يحاسب عليها القانون العراقي والعرف العشائري ...!!

ولست هنا بصدد الدفاع عن الأديبة بقدر ما اريد توضيح بعض النقاط للذين يدعون الثقافة ، وذلك عندما تكتب المرأة نصاً شعرياً أو سردياً أو مقالاً صحفياً أو فلماً سينمائياً لماذا نعتبره انشقاقاً للفكر والأديب والفن والصحافة جل ما تريده المثقفة هو إيجاد مساحات واسعة للإنطلاق دون الزحام الذكوري وذلك من أجل اثبات الوجود الإبداعي الخلاق ، وأعتقد إن الأدب الذي تكتبه المرأة والذي يخدم قضيتها الإجتماعية والذي هو بالتأكيد غير منفصلة عن سيرورة الحياة ، ولا بأس أن نشارك المرأة ذوقها وعقلها ونتاجها الفاعل ضمن اطار شراكة حقيقة لحياة مشتركة مع الرجل... وهنا أوجه سؤالي هل للإبداع نوع من الجنس كي نضع لها هكذا تسميات ؟

يعقوب يوسف عبدالله

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.