اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

• وتتواصل مسيرة الشهادة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

كوركيس أوراها منصور

وتتواصل مسيرة الشهادة


مقدمة
يستذكر أبناء أمتنا – الكلدانية السريانية الاشورية – في السابع من شهر اب من كل عام شهداء الحرية والأيمان والرأي، وذلك من خلال أستذكارهم  بكل وقار واجلال والصلاة على أرواحهم الزكية الطاهرة واستعراض مسيراتهم المقدسة التي قادتهم الى الشهادة، كما ونستذكر في هذه المناسبة الجليلة طرق وأسباب استشهادهم وهم الذين ضحوا بحياتهم مقتنعين أو مرغمين لكي يعبدوا طريق الحرية والحياة للأجيال التي تاتي من بعدهم.

كلنا نعرف بان الشهادة هي قمة التضحية التي فيها يبذل الأنسان ذاته من إجل الدفاع عن الوطن والأمة أو عن المبادئ وحرية وكرامة الاخرين لحفظها مصونة من دنس وظلم الأشرار أوالحكام المستبدين، او من اجل الدين ومسيرة الأيمان المسيحي، هذه المسيرة التي كانت الأطول والأكثر ثباتا في تاريخ أبناء أمتنا، وأعطت الملايين من القرابين – الشهداء - عبر مسيرة الألفي سنة الماضية.


أول شهيد في المسيحية

يعد أسطيفانوس الشماس أول شهيد في المسيحية ، وأسطيفانوس كان أحد الشمامسة السبعة الذين أختارهم الرسل بارشاد من الروح القدس ليقوم بمهمة التبشير بالمسيحية بين اليهود في بداية الكرازة الأولى بالأنجيل بعد صعود السيد المسيح له المجد الى السماء، وكان أسطيفانوس بايمانه القوي يقنع المؤمنين الجدد ليدخلوا المسيحية كونه كان ممتلئا بالروح القدس ويعمل المعجزات باسم الرب يسوع، الأمر الذي جعل من شيوخ اليهود وكتبته ليتكالبوا عليه ويتهموه بمحاربة تعاليمهم وحكموا عليه بالموت رجما، وفعلا تم رجمه حتى الموت ونال الشهادة.

ويقال بانه عندما كان اليهود يرجمونه كان يطلب من الرب ان يغفر لهم لأنهم لا يعرفوا ما يفعلونه، وهي نفس مقولة سيدنا يسوع المسيح عندما طلب من الله الاب ان يغفر لصالبيه،  ويقال ان لأستشهاد أسطيفانوس بهذه الطريقة المؤلمة كان له الأثر الفعال على الشاب شاول الطرطوسي (بولس الرسول) الذي تحول من أكبر مضطهد للمسيحيين الى واحد من أبطال الأنجيل الذين عرفتهم الكنيسة.


ولو ألقينا نظرة سريعة على تاريخ أمتنا – الكلدانية السريانية الاشورية – لرأيناه تاريخ حافل بمسيرة الشهادة ومعبد بدماء الشهداء الأبرار، وقد عرف أبناء هذه الأمة طريق الشهادة منذ أن عرفوا الأيمان المسيحي في القرن الميلادي الأول، وقدموا بسبب ذلك الأيمان قوافل متواصلة من الشهداء من أجل اظهار وتثبيت ايمانهم  ونشر ديانتهم التي علمتهم بان المحبة والتسامح والتضحية هي الطريق الأمثل للحياة الجديدة.


وبسبب ديانتهم الجديدة التي لم ترق لأباطرة وملوك وحكام ومستبدي ذلك الزمان هؤلاء الذين بنوا مجدهم الزائل على محن والام الناس ووسعوا مماليكم وامبراطورياتهم على هياكل وجماجم ودماء المحاربين وعامة الناس، لذا بدأ هؤلاء الحكام بمحاربة معتنقي الديانة الجديدة التي تدعوا الى - المحبة والسلام ونبذ الحروب والأحتكام الى العقل والمبادىء السامية في حل الخلافات -، ومر المؤمنون في القرون المسيحية الأولى بمحطات وفترات اضطهاد عصيبة عديدة ترقى الى مستويات الأبادة الجماعية، ويمكننا هنا ان نذكر وباختصار شديد أهم هذه الفترات  والتي سميت بفترة الأضطهاد الأربعيني.


فترة الأضطهاد الأربعيني

بدأ الاضطهاد الاربعيني ضد مسيحيي بلاد فارس في العام 340 للميلاد، ان الأسباب الحقيقية الغير المعلنة لهذا الأضطهاد فكانت بالتأكيد بسبب أنتشار الديانة المسيحية التي بدأت تنافس الديانة الزرادشتية التي كان الفرس يدينون بها، لكن الأسباب الظاهرية التي اعلنها الأمبراطور الطاغية شابور الثاني الذي اعلن شخصيا هذا الأضطهاد كانت عديدة منها فرض جزية وضرائب مضاعفة على المسيحيين بحجة إنهم تجار وأصحاب حرف تدر لهم الكثير من المال، واثقلت هذه الضرائب كاهلهم المادي وأدت الى نفور وإمتناع الكثير من المسيحيين من دفعها لكونها غير عادلة، وكما شكى منها الجاثاليق - مار شمعون برصباعي- الذي اعتبرها تفرقة وظلم بحق المسيحيين، وكانت تلك حجة أوجدها هذا الامبراطور الظالم ليضطهد المسيحيين ومن ثم ليقتلهم ومن جملة من قتل كان الجاثاليق الشهيد مار شمعون برصباعي الذي قتل في العام 344 وكما أعدم المئات من الأساقفة والكهنة وعشرات الالاف من المؤمنين وتركزت معظم هذه الأعدامات في مقاطعتي الأهواز وحدياب – التي تسمى اربيل حاليا

والسبب المهم الاخر الذي أدى الى إضطهاد وقتل المسيحيين كان بسبب تبعات صدور مرسوم ميلانو في العام 313 ميلادي والذي فيه أعتبر الرومان مسيحيي بلاد بلاد فارس رعاياهم لسبب ديانتهم المسيحية فيما أعتبرهم الفرس خونة وجواسيس للرومان وذلك لكون الرومان في عداء دائم مع الفرس.


الشهادة في التاريخ المعاصر

أريد في هذه المناسبة المفعمة بعطر شهدائنا الأبرار أن أستعرض وبسرعة طرق الشهادة ومسيرة الشهداء عبر التاريخ الحديث والمعاصر لأبناء - أمتنا الكلدانية السريانية الاشورية من مسيحيي العراق وتركيا وايران - لكي نكون ملمين بهذا التاريخ المهم ومطلعين لما جرى لأبناء أمتنا من ظلم وأضطهاد وماسي، حيث يعد هذا التاريخ بحق تاريخ حافل بالمحطات المحزنة والمؤلمة جدا والتي لا يمكن ان يقبلها الضمير الأنساني وهي بالضد من كل الشرائع السماوية أو القوانين الموضوعة.


والتاريخ المعاصر يذكرنا بالكثير من هذه المحطات المؤلمة والحافلة بقوافل الشهداء وهي المحطات التي زرعت الموت واليأس في نفوس ابناء الأمة، وأجبرتهم على ترك البلاد والأوطان الأصلية هربا من الموت والهجرة الى بلدان الأغتراب والمصير المجهول، ومحطات أخرى غيرت من ديموغرافية السكان وجغرافية مناطق تواجد أبناء الأمة، وهذه مجتمعة دونت الكثير من مراحل التاريخ الأنساني عموما وتاريخ أبناء أمتنا على وجه الخصوص
واذا ما استعرضنا سلسلة المجازر التي تعرض لها ابناء امتنا حسب التسلسل التاريخي وبدءا من الحاضر ورجوعا بالتسلسل الى الماضي وما يمر به وطننا الجريح فتكون الأحداث التاريخية كالاتي:


اولا: مجزرة كنيسة سيدة النجاة

هذه المجزرة حدثت في كنيسة سيدة النجاة ببغداد في نهاية شهراكتوبر 2010  وذهب ضحيتها 45 من أبناء أمتنا من السريان بينهم الكاهنين الشهيدين – ثائر سعدالله ابلحد و وسيم صبيح يوسف- ومجموعة من النساء وكبار السن والأطفال الأبرياء ونذكر منهم الشهيد البطل الطفل ادم عدي زهير مارزينا ذو الثلاث سنوات


ان هذه الجريمة البشعة التي أستهدفت أبناء أمتنا من سريان العراق دون سبب او ذنب أقترفوه وانما فقط لكونهم مسيحيين ، قد حدثت أمام مرأى ومسمع الحكومة العراقية وقواتها الأمنية التي حاصرت الكنيسة المنكوبة لحوالي العشر ساعات ، فيما القتلة الأرهابيين في داخل الكنيسة يزرعون الهلع والموت في نفوس المصلين، والمسؤولين وقوات الأمن واقفة خارج الكنيسة تتفرج على الموقف دون ان تتحرك ساكنا وهي تسمع صراخ ونداءات الأطفال والأبرياء وتسمع اصوات الطلقات النارية وهي تقتل أبناء أمتنا الواحد من بعد الاخر بدم بارد وحقد دفين ونية مبيتة.

ثانيا: شهداء تحرير العراق:

وشهدت السنوات التي تلت تحرير العراق بعد نيسان 2003 قتل وتشريد الالاف من مسيحييه، وكما فجرت العشرات من الكنائس في مناطق عديدة من العراق وخاصة في كل من بغداد والموصل وكركوك والبصرة، وكما تم تفجير أو حرق بيوت ومحلات عمله المئات منهم بالأضافة الى خطف المئات من اجل ترهيبهم وأخذ الفدية المالية الباهضة من ذويهم وقتل الكثيرين منهم حتى بعد اخذ الفدية، وكما قتل الكثيرين بسبب الأنفجارات العرضية في الشوارع والأماكن العامة والتي حدثت ولازالت تحدث في معظم مدن العراق.

ولزاما علينا اليوم ان نذكر بخشوع وحزن عميقين مسيرة شهدائنا الأبرار ونذكر منهم الشهيد القديس المطران مار بولس فرج رحو الذي خطف وعذب  وقتل بطريقة وحشية وهو الذي قال قبل خطفه وأستشهاده  - انه ابن هذا البلد ولن يتركه ولن يترك كنيسته حتى الموت - ولهذا السبب انتقم منه أعداء الأنسانية فقتلوه لشجاعته وايمانه الكبير ، ولنفس الأسباب قتلوا الكاهن الشهيد الاب رغيد كني مع ثلاثة من رفاقه الشمامسة الأبرار وذلك بعد خروجهم مباشرة من الكنيسة بعد قداس مساء الأحد في الموصل، وقبلهم تم خطف وذبح الكاهن الشهيد الأب بولس عامر أسكندر في الموصلن هذا عدا شهداء مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد وكاهنيها الشهيدين الشابين – ثائر سعدالله ابلحد و وسيم صبيح يوسف-  كما وتم قتل رجال سياسة نذكر منهم الشهيد أيشوع مجيد هداية رئيس حركة التجمع السريان في بغديدا وعلمانيين اخرين


ثالثا: مجزرة صوريا

صوريا هو اسم لبلدة مسيحية كلدانية تابعة لقضاء زاخو, وصوريا هي مشهد ماساوي اخر عاشه أبناء أمتنا  من خلال أرتكاب مجزرة بشعة بحق أهالي هذه البلدة المسالمين وذلك يوم 16/9/1969على أيدي أحد ضباط الجيش العراقي واسمه الملازم عبدالكريم الجحيشي ، ووقعت الحادثة عندما كان رتل من الجيش العراقي يتكون من ضباط ومراتب وجنود ذاهبين باجازة دورية من وحدتهم العسكرية الواقعة في ضواحي زاخو ومتوجهين الى الموصل وكان عليهم ان يمروا من أمام قرية صوريا التي تقع على الطريق العام.


وبعد  الأنفجار ترجل الملازم الجحيشي من سيارته وأمر الجنود الذين بمعيته  بمرافقته الى البلدة وقام بجمع جميع الأهالي ومعهم الكاهن الأب الشهيد حنا قاشات في مكان واحد واتهمهم بتدبير هذا الأنفجار لكن الكاهن الشهيد قال للضابط  بان أهل البلدة ناس مسيحيين فقراء فلاحيين وليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بذلك الأنفجار، لكن هذا الضابط المجرم أمر جنوده وهو معهم برمي المساكين الأبرياء بالرصاص وقتل 39 من أبناء شعبنا الكلداني المسيحي بينهم الأب الشهيد حنا قاشات، ومعه شيوخ ونساء واطفال وشباب.

وتبين لاحقا من سير التحقيقات التي أجراها الجيش بان الألغام المذكورة كان قد زرعها المتمردون الأكراد الذين كانوا يعرفون بموعد وصول القافلة والطريق الذي ستسلكه ذلك اليوم وقاموا بزرع الألغام أمام البلدة المسيحية لكي يشركوا المسيحيين في مشاكلهم مع الحكومة ويحدثوا بلبلة طائفية في البلد.


الأكراد ودورهم التخريبي والخياني في تنفيذ المجازر عبر التاريخين الحديث والمعاصر:

هكذا يتبين خيانة الأكراد لأبناء أمتنا وعبر التاريخ، بالرغم من كون أبناء أمتنا - الكلدانية السريانية الاشورية –  مساندين للقضية الكردية وداعمين لها وخاصة الدعم اللوجستي وقوة الرجال ومنذ انطلاقها في منتصف القرن الماضي الا انهم كانوا ولا يزالوا قد تنكروا لهذه الخدمات الجليلة والتي عرضت حياة أبناء الأمة لأفدح الخسائر وعرضت بلداتنا في شمال الوطن لمخاطر القصف والتهجير من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة.
وان التاريخ الحديث يؤكد لنا خيانة الأكراد للزاد والملح والقوة والدعم الذي قدمه لهم ابناء الأمة ولعل اكثر الخيانات فضاعة هو دورهم الأجرامي في قتل وسبي ابناء أمتنا في فترات مجازر أمير بوتان المجرم بدرخان بيك في السنوات من 1939 وحتى العام 1947 وفيها قتلوا اكثر من عشرة الاف من ابناء أمتنا من الاشوريين في اقاليم هكاري وتياري والمناطق الجاورة لهما.


ودور الأكراد كان افظع بكثير في مذابح الحرب العالمية الأولى والمعروفة بمذابح سيفو وقتلوا هنا مئات الالاف من ابناء أمتنا – الكلدانية السريانية الاشورية – عندما شاركوا الثمانيين بالقوة والرجال لتنفيذ هذه المجازر ولايمكن لأبناء أمتنا ان يغفروا للاكراد هذا الدور المخزي والمشين.

مع الأسف لازال دور الأكراد الخفي مستمر حتى اليوم في معاداة أبناء أمتنا بالرغم من تشدقهم بالديمقراطية والدسنور لكنهم ينقضون الدستور وينتهكون مبادىء الديمقراطية عندما يتعلق الأمر بغيرهم وبابناء أمتنا على وجه الخصوص، ولكنهم يتباكون ويصرخون الى تطبيق هذه النظم عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الشخصية والقومية كما يحدث اليوم في صراعهم مع الحكومة المركزية.


حتى بالأمس القريب – في 01/12/2011 – فان الكرد  دمروا واحرقوا محلات ومصالح أبناء أمتنا في مناطق زاخو وسميل ودهوك وزاويتة وديرلوك والشرفية وحاولوا أقتحام  وتدنيس قدسية كنائس زاخو ومقر المطرانية فبها وكنيسة الشرفية في منطقة فايدة،  وقدرت الخسائر بالملايين ولكن الحكومة الكردية وقواتها الأمنية وقفت متفرجة دون ان توقف الأرهابيين والغوغاء الذين اكملوا واجبهم الأجرامي وهدفهم المرسوم، ولكن الحكومة الكردية ومن اجل حفظ ماء وجهها القت القبض على بعض الأسلاميين بحجة انهم السبب ولكن سرعان ما اطلقت سراحهم واعتذرت لقياداتهم وربما كانت هذه رسالة شكر من القيادة الكردية لهؤلاء المجرمين الذين بعملهم الجبان الجديد قد فتحوا باب الهجرة لأبناء أمتنا من المناطق التي كانت تسمى بالامنة في هدف منه تفريغ مناطق وبلدات ابناء امتنا في شمال العراق ليستولوا عليها ويحققوا ماربهم الدنيئة.


رابعا: مذبحة سميل

والتي وقعت في السابع من شهر اب من العام 1933 والتي ارتكبت بحق أبناء شعبنا الاشوري المسيحي في قضاء سميل التابع حاليا لمحافظة دهوك، وتعد مذبحة سميل وصمة عار في جبين الحكومة العراقية الفتية والأنكليز الذين تنكروا لخدمات أبناء أمتنا لهم باسم الدين وهم الذين أيضا خنثوا بوعودهم لأبناء أمتنا من الأشوريين التي وعدوهم بها والمتمثلة بحصولهم على الحقوق الأدارية في مناطق تواجهم في شمال الموصل وسميل.

راح ضحية هذه المجزرة حوالي ثلاثة الاف شهيد وتم هدم ونهب وتشريد 66 بلدة اشورية وكلدانية مسيحية في المناطق الواقعة بين الموصل ودهوك، وكان المسؤول الأول عن هذه المجزرة الفظيعة الجنرال بكر صدقي رئيس أركان الجيش العراقي انذاك وهو كردي القومية وكانت باوامر مباشرة من الملك غازي الذي كان ينوب الملك فيصل انذاك  وبموافقة من رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني.


خامسا: شهداء الحروب في التاريخ المعاصر


قدم أبناء أمتنا عشرات الالاف من الشهداء في الحروب التي حدثت في المنطقة وخاصة الحرب بين العراق وايران – حرب الخليج الأولى - التي امتدت لثماني سنوات من العام 1980 ولغاية 1988 وقدر عدد شهداء أبناء أمتنا بحوالي الثلاثين الفا هذا ما عدا الأسرى والمفقودين والجرحى الذين يفوق عددهم عدد الشهداء الذين سقطوا في تلك الحرب غير العادلة التي كان سببها عداءا شخصيا بين الخميني وصدام اللذان كان السبب بمقتل حوالي مليوني شخص من البلدين وسببا دمارا كبيرا ومأساة عظيمة لازالت اثارها شاخصة حتى اليوم.

كما ان حرب الخليج الثانية – غزو الكويت – وما تلاها من تكوين تحالف دولي من ثلاثين دولة بزعامة الولايات المتحدة ضد العراق وشنهم لحرب شعواء دمرت البنية التحتية للعراق كله ودمرت الجيش وقتل عشرات الالاف من المدنيين والعسكريين وكان نصيب الشهادة من أبناء أمتنا الاف أخرى قدموا أنفسهم قرابينا للوطن.

وكما قدمت أحزاب وتنظيمات وحركات ابناء أمتنا في العراق كوكبة رائعة من الشهداء الذين عبدوا بدمائعم الزكية طريق الحرية والكرامة ومستقبل أبناء الأمة ونذكر منهم على وجه التحديد شهداء الحركة الديمقراطية الاشورية الكلدانية السريانية وهي الحركة التي تضم في صفوفها وقيادتها نخبة من أبناء أمتنا الكلدانية السريانية الاشورية وهي التنظيم الأكثر فعالية وعملا على الساحة القومية الثلاثين سنة الأخيرة، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ولهم الفردوس السماوي ولأبناء أمتنا الحياة الحرة الكريمة.


ولتأتي أخيرا حرب تحرير العراق التي مضى عليها اكثر من تسع سنوات وخلالها قدم أبناء أمتنا نوعا اخر من الشهادة وهي الشهادة لكونهم كلدانا وسريانا واشوريين اصحاب البلد الأصليين ولكونهم مسيحيين أيضا ولذلك استهدفهم الأرهاب والتكفيريين فقتلوا وخطفوا واغتصبوا الالاف من ابناء أمتنا وشردوا مئات الالاف من ديارهم وأضحوا لاجئين في وطنهم وغرباء في بلدان المهجر، ومأساتهم لا زالت مستمرة وحقوقهم مهدورة والحكومة عاجزة ولا بل مقصرة في حمايتهم  ولهذا السبب فان قوافل الشهداء مستمرة.


سادسا وأخيرا: شهداء مذابح سيفو وجرائم الأمير الكردي بدرخان بيك

سيفو هو مصطلح يطلق على سلسة من العمليات الحربية التي شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة كردية شبه نظامية استهدفت المدنيين من ابناء أمتنا من - الاشوريين السريان الكلدان - أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى وأدت هذه العمليات الى مقتل مئات الالاف منهم وكما نزح الكثيرون من مناطق سكناهم الأصلية في جنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب ايران.


لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الكلي للضحايا غير أن الباحثين والمؤرخين يقدرون أعداد الضحايا السريان/الآشوريين والكلدان ما بين 250,000 الى 750,000 في مناطق هكاري وطورعابديين وأورميا .

أسباب مذابح سيفو

شكل الآشوريون السريان الكلدان إحدى الأقليات الدينية والعرقية الهامة ضمن الدولة العثمانية، وبالرغم من تواجدهم في مراكز عواصم الولايات العثمانية كالموصل وحلب وآمد إلا أن معظمهم عاشوا في قرى عديدة في منطقة تمتد من أورميا في أيران شرقا إلى ماردين في تركيا غربا. حيث عاشوا جنبا إلى جنب مع الأكراد والأرمن. ويقدر الباحثين أن عدد (الآشوريين والكلدان) تراوح مع بين 400,000 - 500,000 نسمة. كما شكل السريان المغاربة (السريان الأرثوذكس والكاثوليك) عددا مماثلا. ما يجعل عددهم الكلي 700,000 - 1,000,000.

أما أسباب المجازر والأبادة الجماعية فيعزي الباحثون أسباب عدة منها أولا معارضتهم  لسياسة التتريك التي كان العثمانيون يريدون فرضها على شعوب المنطقة وأدت بالمقابل إلى انتشار الفكر القومي المعارض لهذه السياسة كالفكر القومي العربي والأرمني والآشوري، والسبب الرئيسي الاخر من وراء هذه المجازر التي حلت بابناء أمتنا هناك هو خشية العثمانيين من انضمام هذه الأقوام إلى الروس والثوار الأرمن وخصوصا بعد فشل حملة القوقاز الأولى في شتاء 1914


كما ويؤكد المؤرخون أن السبب الرئيسي وراء التورط الكردي في هذه المجازر هو الانسياق وراء قادة حزب تركيا الفتاة الذين حاولوا إقناع القادة الأكراد بأن المسيحيين الموجودين في تلك المناطق قد يهددون وجودهم بمساعدة من روسيا القيصرية المسيحية، كما أن سياسة الترهيب والترغيب التي أستخدمها العثمانيون دعت معظم العشائر الكردية إلى التحالف مع الأتراك، وكما استغلت الميليشيات الكردية الشبه النظامية فرصة الفوضى في المنطقة لفرض هيمنتها وقامت بالهجوم على القرى الآشورية والسريانية والكلدانية من أجل دفع الأقليات على ترك قراهم وكذلك من اجل الحصول على غنائم الحرب وتحقيق الرغبات المريضة للعثمانيين.

المذابح التي أرتكبها الأمير الكردي بدرخان:

وأخيرا لا بد من ذكر مجازر الأميران الكرديان بدرخان ونورالله أميرا بوتان وهكاري بحق أبناء أمتنا من اشوريي مناطق هكاري وتياري في العوام بين 1843 و1947 والتي ادت الى استشهاد حوالي عشرة الاف اشوري مسيحي وسبي الاف اخرى وتم بيعهم كعبيد في سوق النخاسة واخرين تم توزيعهم كغنائم حرب بين الاغوات الأكراد والأتراك، ولولا تدخل بعض الدول الأوربية وضغطها على الباب العالي الذي ارسل جيشا في العام 1947 الى المنطقة لكان مصير ابناء الأمة قد تعرض لخطر الزوال هنالك، حيث القت السلطات العثمانية القبض على الأميرين الكرديين المجرمين بدرخان ونورالله وتم نفيهما، وبذلك دمرت اخر امارة كردية من قبل العثمانيين



أعداد
كوركيس أوراها منصور

ساندييكو – كاليفورنيا

قي الخامس من اب 2012

 

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.