مقالات وآراء

كلام كاريكاتيري: يجـي يومـه -//- سلمان عبد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كلام كاريكاتيري

يجـي يومـه

سلمان عبد

قيل الكثير عن الفساد المالي والاداري ، فهو صنو الارهاب ، معاول هدم لخراب الوطن ، لذا وجب على الجميع مكافحته ولجمه والقضاء عليه ، وقيل الكثير ايضا عن الكيفية التي تقضي عليه و الاساليب الناجعة لدرء اخطاره ، ومن الاسباب العديدة لتفاقم اذاه هو السكوت عنه والتغليس عن ما يفعل وتركه يصول ويجول دون رادع ، مع علم المسؤول واطلاعه على المفسدين ومعرفته بهم ، وسبب التغليس عن الفاسدين هو سياسي تماما ، حيث يُستعمل ملفهم الاسود كورقة ، ويكشف عنهم وفضحهم وسوقهم الى القضاء حين يحين الوقت لاسقاطهم ، اقول قولي هذا بعد ما قرات ما صرح به قبل ايام المفتش العام بوزارة الصحة السيد عادل محسن ، بعد ان وُجهت له شخصيا ولزوجته اتهامات كثيرة ، ومطالبة البرلمان بمحاسبته على قضايا فساد في وزارة الصحة فقال :

ـــ ان المطالبين بمحاسبتي لديهم مصالحهم واجنداتهم الخاصة ( ابتلينا بالاجندات ) ، ثم اضاف سيادته قائلا : وانني ساكشف قضايا فساد تخصهم ! ( من وصلت النار لجنابك ، قبلها كنت مغلس ) ، لكن السيد المفتش يمتنع عن الكشف ويحجم ، ويبقى التهديد فاشوشي ، لماذا لا تكشف يا حضرة المفتش المحترم؟ ما هي اسباب امتناعك ؟ قل لنا وفوخ ، وزيح الهم عن قلبك ، ترة يقتلك القهر وتروح بيها ، والجماعة كاعديلك ركبة ونص ، حتى الدوة ما ينفع لانه مغشوش وانت اعرف ، مو ؟ يتابع السيد المفتش العام :

ـــ سوف اكشفها بعد ان ياذن لي المالكي

اذن ، السيد المالكي لم يعطك الاذن ، وتؤكد وباصرار جهارا نهارا للاعلام : ان المالكي لم يعطيني الاذن لحد الان !!! انت واهم يا سيد عادل يا مفتش العام بوزارة الصحة هو اعطاك اذن بس ( اذن الطرشة ) كما هو واضح من كلامك . واصل تفتيشك وتربص لمن لديهم مصالح واجندات وقضايا فساد وهيء ملفا خاصا لكل مفسد في وزارة الصحة ( شد حيلك ) واحتفظ بها لحين يحين حينها ، عندها يرفع الحضر عن الملفات ، وتوجه الاتهامات ، وينشغل الاعلام والراي العام وتصير ثبيرة ، ثم ...... يُخبر صاحب الملف الاسود بانه سيعتقل بتهمة الفساد ، فيهيء حقائبه وجواز سفره و ( يليخ ) وحال وصوله الى الملاذ الامن تعلن مذكرة القاء القبض بحقه ، كما يحدث في كل مرة ، فيا سيادة المفتش غلس الان ، خليهم يفسدون على كيفهم وياخذون راحتهم ولسان حالك يقول ( وين يروح المطلوب النا ) .

قرات مرة في كتاب تراثي رواية انقلها ولكن ليس حرفيا :

كنا نجلس جماعة نتداول اطراف الحديث وبيننا احد الجلساء ، وحين جئنا على ذكر رجل كان غائبا ، انبرى هذا الجليس واخذ يشتم به وينعته بنعوت قبيحة ، وحين سالناه عن السبب ، قال :

ـــ انه رجل سوء ، وقلنا له :

ـــ وما هو سوئه يا اخا العرب ؟ فقال :

ـــ لقد افسد علي بعض اهلي ، وحين سالناه :

ــــ ومن افسد من اهلك ؟ قال :

ـــ افسد امي صانها الله ، قلنا له :

ــــ وماذا تنتظر لاخذ ثارك منه واسترداد شرفك ؟ فقال :

ـــ اني انتظر ان يفسد اختي وزوجتي ، فيتفاقم فساده ، فيحين حين ساعة العقاب ، ساعاقبه عقابا صارما يتناسب وما فعله باهلي من فساد حيث لا تاخذني في الحق عند ذاك لومة لائم ، ثم انني رجل غير عجول و أزن الامور بميزان العقل واقتنص الساعة المناسبة ، فقلنا له :

ـــ بارك الله فيك ، انك لرجل حصيف .