اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

سقوط المالكي وسقوط صدام// بهاء النجار

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

سقوط المالكي وسقوط صدام

بهاء النجار

 

ربما بسبب أسلوبه في الحكم القريب من أسلوب صدام يمكن أن يكون انتهاء فترة حكم المالكي شبيهة بسقوط صدام عام 2003 ، وطبعاً هذا لا يعني أننا سنرى المالكي مشرّداً هارباً ويتم إلقاء القبض عليه في حفرة أو ما شابه ذلك وذلك لسبب بسيط أن المالكي لم يصل الى صدام في طريقة حكمه ربما لأسباب موضوعية أو لأسباب ذاتية ، فلا الظروف السياسية تشبه ظروف حكم صدام ولا البعد الآيديولوجي للمالكي يناظر مثيله لصدام .

ولكن ظروف العراق في العقد الأخير ظروف مضطربة ولا تسمح ببقاء شخص في الحكم لفترة طويلة وذلك بسبب ضعف ثقافة دولة المؤسسات ، فالحاكم في العراق ليس موظفاً كما في الدول الديمقراطية الأصيلة بل هو القائد الضرورة الأوحد والذي لا شريك له في قدرته على إدارة البلاد ولولاه لما استقر البلد وبدونه سيكون البلد على شفا حفرة من النار إن لم يسقط فيها .

فالمالكي طيلة الثمان السنوات الماضية في الحكم حاول - ونجح في ذلك - أن يربط كل المؤسسات الدولة به بما في ذلك الهيآت والمؤسسات المستقلة الممولة من الدولة مثل شبكة الإعلام العراقي والمفوضية العليا للانتخابات وحتى مجلس القضاء الأعلى ، بل وامتد نفوذ المالكي الى بعض الفصائل المسلحة التي واجهت القوات الأمريكية واستفاد منها في تحقيق بعض الغايات السياسية التي ثبّتت حكمه ، هذا فضلاً عن مد النفوذ الطبيعي والشرعي في مجلس النواب ومجالس المحافظات والدرجات الخاصة من الوزراء والمدراء العامين ووكلائهم .

فبعد هذا النفوذ وغياب ثقافة المؤسسات لدى عامة الناس وخاصتهم فعندما يتغير المالكي ويزاح من منصب رئاسة الوزراء فإن كل من ارتبط به في دوائر الدولة في السلطة التنفيذية أو التشريعية أو القضائية وفي الهيآت المستقلة سيجد مركزه في خطر لأن من سيأتي من بعد المالكي قد يزيحه حتى يضع آخراً موالياً له ، فإذا تم تعميم هذه العملية على كل من يوالي للمالكي وتولى منصبه جزاءً لولائه للمالكي فإننا سنجد أن هذه المؤسسات ستنهار وستتعرض لإخفاقات خصوصاً في المرحلة الانتقالية لحين استقرار تلك المؤسسات على أشخاص موالين لرئيس الوزراء الجديد ، أما إذا أخذنا فرضية أن المالكي نفسه وحتى أتباعه والمقربين منه بيدأون بعرقلة أي نجاح للحكومة المقبلة حتى يوصلون رسالة للآخرين بأنهم أفضل من غيرهم الجدد ، فإن هذه الفرضية ستزيد الطين بلة ، وهذا مما يجعل تشابه سقوط المالكي وسقوط صدام واضحاً .

 

وقد يجد بعض أنصار بقاء المالكي لولاية ثالثة هذه النتيجة المأساوية مبرراً لدعم بقائه بحجة الحفاظ على أمن العراق ، ولكن هذا يعني أن المالكي يجب أن يبقى في رئاسة الوزراء لحين وفاته حتى لا يدخل البلاد في أزمات غير متوقعة ! وهذا غير مقبول وقد يجعل ذلك مبرراً لغيره من المتمسكين بالسلطة لبقائه فيها ، وهذه النتيجة وإن كانت غير مبررة للمالكي أو من يفكر بأن يوصل البلد الى هذا المستوى إلا أنه واقع حال ونتيجة متوقعة ، لأجل هذا كان من الضروري على الكتل السياسية أن تختار حلاً حكيماً لإخراج البلد من أزمته من دون الإخلال بالتوازن السياسي المطلوب ، فليس من الحكمة أن يُعزل المالكي عزلاً سياسية تاماً وقد انتخبه أكثر من 700 ألف ناخب وحصلت قائمته على أكثر من ثلث مقاعد البرلمان ، كما أنه ليس من الحكمة أن يبقى لولاية ثالثة لمعارضة كل الخصوم السياسية له ، لذا فعلى التحالف الوطني أن يكون مرناً في اختيار رئيس الوزراء بحيث تحفظ كرامة المالكي وحزبه وائنلافه حفاظاً على مستقبل البلاد السياسي والأمني .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.