اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

انصار المالكي بين وصايا المرجعية والاستحقاق الانتخابي// بهاء النجار

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

انصار المالكي بين وصايا المرجعية والاستحقاق الانتخابي

بهاء النجار

 

حصد المالكي وقائمته ( ائتلاف دولة القانون ) على اكثر من ربع اعضاء مجلس النواب ويقترب من ثلث المقاعد البرلمانية اذا اضيف لقائمته بعض القوائم الصغيرة والنواب الفائزين في الانتخابات التشريعية 2014 ، وجاءت تلك النتيجة الكبيرة بفضل التأييد الشعبي الذي جاء بطرق متنوعة منها شرعية باعتبار بعض الانجازات التي حققها على المستوى الوطني ( من وجهة نظر ناخبيه ) والتي تحققت على يد افراد طاقمه الحزبي والسياسي في المحافظات ، وبعضها غير شرعية مثل التزوير والضغط على منتسبي القوات المسلحة واستخدام المال العام وبعض مؤسسات الدولة وصلاحياته لكسب اكبر عدد من الاصوات .

جاءت هذه النتائج على الرغم من وقوف مرجعية مهمة مثل مرجعية السيد السيستاني على مسافة واحدة من الجميع و ضغط من قبل بعض المرجعيات الدينية في النجف الاشرف - التي تدخلت للمرة الاولى في تاريخها بهذا الوضوح في السياسة - على عدم انتخابه ودعم كتلة اخرى منافسة له ، مما يعكس عدم اعتماد المالكي على الدعم المرجعي له في منافسته الانتخابية .

وكان لانصار المالكي وجهة نظر معينة في تفضيلهم للمالكي وقائمته على غيرها  ، خاصة وانها لم تتعارض مع وصية المرجعية الدينية - وأخص بالذكر مرجعية السيد السيستاني باعتبارها المرجعية الاكثر اتباعاً - من انتخاب الاصلح فهم يرون ان الاصلح في هذه المرحلة هو المالكي وافراد قائمته ، وربما يقول قائل ان المالكي ليس (أصلح) من وجهة نظر المرجعية والدليل انها اعترضت عليها في الاونة الاخيرة ونصحته بعدم التشبث ، فنقول ان مرجعية السيد السبستاني لم تقل انتخبوا الاصلح من وجهة نظري وانما وجهة نظر الناخب حتى يتحمل مسؤوليته ، ولو كانت تقصد انتخاب الاصلح من وجهة نظرها لبينت وجهة نظرها في الاصلح المراد انتخابه .

وعلى هذا الاساس أُنتخِب المالكي ولم تعترض مرجعية السيد السيستاني على شخص بعينه او قائمة بعينها ولم تصدر شيئا بهذا الوضوح الذي اعترضت به الان على بقاء المالكي في منصبه ، وباعتبار ان غالبية الشيعة في العراق يرجعون للسيد السيستاني في التقليد فإن غالبية من انتخب المالكي هم من مقلدي المرجع السيستاني وهم ملتفتون بحسب الظاهر الى وصايا مرجعيتهم في انتخاب الاصلح والافضل ، وعلى هذا الاساس انتخبوا المالكي وقائمته باعتباره حامل لتلك الصفتين من وجهة نظرهم .

اما مؤخراً وما صدر عن مكتب السيد السبستاني ومعتمديه في كربلاء ( الصافي والكربلائي ) بدعوة السياسيين الى عدم التشبث بالمناصب العليا في اشارة الى المالكي فإن هذا وضع انصار المالكي في حيرة وامام مفترق طرق فإما ان ينصاعوا لرأي المرجعية والتي يمثلها الصافي والكربلائي بأن يتركوا دعمهم للمالكي حتى من خلال التظاهرات المؤيدة له وأن ينسوا استحقاقهم الانتخابي ، او ان يبقوا على دعمهم للمالكي باعتباره خيارهم الوحيد في ظل النظام الديمقراطي الجديد في العراق ولكن هذا على حساب معصية امر مرجعيتهم التي ترى ان بقاء مرشحهم المالكي ليس في مصلحة العراق .

ومن يقول ان اصواتهم لم تذهب سدى لان حيدر العبادي هو من نفس الكتلة ومن نفس الحزب الذي يتزعمهما المالكي وبالتالي فقد تم المحافظة على استحقاقهم الانتخابي ، فهذا تصور غير صحيح لاننا نعلم ان روح دولة القانون وقوتها جاءت لوجود المالكي بحيث يمكن القول ان اكثر من مليوني صوت حصلت عليها قائمة دولة القانون جاءت بفضل المالكي وبالتالي فإن عدم بقائه في منصبه يسبب خيبة أمل بالنسبة لانصاره وهذا ما يمكن لمسه من خلال استقراء الواقع بأن ناخبي المالكي محبطون بسبب عدم تسلمه رئاسة الوزراء .

وهنا اسئلة تطرح : هل سيتنازل انصار المالكي عن اصواتهم الثمينة التي منحوها للمالكي والتي جاءت وفق رؤى المرجعية بهذه السهولة ؟ وهل من المعقول ان المرجعية تضرب عرض الحائط اصوات فاقت الثلاثة ملايين صوت ؟ وهل من المعقول ان تعاقب المرجعية اكثر من ثلاثة ملايين عراقي بهذه السهولة ؟ وهل من المعقول ان تلغي المرجعية ارادة الجماهير وتتدخل في رأيهم وتصويتهم ؟ وهي التي صرحت في اكثر من موقف ان صوت الناخب ثمين لا يمكن ان يقدر بثمن ، وهل سيؤثر ذلك مستقبلاً على طاعة المرجعية في المستقبل فيما يخص الانتخابات ؟ لأن هذه سابقة يخشى من خلالها الناخبون أن تتكرر مع المرشحين اللذين يثقون بهم .

واذا كان هناك امر مستحدث بسبب الظروف فما ذنب اولئك الثلاثة ملايين ؟! فهذا الاستحداث من مسؤولية المرجعية في ان تدرس ظروف المرحلة القادمة وليس من مسؤولية الناخب ، فكان يفترض ان يكون موقف المرجعية الذي مثلها كل من الصافي والكربلائي قبل الانتخابات ينسجم مع اي تغيير يمكن ان يطرأ على الوضع السياسي بعد الانتخابات ، وقد كان موقفها يتضمن ان المرجعية لا تدعم اي طرف وتقف على مسافة واحدة كي يتحمل المواطن مسؤوليته ، الا ان المواطن ممن انتخب المالكي لم يتسنى له تحمل مسؤوليته .

ربما المرجع السيستاني غير معني بهذه الاسئلة بقدر ما يعني معتمديه الصافي والكربلائي باعتبارهما هما اللذان اطلقا هذه المواقف قبل وبعد الانتخابات وتماشيا مع العرف الذي يطلق على تصريحات المعتمدين الصافي والكربلائي بأنها تصريحات المرجعية الدينية ، خاصة وأنه لم يثبت انها صدرت من المرجع السيستاني  .

 

إذ أن من الطبيعي ان تزيح الكتل السياسية المالكي عن سدة رئاسة الوزراء لانها ضمن سياق النظام البرلماني ، وقد يكون من المتوقع ان يضغط المجتمع الدولي لتنحي المالكي باعتبار مصالحهم التي يرون ان سياسة المالكي تزعزع الوضع العام وبالتالي تضر بمصالح تلك الدول ، اما المرجعية فليست محكومة بنظام يجمعها بالسياسيين وليس لديها مصالح بصعود شخص دون ، لذا كانت توصيتها بعدم تشبث المالكي بمنصبه صدمة مفاجئة لم يكن يتوقعها المالكي وأنصاره وخصوصاً وأنها صدرت من المرجعية الدينية .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.