اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

كوردستان والمسرحيات المطروحة والخيارات المتاحة// عدنان بوزان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

كوردستان والمسرحيات المطروحة والخيارات المتاحة

عدنان بوزان

 

لاشك أن كل المشاريع السياسية في منطقة الشرق الأوسط غامضة وضبابية حتى هذه اللحظة بالرغم أن كل الخيارات متاحة من حيث العسكرة والأجندات الخارجية والحرب الدائرة والقتال بشكل وحشي تارة باسم الأديان وتارة أخرى باسم القوميات والهدف هو تمرق المشاريع الجهنمية والمؤامرات الدولية مرةأخرىعلى حساب شعوب المنطقة .. لكن كل هذا يصب في مجرى واحد.. ألا وهو تقليل عدد سكان المنطقة والاستفادة من اقتصادها ووارداتهاوهكذا يكون الانتقال من جيل إلى آخر وتجديد المشاريع والمؤامرات التي تصب لمصلحة الغرب .. لأن الغرب رسم لنا الخارطة وحدد الحدود والاتجاه وكيفية خلق الصراعات بين المكونات وشعوب المنطقة متى يشاؤون .. ودائماً التلاعب بالسياسة والسياسيين وتحريكها كحجر شطرنج بالإضافة إلى عرض المسرحيات بمشروعين متناقضين تماماً في المنطقة والهدف هو الاستمرار في تنفيذ مشاريعهم وسحب خيرات المنطقة ومن هذه الصراعات هي:

أولاً :  الصراع القومي .. أبطالها كحجر الدمية تم تحويلهمإلى حب الأنا والدكتاتورية على حساب لقمة شعوب المنطقة .

ثانياً : الصراع الديني .. أبطالها مرتزقة وسماسرة الدماء والأرواح واستثمار الأديان لمصالحهم السياسية وتحويل الأوطان إلى كتلة من النار والفوضى والرعب ...

لكن في كل مرة هناك عائق يصد ويمانعلتنفيذ كل هذه المشاريع ألا وهي قضية كوردستانية واستقلالهالأن من طبيعة الشعب الكوردي الشعب الجبلي والعنيد لا يمكن أن يتنازل عن حقه في الحياة والحرية .. بالرغم نجح الغرب في القرن الماضي عبر مؤامرة دولية ما يسمى اتفاقية سايكس بيكو .. واللعب بالدور القومي وإنشاء الدول وتقسيمها على أساس القومي واصبحت هذه الدول كلعبة الدمية وتحريك سياسة هذه الدول حسب أهوائهم ومزاجهم واستفادوا من خيرات المنطقة عقود من الزمن ..

فمنذ الأزل حاول الغرب إلى يومنا هذا تبادل الأدوار والتلاعب بالأوتار بين الصراع القومي والديني .. على سبيل المثال غزو الغرب باسم الدين والغزو الصليبي على المنطقة لكن فشلت في النتيجة .. ثم غزو باسم الاستعمار وفشلت في الأخير .. لكن بعد انتهاء مرحلة الاستعمار حاولوا خلق مرض آخر أي ترك آثارالصراع القومي من خلفه لكن نجح نسبياً بهذه المؤامرة وبموجبها تم تقسيم الأوطان وتفكيك خارطة الشعوب بل وبالإضافة سعوا إلى توهيم هذه الشعوب وتمسكها باسم القوميات أكثر فأكثر .. لكنعلى العكس تماماً فقد فرزت مرض أكثر خطورة على شعوب المنطقة ألا وهي الدكتاتوريةوسياسة العصى والنظرة العنصرية والشوفينية أكثر ومحاولة إمحاء القوميةعلى حساب القومية الأخرى ... وكما نلاحظ أن هذهالحالةاستمرت إلى ما قبل مرحلة الربيع الغربي أي ما يسمى بالربيع العربي في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط فعلى ما يبدو أن دور مسرحية الدول القومية قد انتهت لسببين :

1 – ازدياد عدد السكان في المنطقة وتقليل نسبة الخيرات .. وبهذه الحالة لا تكفي خيرات المنطقة لسكانها ..

2 – انتهاء دور مسرحية المؤامرة الدولية السابقة وأصبح كل شيء واضح وسينكشف رويداً رويداً وستصل شعوب المنطقة إلى قناعة تامة أنه لا يمكن الاستمرار بهذه الوضعية وبعدها ستبحث هذه الشعوب إلى ايجاد الحل الجذري لجميع القضايا العالقة .. ومن ضمنها القضية الكوردستانية ودولتها المغتصبة نتيجة هذه المؤامرة .. ومن هنا بحث الكورد بشكل جدي لإيجاد الحل ومعالجة قضيته بطرق الحوار والتفاهم مع شعوب المنطقة .. وبهذه الحالة يهددوجود الغرب في المنطقة وأصبح يدق ناقوس الخطر... لذلك لابد على الغرب طرح مشروع آخر وبديل لتشويش رؤية وسياسة المنطقة وبرمجتها من جديد كي تخدم مصالحها.. أولاً كسب الكورد إلى جانبهم وإيداعهم تحت سيطرتهم لأن طبيعة أرض كوردستان وبنيتها قوية وقابلة عسكرياً للسيطرة على كافة منطقة الشرق الأوسط .. وكما ذكرت في الحلقات السابقة أن جغرافية كوردستان غنية بمواردها الاقتصادية والنفط .. ثانياً كوردستان غنية بالمياهوقد تكون الحرب القادمة حرب المياه ... ولربماهناكمخاوفأخرىمنالدولالصناعيةالكبرىوالعودة إلى الحلف وإنشاء المعسكرالشرقي أو الاشتراكي كالصينوروسيا وبعض الدول الأخرى ... وإعادة حرب التسلح أو الباردة مرة أخرى لتغيير مسار المنطقة ...

لكن بعد الانتهاء من المسرحية القومية فلابد من ايجاد البديل لملء الفراغ محل الدول القومية حسب المؤامرة الدولية لأن كل الأمور باتت واضحة أمام الأعين ونقطة أخرى الدول التي كانت مقسمة باسم القوميات كان اتجاهها رويداً رويداً إلى ثورات الجياع والطبقية فسارع الغرب بخلق الصراع الديني وتصفية الحسابات وفتح ملف الإرهاب مرة أخرى .. ودفع بالتنظيمات الإسلامية المتطرفة الإرهابية إلى خلق حالة من الفوضى والرعب وتشويش الرؤية وخلط جميع الأوراق المنطقة لإعادة المؤامرة وترتيبها حسب أهوائهم من جديد وهذا ما نلاحظه بالضبط أنه ما يحصل الآن على أرض الواقع .. والهدف من هذه المعمعة السياسية هو حصر حل القضية الكوردية في هذه المرحلة في إقليم كوردستان فقط وضم بعض المناطق لها وإعلان استقلال كوردستان أما باقي الأجزاء من كوردستان هناك تنقلات و اندماجات وانضمامات وانقسامات لكن يبقى معلقاً بدون حل وتقسيم المنطقة على هذا الأساس .. وهذا ما نلاحظه من خلال الدعم الدولي والسخاء اللا محدود إلى إقليم كوردستان بشكل مفاجئ وتزاحم أقدام قادة سياسيي العالم إلى عاصمة الإقليم للتأكيد على طاعتهم وولائهم إلى القيادة الكوردستانية .. أما الأجزاء الأخرى من كوردستان قد تكون في قاموس النسيان لدى هذه القادة والسياسيين .. وهذا يؤكد أن قراءتنا للواقع السياسي صحيحة ..

ومن هنا سؤال يطرح نفسه بالقوة .. كيف نشأ / داعش / ومن أين أتى ؟ ومن أين يتلقى الدعم المادي والعسكري ..؟ ولماذا توسع بهذه السرعة ؟ وما أهدافه وما مبادئه ؟ وماذا يريدون بالضبط ..؟ ولماذا ضعف الغرب أمام توسع رقعة داعش في المنطقة ..؟ ولماذا كل هذا الانتظار والتريث لضرب مواقع داعش ..؟ أليست كل الشكوك توجه أصابعها باتجاه أن داعش من صنيعة الغرب والأمريكان ..؟أليست كل هذه الأسئلة موضع التساؤل والتوقف عنده ..؟  لكن سنبحث على هذا الموضوع في حلقاتنا المقبلة ...

وهناكبعضالسياسيينيؤشرونأنالتنظيماتالإسلاميةالمتطرفةالإرهابيةيتلقونالدعمالماديمنالدولالعربيةوخاصةمندولالخليجوالسعودية .. إلخولنفرضإنكانهذاالكلامصحيحففيالأمسرأينامنخلالالإعلامأنكلوزراءالخارجيةالعربوافقوابدخولأمريكاوضربهالمواقعداعشفيسوريا.. فهل هذا بمعنى ابعاد الشبهات عن انفسهم أم حقاً أن الدول العربية بعيدة عن صنع داعش ودعمها ..؟

وللعلم قبل فترة وجيزة نشرت وثيقة غربية أن هناك الكثيرين من تورطوامن الدول والشخصيات لدعم تنظيم داعش ومن ضمنها دول الخليج وخاصة الكويت والسعودية ومن هنا موضع الشك والتساؤل إذا كان الغرب يكشف من تورط بدعم داعش فلماذا لم يكشف كيف توسع داعش في منطقة الشرق الأوسط وتهديده للسكان الآمنين وقتلهمواغتصابهموتهجيرهم من أماكنهموفي الأخير بيع النساء في سوق النخاسين ..؟ وعودة المنطقة إلى عهد الرق والعبيد باسم الدين والله ...

 

أما الجانب الكوردي أو الكوردستاني كما يقال في مصطلحات السياسية أو القاموس السياسي .. أن السياسة فن الممكن .. يعني التساهل والمراوغة بشرط أن لا يتلاعب بالخطوط العريضة للقضية الجوهرية والأساسية .. كمثل قضية شعبنا الكوردستاني يعني بإمكاننا أن نتساهل في الكثير من الأمور ونتعامل مع كافة الأطراف والجهات ونتحاور مع دول مغتصبي كوردستان على الكثير من النقاط لكن لا يجوز أن نتنازل عن الخطوط العريضة لقضية شعبنا الكوردستاني أي قضية الأرض والشعب ...

لكن من خلال ملاحظتي على تحركات وتصاريح بعض الأطراف السياسية الكوردستانية وبعض قادتها العسكرية أنهم يدعون المجتمع الدولي أن لا يساعد أو لا يدعم عسكرياً الطرف الكوردي الآخر ويؤكد أن هذا الدعم قد يكون خطراً على المنطقة .. وهنا أسأل لمصلحة من تخدم هذه التصريحات ودعوتهم أن لا يدعم أخاه الكوردي ..؟ فهل هذا يخدم الأنا الحزبية أم يخدم أعداء قضيتنا ومغتصبي أرض كوردستان ..؟ وخاصة في هذا الوقت الحساس للغاية .....

اعتقد أن كل الأمور باتت واضحة وجلية لأنه لا حاجة إلى الشرح والتفسير ولعلي تطرقت إلى الكثير من النقاط في بداية مقالي حول هذا ... والآن نعرف تماماً البوصلة إلى أين تتجه .؟ وخارطة الطريق أصبحت معروفةولا حاجة إلى أن نحمل السراج معنا لنوضح الرؤية أمامنا ... والقادة الكورد سواء السياسيين أو العسكريين يتفاعلون مع هذه المؤامرة الدولية والضحية دائماً أبناء وبنات شعبنا الكوردي للانتقال من مرحلة إلى أخرى ...

لابد من تحرير كوردستان من براثن العبودية والدكتاتوريات

 

8 / 9 / 2014

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.