اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قراءة سريعة للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط// عدنان بوزان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

قراءة سريعة للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط

عدنان بوزان

 

من الواضح أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط  ما يزال متخبط جداً من كافة الاتجاهات ولا يوجد حتى هذه اللحظة الرؤية الواضحة تجاه القضايا الرئيسية والأساسية في المنطقة ألا وهو تغيير بعض الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة كالنظام الأسدي الفاقد الشرعية من قبل كافة مكونات المجتمع السوري  ..  والدليل هناك تدخل قوى دولية بشؤون المنطقة دون إيجاد الحلول أو البرنامج المناسب لها بالإضافة هناك تحرك غربي وتجييش وتعبئة الأطراف وترويج خطوات إعلامية غير جدية كل هذا يخدم مصالح الغرب والأمريكي فقط في المنطقة .. وبالعكس تماماً كلهذايزيد التعقيد أكثر فأكثر .. لكن حسب متابعتي للوضع العام ولسياسة المجتمع الدولي وتحركاتهتجاه المنطقة أرى بأنهلا يوجد أي نية لحل القضايا الجوهرية والأساسية في المنطقة ... وهناك دليل واضح حول هذا الموضوع عندما نسمع تصريحات نارية من قادة الدول الغربية بأن الحرب ضد الإرهاب وخاصة ضد التنظيمات المتطرفة الإرهابية / داعش / في العراق وسوريا والقضاء عليه ..

نعم بالنسبة للعراق نرى بأن هناك مخطط للقضاء على التنظيمات الإسلامية المتطرفة الإرهابية أو طردهم من الأراضي العراقية وخاصة الإقليم الكوردستان فبدأوا بالهجوم السريع والدعم والمساندة والمساعدة بالإضافة إلى التحشدات العسكرية من كافة الدول وتنفيذها من خلال أقل من أسبوع ..

أما بالنسبة إلى سوريانلتمس بأن هناك تماطل واختلاط واختلاف في مواقف البعض فمنهم يقول سنقوم بالضربات الجوية المحددة لمواقع داعش والبعض الآخر يمتنعون عن المشاركة في الحرب ضد داعش / السوري يعني المراوغة والتمديد لكسب الوقت أكثر بين / الموقف الموافق والرافض لهذه العملية العسكرية  / بالإضافة إلى بروز التحالف الروسي والصيني مرة أخرى والمطالبة بالعودة إلى الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي  ...إلخ

أما بالنسبة إلى الدول الإقليمية هناك ازدواجية في سياسة هذه الدول بين الموافقة بدخول القوى الأمريكية بالضربات الجوية ضد مواقع داعش داخل الأراضي السورية وبين الموقف الرافض لهذه العملية العسكرية ...

إذاً المواقف المتضاربة حول القيام بالحملة العسكرية ضد الإرهاب وخاصة ضد التنظيمات الإسلامية المتطرفة الإرهابية ما يسمى بـ / داعش / وكل هذه المواقف المتضاربة تؤكد بأن لا وجود لأي نية للقيام بالحملة العسكرية ضد النظام السوري وإسقاطه بل الهدف هو تمديد عمر نظام بشار الأسد على الحكم في سوريا .. وإليكم هذه المواقف :

قال مسؤول أميركيفيوزارةالدفاعأنالضرباتالعسكريةفيسورية «قدتبدأخلال ٣٠ يوماً».وذكر أيضاًأنالضرباتقدتنطلقمنسفنأميركيةوقواعدعسكريةأميركيةفيالمنطقة،خصوصاًفيتركياوقطروالكويت.. يعني لفظ كلمة / قد / بمعنى ربما تنفذ هذه الحملة العسكرية وربما لن تنفذ نهائياً .. وهذا يذكرنا منذ ثلاثة سنوات من عمر الثورة السورية بأسطوانة هذه التصريحات لكن حتى هذه اللحظة لم توفي أمريكا بأي من الوعود للتدخل عسكرياً إلى سوريا وإسقاط النظام المجرم الذي مارس بحقهذاالشعبأبشع الجرائم في التاريخ ..

وكما أكد المسؤولين الأمريكيين بأن هذه الحملة العسكرية تشمل الضربات الجوية لمواقع داعشفقطولم يتم الحديث عن مواقع النظام فهذا يعني أن هناك اتفاق بين النظام السوري وأمريكا ما وراء الكواليس .. بالإضافة حيث قالوا سندعم المعارضة المعتدلة .. هل بمعنى دعم الجيش السوري الحر أم غيره ..؟ إذا كان المقصود هو الجيش الحر أين كانت أمريكا طيلة كل هذهالفترة من عمر الثورة وأين الدعم ..؟ أما إذا كان هناك قوى أخرى في سوريا ما يسمى بالمعارضة المعتدلة فأين هذه المعارضة المعتدلة من خلال الثورة ..؟ وهناك نقطة أخرى لا يمكن أن نفصل حتى هذه اللحظة بين الجيش السوري الحر والتنظيمات الإسلامية المتطرفة لأن كل كتائب الجيش الحر باسم الجماعات الإسلامية المتطرفة ولا يوجد أي كتيبة أو جماعة تابعة للجيش الحر باسم الحرية أو الديمقراطية .. أما إذا كان المقصود بقوات الوحدات الحماية الشعبية الكوردية / ي ب ك / فمن المعروف أن هذه القوة من امتداد الحزب العمال الكردستاني pkk وهذا الحزب في / القائمة السوداء / الإرهابية عند الغرب ...

وهذا يؤكد أن أي حملة عسكرية أمريكية برية قد تكون فاشلة أو بالأساس لا توجد أي نية بدخولها إلى سوريا ومحاربة تنظيم داعش .. وكل هذه التصريحات ما نسميهابالبالونات الانتهازية أو اللعب بعقول شعوب المنطقة مرة أخرى ..

أما المواقف الدولية الأخرى في أول وهلة كان هناك قبول بالمشاركة في الحرب ضد داعش في سوريا ثم بعدها أعلنت هذه الدول عدم مشاركتها يعني الهدف ترويج الفكرة وتجييش شعوب المنطقة ومن ثم انسحابهم من العملية العسكرية أي هدفهم هو وضع هذه الشعوب في الفخ للمحاربة لوحدهم في وجه داعش والتنظيمات المتطرفة الإرهابية أي أن يشغلوا المنطقة بالحرب الدائرة ...

وفي هذا الاتجاه هناك تعليقات ساسة ومواقف الدول حول الحملة العسكرية الدولية ضد داعش على سبيل المثال ..

 

فيلندنأعلنترئاسةالحكومةالبريطانيةأنهالاتستبعدالمشاركةفيضرباتجويةضد «داعش»فيسوريةوبعدساعاتمنحزموزيرالخارجيةفيليبهاموندبأنبلادهلنتشاركفيمثلهذهالضربات.

أمافرنسا،فقدكانلافتاًأنوزيرخارجيتهالورانفابيوسقالإنالحكومةالعراقيةطلبتمساعدةدولية،ولذلكفإنضرب «داعش»علىأراضيهاأمرمشروع،ولكنفيسوريةتجبإقامةالأساسالقانونيأولاً.. بمعنى أن بلاده ترفض المشاركة في الحرب ضد داعش في سوريا ..

أماموسكو،قالالناطقباسموزارةالخارجيةالروسيةألكسندرلوكاشفيتش: «تحدثالرئيسالأميركيمباشرةعنإمكانتوجيهالقواتالأميركيةضرباتلمواقعالدولةالإسلاميةفيسوريةمندونموافقةالحكومةالشرعية». وأضاف: «هذهالخطوةفيغيابقرارلمجلسالأمنالدوليستكونعملاًعدوانياًوانتهاكاًصارخاًللقانونالدولي».

وأمابكين،قالتهواتشونينغالناطقةباسمالخارجيةالصينيةفيتعليقعلىتصريحاتأوباما: «نرىأنهوفيظلالمحاربةالدوليةللإرهابيجباحترامالقانونالدوليوسيادةالدولالمعنيةأيضاًواستقلالهاوسلامةأراضيها».

وبمعنى أن موقفا روسيا والصين والمطالبة بالعودة إلى المجلس الأمن الدولي أي مواقفهما مشتركة ورافضة لهذه العملية العسكرية ضد داعش في سوريا ..

أما مواقف السوريين سواء من النظام أو المعارضة ضمن الائتلاف الوطني السوري متضاربة ومشتتة .. النظام يقبل ويرفض في أن واحد أي الاعتراف بشرعية النظام ومحاربة الإرهاب بـ داعش والمعارضة معاً .. أما المعارضة تقول إن أي ضربة عسكرية ضد داعش ينبغي أن تكون هناك ضربات جوية لمواقع النظام أيضاً .. بمعنى أن النظام والمعارضة متورطان مع داعش ولا يريدان إسقاط النظام لأن المعارضة مشتتة وغير قادرة على استلام السلطة في هذه المرحلة ..

 

لكن لماذا عندما كان النظام المجرم يقتل شعبه بالأسلحة الثقيلة وتشريده للسكان الآمنين وتهجيرهم وانتهاك كل المعايير الأخلاقية وحقوق الإنسان بحقهم أمام ملئ المجتمع الدولي منذ أكثر من ثلاثة سنوات فأين وقتها كان المجتمع الدولي بل على العكس بقي مكتوف اليدين يبحث على نقطة الحوار والمعارضة المعتدلة .. ؟ لكن الآن بدأ بالتفكيربأن يدخل إلى سوريا أو لا .. ؟ لكن في حال دخولهم إلى سوريا ستكون حربهم ضد التنظيمات الإرهابية / داعش فقط .. بمعنى أن هناك اعتراف دولي بشرعية النظام المجرم في سوريا وإنه ما يزال قائم على صدر السلطة ولا يريدون إسقاطه .. أما المعارضة هدفها إطالة عمر النظام ليضع الأرصدة على أسمائهم في البنوك الخارجية على حساب أرواح الشعب المسكين ...

 

إذاً ماذا تريد أمريكا بالضبط ..؟ وما الهدف من جولة جون كيري في المنطقة واجتماعه في جدة مع قادة الدول الإقليمية والمطالبة بالتحالف الدولي ..؟ فهل أمريكا بحاجة إلى هذا التحالف الدولي للوقوف في وجه تمدد داعش أم أن داعش أصلاً من صنيعة أمريكا ليخلط الحابل بالنابل لتنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقة ..؟

اعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية غير جدية بخطواتها للقيام بهذه العملية العسكرية ضد التنظيمات المتطرفة الإرهابية ما يسمى بـ داعش في سوريا لعدة أسباب :

1 – إسقاط النظام الأسدي في سوريا ليس لمصلحة أمريكا حالياً لأن النظام يخدم المصالح الغربية في المنطقة وينفذ مخططات الدولة العبرية والأمريكية في الوقت الحالي ..

2 – لا توجد قوى بديلة لهذا النظام أما المعارضة العربية في سوريا ذات توجه إسلاموي وهذا قد يخلق مشاكل للدولة العبرية في المستقبل .. أما بالنسبة للكورد أو الأقليات الأخرى لا يحق لهم استلام السلطة كاملة في سوريا ..

3 – الاقتصاد الأمريكي لا يسمح له بدخول هذه الحملة العسكرية لأن هذه الحملة لربما قد تكون طويلة الأمد نسبياً ..

4 – هناك مخطط أمريكي آخر في المنطقة ربما تكون خطورته مستقبلاً أكبر من هذه الحملة ..

5 – هناك مخطط يلوح في الأفق هو إعادة التحالف أو المعسكر الاشتراكي مرة أخرى بين روسيا والصين والدول الشرقية ..

 

لذلك لابد على الغرب وأمريكا الاستعجال في إعادة هيكلية التحالف الغربي والدول المتحالفة معها في منطقة الشرق الأوسط .. واعتقد أن جولة جون كيري الأمريكي في المنطقة والمطالبة بالتحالف الدولي الهدف هو إعادة هيكلية التحالف الغربي لوقف تمدد المعسكر الشرقي وليس الهدف الوقوف ضد داعش والقضاء عليه .. ولربما ستكون هناك بعض الضربات الجوية المحددة لبعض المواقع لهذه التنظيمات الإرهابية الهدف منها هو كما يسمى غسل ماء الوجه فقط وليس الهدف إسقاط النظام الأسدي المافوي أو تغيير بعض الأنظمة لأن تغيير خارطة الطريق لمؤامرة دولية وتغيير المنطقة بحاجة إلى بعض الوقت ...وكما تطرقت في الحلقات السابقة إلى بعض النقاط حول تغيير خارطة المنطقة أو تجديد المؤامرة الدولية ما يسمى باتفاقية سايكس بيكو ..

إذاً الحرب القادمة نوع من الحرب الباردة وتجديد التحالفات وبناء هيكليتها ... اما من يطبل ويزمر ويرقص بأن الضربات الجوية الأمريكية ضدتنظيمداعشالسوري .. ويراهن على اسقاط النظام السوري معه في هذه المرحلة .. أقول بأن هذا الرهان خاسر لأن النظام السوري مستمر ومحكم من قبل النظام والمعارضة والدولة العبرية وبعض الدول الإقليمية لذلك من الصعب اسقاطه في هذه المرحلة لأن المسرحية لم تكتمل بعد ....

 

14 / 9 / 2014  

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.