اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مستقبل شعبنا بين المد الشيعي والجذب السني والمخطط الامريكي// جونسون سياويش ايو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مستقبل شعبنا بين المد الشيعي والجذب السني والمخطط الامريكي

جونسون سياويش ايو

 

المقدمة

 

خلق ارضية خصبة وحواضن للارهابين

    اصبح العراق وللاسف الشديد ساحة للصراعات وتصفية الحسابات القديمة الجديدة بين القطبين اللدودين الشيعي بقيادة جمهورية  ايران الاسلامية والسني بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة تركيا . واقدمت هذه الدول على استغلال الظروف غير المستقرة التي كانت تسود العراق ومعاناة شعبه التي ازدادت كثيراً بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام (2003) بغية تمرير مخططاتهم بعد ان جعلوا من الاراضي العراقية الارضية الخصبة لبسط نفوذهم على مساحات شاسعة منه ومن ثم كقاعدة لهما لتوسيع نفوذهما نحو سوريا ودول اخرى او العكس ، حيث استغل القطب السني تذمر المكون السني في العراق من سياسات  النظامين السوري والعراقي المبنية على اسس طائفية ، بينما القطب الشيعي استغل النظامين انفسهما لتمرير هذه السياسات  وكل ذلك من خلال بعض الكتل السياسية والمجموعات المسلحة السنية والشيعية والتي اصبحت فيما بعد البوابات والمنافذ الرئيسية لادخال الاسلحة والمعدات العسكرية وعناصر ارهابية من دول اسلامية او المسلمين  المتطرفين من كافة انحاء العالم الى الاراضي العراقية والسورية مخترقين المنافذ الحدودية والحواجز الامنية بين الدول وبين المدن وداخلها . وتمكن الطرفين من انشاء معاقل للارهابيين ومجموعات وميلشيات ارهابية مسلحة في المناطق السنية والشيعية  وتجهيزها بكل انواع الاسلحة والمعدات والمتفجرات لبدأ اعمالهم التخريبية بحق المدنيين العزل من عمليات القتل و التصفية الجسدية وانتهاكات صارخة والمظالم وتفجير دور العبادة والكنائس والجوامع والحسينيات ومختلف الممارسات الاجرامية الاخرى ، وتمكن القطب السني من ان ينتقل الى المرحلة الجديدة بظهور منظمة ارهابية جديدة باسم ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام  ( داعش ) تفوق المجموعات الارهابية الاخرى بهمجيتها ووحشيتها واخذت دور الزعامة  لجميع المنظمات والمجموعات الارهابية السنية الاخرى واصبحت في فترة زمنية قصيرة بمثابة دولة ارهابية داخل الدولتين (العراق وسوريا ) وتمكنت من محو خط حدودي الفاصل بينهما  وكأن اتفاقية سايكس بيكو قد ازيلت من الوجود  .

 

دور القطب السني  في دعم المجموعات الارهابية

    صرح جو بايدن نائب الرئيس الامريكي بان تركيا والسعودية والامارات العربية اغدقوا مئات الملايين من الدولارات وعشرات الاف الاطنان من الاسلحة الى كل من اراد القتال ضد نظام بشار الاسد في سوريا، وبعد ذلك اعتذر بايدن من الدول الثلاث بسبب هذه الاتهامات الخطيرة شارحاً لهم المقصد من كلامه ، ولكن ماقاله بايدن كان دقيقا وصحيحا ، ولكنه نسي اسماء الدول الاخرى الداعمة لمجموعات الارهابية ومنها قطر والكويت وكذلك الاردن التي كانت طيلة السنوات الماضية البوابة الثانية اضافة الى تركيا لادخال انواع الاسلحة  الى العناصر الارهابية التي كانت حينها جزءاً من المعارضة السورية ، وكذلك لم يذكر نائب رئيس الامريكي ان ايران التي استغلت حدودها الطويلة مع جارتها العراق بادخالها هي الاخرى لمجموعات وميلشيات مسلحة شيعية داخل الاراضي العراقية ، ولكن في كل الاحوال كلام بايدن كان صريحاً ومهماً ولم يكن بعيدا عن الواقع  ، لانني شخصياً اطلعت على هذه المعلومات من التسريبات السياسية والاعلامية قبل اكثر من سنتين من الان ، وان نصف الاسلحة المرسلة الى سوريا كانت تدخل العراق وتحديداً للمدن والقصبات السنية المحاذية للحدود العراقية السورية ، فعندما سقطت الموصل على ايدي عناصرالدولة الاسلامية الارهابية ( داعش ) اتهم المالكي قيادات عسكرية عراقية بالخيانة ووعد بمقاضاتهم ومحاكمتهم في حين ان قوات المالكي وعناصره الامنية كانت تخونه طيلة السنوات الماضية عندما فتحوا الحدود العراقية السورية والحواجز الامنية للعناصر الارهابية المختلفة للدخول وادخال كل انواع الاسلحة الى الاراضي العراقية ، فهذه الخيانات ليست جديدة في العراق الا ان المالكي لم يهتم لهذا الشيء لان القيادات العسكرية الموالية له كانت تمارس الدور نفسه تجاه الميلشيات والمجموعات الشيعية الايرانية .

 

التنافس بين القطبين لتقوية مجموعاتها المسلحة وتأثيرها على الفكر المعتدل

   الطرفان جهزا نفسيهما وسلحا مجموعاتهما وعناصرهما المسلحة بالاسلحة والمعدات الضرورية ، ولكن القطب السني تمكن من ان يبسط نفوذه بشكل اكبر من الطرف الشيعي في المناطق الموالية له في سوريا والعراق حتى اصبح هناك اختلالا في التوازنات بين القطبين ، فالقطب السني عمل بذكاء اكبر مما كان يتصوره الجانب الشيعي و عمل بسرية تامة طيلة السنوات الماضية واستغل القيادات العسكرية والامنية لصالحه وجعل من منافذ الحدود طرقاً رئيسية لتمرير كل هذه الاسلحة الى مجموعاته التي انتشرت في الاحياء والازقة المختلفة من المدن والقصبات السنية ، حتى اننا استغربنا عندما اطلعنا على هذه المعلومات وقلنا  حينها هل يعقل ان تمرر كل هذه الاسلحة والتجهيزات العسكرية والمتفجرات عبر الحدود العراقية السورية الى المحافظات السنية وتقوم بالاف العمليات الارهابية في المدن العراقية المختلفة ، وان المالكي يمتلك فرق عسكرية قوية ومزودة باسلحة ثقيلة ومتطورة واجهزة السونر الكاشفة للمتفجرات وصرف عليها مليارات الدولارات وهذه المجموعات المتطرفة تخترقها بكل هذه السهولة , وكنا نعتقد بانها تسيطر تماما على زمام الامور سواء كانت على المناطق الحدودية او بين المدن العراقية ، وكانت تصلنا المعلومات من اصدقائنا من داخل مدينة الموصل بان هذه المجموعات الارهابية باتت تسيطر تماما على زمام الامور وان الموصل واغلب المدن والقصبات التابعة لها باتت في قبضتها الفعلية وان الحكومة المحلية هي مجرد حكومة شكلية ولم يكن بمقدورها عمل اي شيء تجاه هذه الفصائل بل وفرت لها الظروف الملائمة بسكوتها بان تصبح هذه المدن حاضنات لكل البعثيين والضباط العسكريين والمتطرفين الاسلاميين الذين ذاقوا مرارة الحياة الجديدة تحت حكم الكتل الشيعية الموالية لايران والتي كانوا يعتقدون انها مارست بحقهم كل الاساليب التعسفية المبنية على اساس مذهبي وطائفي وان هؤلاء الارهابيون الجدد قد تضرروا كثيراً بعدما طبق المالكي حرفيا كل القرارات التي اصدرها الحاكم الامريكي بريمر بحذافيرها ومن ابرزها قرار اجتثاث البعث والمادة الرابعة من قانون مكافحة الاهاب وحل الجيش العراقي وغيرها من القوانين التي طال تأثيرها على المكون السني باكمله ، وان القاعدة والفصائل الارهابية الاخرى كان لها واردات شهرية من مدينة الموصل والمدن الاخرى علناً حيث كانت تفرض الزكاة على كل المسلمين الذين كانوا يمتلكون محال تجارية ومنشأت ومصالح اقتصادية ، وعلى المسيحيين والايزيديين كانت تفرض عليهم الجزية وعلى المقاولين للمشاريع الحكومية واصحاب الشركات الكبرى حصص مالية . وكل ذلك كان يحصل علناً امام مسمع ومرآى الحكومة المحلية في محافظة نينوى . وفي المقابل فان الحكومة الايرانية هي الاخرى كانت تمارس نفس الاساليب سواء في فترة وجود القوات الامريكية او بعد انسحابها من العراق فقد كانت الحدود العراقية الايرانية الطويلة تستغل لادخال الاسلحة المختلفة وعناصر ايرانية لتشكيل مجموعات وميلشيات ارهابية مسلحة داخل مدينة بغداد العاصمة والمحافظات الشيعية الاخرى . وبذلك فان الدول الجارة للعراق تركيا وسعودية وايران اصبحت تتحكم بمقدرات وامكانيات العراق السياسية والاقتصادية والامنية واصبح بمقدورهم ان يخلقوا الفوضى اينما ارادوا ومتى ما شاءوا  وفي جميع  المحافظات العراقية، وبذلك فان الخارطة السياسية العراقية من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها باتت تحت سيطرة ونفوذ هذه الدول وان سيطرتهم وتحكمهم بالبلد تخطت الجوانب السياسية بل اخذت تسيطر على كل المجالات الاقتصادية والامنية والاجتماعية بل حتى العقائدية بحيث كان لهم الدور بتمدد الفكر الاسلامي المتطرف في بعض المناطق من خلال عملائهم في المنطقة وخصوصاً بعض رجال الدين الذين كان لهم الدور الكبير في زرع بذور الفتنة والتعصب الديني بين المسلمين والمسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين وكانوا يتلقون تعليماتهم مباشرة من هذه الدول ، وان الاحداث التخريبية التي طالت محال المشروبات والفنادق ومناطق سياحية مختلفة في زاخو و سميل وبعض القصبات الاخرى في محافظة دهوك  كانت من افرازات هذا الواقع الجديد ايضاً ، بل هناك مخاوف حقيقية من ان يتحول المجتمع العراقي واقليم كوردستان الى مجتمع متدين قد يحمل  في طياته افكاراً متعصبة ومتطرفة  تشكل خطورة كبيرة على الامن القومي العراقي واقليم كوردستان وعلى المكونات غير الاسلامية وخاصة المسيحيين والايزيديين وعلى مستقبل البلد ككل.

 

أضطهاد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحي )

   كان القطبين في تنافس قوي في كل المجالات وكل تحركاتهما كانت متشابهة تماماً بل حتى عمليات تهجير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (المسيحي) في بغداد وباقي المحافظات العراقية الاخرى وعمليات التغيير الديموغرافي في سهل نينوى كان بذات التصرف بالنسبة للطرفين .ان مصلحة القطبين تقتضي تهجير المسيحيين واضعافهم بل حتى ازالة وجودهم نهائياً من العراق بل ومن منطقة الشرق الاوسط ككل باعتبارها منهج مدروس لافراغ الشرق الاوسط من مسيحييه ، وعليه فان الطرق التي مارسها الطرفان بحق المسيحيين كانت فعالة ومؤثرة بحيث تمكنا من تهجير ثلاثة ارباع المسيحيين من العراق في فترة زمنية قياسية بما اقدما عليه من ممارسة كل اساليب العنف وسفك الدماء والتهجير وعمليات القتل المنظمة والمنتظمة والقتل على الهوية والاغتيالات التي طالت رجال الدين الافاضل وعمليات تخويف وترهيب المسيحيين وتفجير كنائسهم واديرتهم ومساكنهم من دون اي تردد حتى وان عصابات مافيا العقارت كانت تدار من قبل مسؤولين بارزين في الحكومة العراقية والتي استطاعت باساليبها المختلفة ان تغتصب ملكية هذه المساكن وتلاعبت باوراقها الثبوتية ، وتاكيدا لذلك فقد اطلعت قبل فترة من الان على كلمة لقائد القوات الامريكية في العراق (جورج كيسي) وهو يقول ( في مساء احد الايام من شهر كانون الاول اعتقلنا (6) من عناصر قوة فيلق القدس في موقع تبين انه كان مركزا قياديا كانو مجتمعين مع ميليشيات تابعة لاحد الاحزاب السياسية الشيعية المهمة ، وتم العثور في هذا المركز القيادي على وصولات الاسلحة وسجل دقيق لجميع الاسلحة والمعدات التي استلموها . كانت هناك خارطة لمدينة بغداد تم تأشيرها باللون والتجفير للمجموعات الطائفية وهي معلقة على الجدران وكانت هناك علامات اشارة توضح خطة لتهجير السنة والمسيحين من مناطق في بغداد واحتلالها من قبل الميليشيات ) . اما بخصوص عمليات التغير الديموغرافي في سهل نينوى فان الطرفين كان لهما الدور الفعال احيانا من وراء الكواليس واحيانا اخرى في العلن وذلك لاحداث خلل في التوازن السكاني بين المسيحيين والمكونات الاخرى وباستخدام كل الاساليب المتاحة لديها للسيطرة على منطقتي سهل نينوى ، القطب السني في سهل نينوى الشمالي والقطب الشيعي في سهل نينوى الجنوبي .

 

موقف امريكا من تحركات القطبين

   كل هذه التحركات كانت تجري امام مسمع ومرأى الحكومة الامريكية سواء اثناء تواجد القوات الامريكية في العراق او بعد انسحابها منه ، ولكن بعد انسحاب هذه القوات فان المشهد السياسي العراقي بات يتغير كليا باتجاه اخر ، وان القطبين اخذا يتحركان بحرية اكثر من دون اية عوائق وعراقيل لان التأثير الامريكي في العراق والمنطقة اخذ ينحصر تدريجيا ، بل كل دول المنطقة اعتقدت بانتهاء الدور الامريكي كلاعب اساسي على صعيد الساحة العراقية او الاقليمية وهذا التصور حرك جميع الكتل السياسية العراقية واطراف المعارضة السورية نحو القطبين الجديدين وهما القطب السني المتمثل بدولة تركيا لموقعها الجغرافي القريب من المكون السني في العراق وسوريا والقطب الشيعي المتمثل بدولة ايران ، واخذ الجميع يبني طموحاته واماله المستقبلية بهاتين الدولتين التي تمكنت من استغلال الفراغ  الموجود في العراق واقليم كوردستان من جراء انسحاب القوات الامريكية وجعلت الكل يخضع لهما مجبراً او مخيراً  حتى وصلت ايرادات الدولتين من العراق واقليم كوردستان مليارات الدولارات سنوياً ، هذا ناهيك عن استثمارات شركاتهما المختلفة التي سيطرت على المشاريع الحكومية المختلفة ، اضافة الى عمليات تصدير النفط بشكل مستمر الى البلدين ويمختلف الطرق .

 

ظهور الوجه الاخر للارهاب المقيت الاخطر في العالم

   القطبين الشيعي والسني حولا العراق طوال السنوات التي تلت تغيير نظام الحكم العراقي الى جهنم ، فان منظماتهما ومليشياتهما الارهابية كانت وراء استشهاد مئات الالاف من العراقيين الابرياء والملايين من المهاجرين والمهجرين ، والملايين اليوم يعيشون تحت خط الفقر رغم الميزانيات الضخمة التي يمتلكها العراق سنوياً هذا بالاضافة الى حرمان الشعب العراقي من ابسط الخدمات العامة والكهرباء والمستلزمات الصحية الضرورية فهذه المجموعات الارهابية بمساعدة الكتل السياسية قد حولت العراق الى خراب ، ولكن كل هذه المعاناة والمآسي التي لحقت بالشعب العراقي بكل مكوناته طيلة هذه السنوات لم تكن الا بداية لمرحلة عصيبة جديدة تقودها مجموعة ارهابية تختلف عن سابقاتها بالوحشية الهمجية الا وهي ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام والمعروفة باسم (داعش) ، ان كل ما تطرقنا اليه من امور عجيبة وغريبة طوال هذه السنوات كانت مجرد مخطط خبيث لظهور الوجه الاخر للارهاب المقيت ليظهر داعش ويبدأ بحصاد مازرعه القطب السني طوال هذه السنوات ، وتم اظهار داعش عبر وسائل الاعلام العالمية بانه الاخطر في العالم بل انه يشكل تهديداً حقيقاً للعالم باسره وان شعوب العالم قاطبة تتمنى بان لا يصلها داعش ويفعل بها مثلما فعل بالايزيديين والمسيحيين ، لان ممارسات داعش الارهابية كانت اجرامية بمعنى  الكلمة ، ويمكن تصنيفها بجرائم ضد الانسانية  ، وان سرعة تحركاته وسيطرته على مناطق شاسعة من سوريا والعراق واستحواذه على كل الاسلحة الثقيلة والمتطورة التي صرفت عليها حكومة المالكي  من ( 2006 - 2014 ) وحكومة بشار الاسد المليارات  من الدولارات ، واستحواذها على المبالغ الخيالية التي كانت مودعة في البنوك العراقية التي تقدر مئات الملايين من الدولارات ، هذا ناهيك عن الاستيلاء على اغلب الابار النفطية ومحطات تكرير النفط والتي كانت وما زالت تجني منها ملايين الدولارات بعد ان وجدت لنفسها سماسرة تجارة النفط في تركيا واقليم كوردستان ، كل ذلك اصبح واقعاً حقيقياً تحت تصرف هذا الفصيل الارهابي ، حتى ان العراقيين نسوا مظالم وانتهاكات القاعدة والمجموعات الارهابية الاخرى من الهلع و الخوف الذي خلفه داعش ليس للعراقيين فحسب بل للعالم اجمع ،  فمصير ومستقبل منطقة الشرق الاوسط ككل بات يتغير باتجاه اخر حتى ان امريكا التي همشت من قبل حكومات المنطقة  تتمنى اليوم ان تاتي امريكا عبر القارات من جديد كي تنقذها من همجية ووحشية داعش الذي لا يرحم احداً عندما يصل الى عقر دارهم والكل يعلم عندما يرغب ان يصل الى مكان معين يصلها بكل سهولة.

     

التدخل العسكري الامريكي في سوريا والعراق

    ان سرعة تحرك داعش واحتلاله لمناطق شاسعة من العراق وسوريا وارتكابه لجرائم بشعة في المناطق التي احتلها وخصوصا بحق المكونات والطوائف الصغيرة ومنها المسيحيين والايزديين وان مسار تحرك مسلحي داعش قد تغير بشكل مفاجي تجاة مدينة اربيل وفي نفس الوقت كانوا مستمرين في التقدم باتجاه مدينة بغداد فاستطاعوا احتلال مناطق جديدة حتى وصلوا على مشارف العاصمتين وعلى الفور اتخذت الحكومة الامريكية قرارا كان متوقعا بشن ضربات جوية على المهاجمين من مسلحي داعش الارهابيين وهذه الضربات انقذت المدينتين من خطر مسلحي داعش وان قرار اوباما بالتدخل العسكري في العراق و سوريا جاء بعد موافقة  الكونغرس و بارتياح الشارع الامريكي في حين كل التوقعات كانت عكس ذلك لان الشعب الامريكي كان معارضا للتدخل الامريكي في مثل هذه الصراعات الدولية وخاصة بعد انسحاب قواتها من العراق ولكن هذه الاحداث المؤلمة والتطورات التي حصلت في المنطقة قد عرضت المصالح الامريكية والدول الغربية الى الخطرلان التهديدات التي بات يشكلها داعش لم تقتصر على العراق وسوريا بل شملت دول المنطقة بل كل دول العالم لذلك فان التدخل الامريكي كان ضروريا لايقاف تحرك هذه المجموعة الخطرة وباقي المجموعات الارهابية المسلحة الاخرى والتي اصبحت فعلا تشكل خطورة كبيرة على الامن الاقليمي والعالمي ، لذلك فان الدور الامريكي بات مهماً من جديد للجميع وينبغي على الكل ان يستوعب هذا الدور في المرحلة القادمة ، ولكن هل تدخل القوات الامريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا هو لضرب مجموعة داعش الارهابية ؟ ام لجلب كل الارهابين الخطرين من كافة دول العالم وجمعهم في هذه المنطقة للقضاء عليهم ؟ ولاحداث تغيرات جذرية في المنطقة لاكمال مخطط القطب السني لشل قدرات ايران وايقاف زحفها الى دول المنطقة وتغيير نظام الحكم فيها وخصوصا وانها اليوم باتت تسيطر على زمام الامور في سوريا والعراق ولبنان واخيرا في اليمن ايضا وربما قد تتمكن من السيطرة ايضا على دول الخليج العربي وتعرض مصالح امريكا ومصالح الغرب الى الخطر الحقيقي ؟ ام ان هذا التدخل هو لمجرد التخلص من الاسلحة النووية الايرانية والكيمياوية السورية واسلحة حزب الله اللبناني التي تشكل خطورة على مستقبل اسرائيل  ؟ .

 

حكومة العبادي بين الاملاءات الامريكية والضغوطات الايرانية

   باعتقادي ان التدخل الامريكي سيحدث تغيرات جذرية في المنطقة ككل وهذه التغيرات سوف تتباين بين دولة واخرى بحسب واقعها الجغرافي والديموغرافي وبامكاننا ان نختصر توقعاتنا لهذه التغيرات على الشكل الاتي  :

الوضع في العراق :- في ظل هذه الظروف الحساسة والمعقدة سيكون واضحا خلال الايام والاسابيع القليلة القادمة ، فان حل مشاكل العراق وخروجه من هذا النفق المظلم متوقف على مدى استجابة حكومة د. حيدر العبادي لاملاءات الامريكية وتحدى لضغوطات الايرانية وعلى مدى تطبيق بنود وثيقة الاتفاق السياسي التي وافقت عليها المكونات الرئيسية الثلاث الشيعية والسنية والكوردية تحت الضغط الامريكي المباشر والتي سميت بوثيقة الاتفاق السياسي بين الكتل السياسية والمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية 2014 والمؤلفة من (20) بندا   بحسب المعلومات المسربة في وسائل الاعلام ، وتطبيق هذه الاتفاقية يكون بمراحل مختلفة وفق الفترات الزمنية التي حددث لحل جميع المشاكل العالقة بين الكتل السياسية العراقية الرئيسية ، لذلك على العبادي التحرك وفق الجداول الزمنية المحددة لحلحلة جميع المشاكل العراقية العالقة ومن ضمنها المشاكل الموجودة بين الحكومتين العراقية واقليم كوردستان وفق البنود ( 15 – 16 – 17 – 18 – 19 ) ، وتشكيل قوات الحرس الوطني لجميع المحافظات العراقية والتي ستشكل من ابناء هذه المحافظات ومهمتها الدفاع عن المناطق الحدودية ضمن كل محافظة وتحريرها من مسلحي داعش وفق البند (6) ، وحل جميع الميليشيات المسلحة سواء كانت سنية او شيعية  وفق البند  (3) ، ومشاكل المناطق المتنازع عليها وفق البند (18) ، ولكن تطبيق هذه الوثيقة ليس سهلا في ظل التدخلات الايرانية والمجموعات المسلحة المنتشرة في العراق لان التدخل الايراني مازال قائما لحد يومنا هذا ، وان الايام القادمة ستوضح وتبين موقف الحكومة الايرانية من هذه الاحداث وتحديدا بعد جولة المفاوضات النووية القادمة بين الدول الغربية وايران بخصوص مفاعلها النووي ، فاذا تعقدت الامور وفشلت المفاوضات القادمة بين الطرفين فان ايران ستضطر لاستخدام كل اوراقها الضاغطة على التحالف الغربي والعكس لان امريكا والغرب ايضا لديها اوراق الضغط القوية وستستخدمها ضد ايران ، وحينها ستنفلت الامور من سيطرة العبادي وسيتعقد المشهد السياسي المتردي اصلا في العراق ولعل تحرك داعش نحو الانبار ماهو الا مؤشرا خطيرا وربما قد تصل هذه المجموعة الارهابية الخطرة الى بغداد العاصمة وبقية المدن الشيعية والى العتبات الدينية الشيعية وحينها سيتحرك الجيش الايراني لانقاذ هذه العتبات والمدن الشيعية من مسلحي داعش وفق الاتفاقية الامنية الموقعة بين الدولتين ايران والعراق وفق ماصرح به نائب وزير الدفاع الايراني قبل فترة وعند ذاك سيدخل الجيش التركي المعركة بصورة مباشرة سواء كان ذلك في العراق او سوريا وخصوصا بعد ان خول البرلمان التركي الحكومة بالتدخل خارج حدود دولة تركيا اذا لزم الامر وعند ذاك فان الغرب ايضا سيكون في حالة الاستعداد التام لادخال قواته البرية الى ساحة المعركة لتندلع حربا تعصف بالمنطقة ككل ، وخصوصا وان الاجتماع الاخير الذي جمع وزراء الدفاع وروؤساء الاركان لبعض دول التحالف الدولي بحضور الرئيس الامريكي قد قرروا بالتدخل البري في المنطقة بحسب المصادرالاعلامية المسربة ، وكذلك ورود معلومات اخرى بانشاء  خمسة قواعد عسكرية في المدن (اربيل - دهوك - حرير- قاعدة الكيارة العسكرية - قاعدة سبايكر) ، وخصوصا وان مسؤولا بارزا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني اكد خبر انشاء قاعدة امريكية في مطار الحرير، ان القطبين السني والغربي يلتقيان بالمساعي على ارض الواقع وهذا المخطط الكبير قابل للتطبيق مع وجود مجموعة ارهابية شرسة وسريعة التحرك نحو المدن والدول المختلفة فاذا تطورت الاحداث وتوسع نفوذ داعش الارهابي في العراق وسوريا ، فان امريكا والتحالف الدولي الجديد ستضطر لاستخدام قواتها البرية بحجة محاربة منظمة داعش الارهابية عندما يتعقد المشهد السياسي في المنطقة او اذا تطورالصراع بين القطبين السني والشيعي ، وخاصة بعد ان صدرت تصريحات من بعض المسؤولين العسكريين الامريكيين وبقية الدول الغربية بان الضربات الجوية غير كافية لدحر داعش ولم تكن فعالة ولم تستطع ان تشل قدراته داعش العسكرية  ، ونتيجة لذلك ستحدث تغيرات كبيرة في العراق وسوريا والمنطقة ككل ولكن باعتقادي حتى اذا وصلت الامور الى هذه الدرجة فان توقعات اندلاع الحرب العالمية الثالثة غير واردة نهائيا لان الدولتيين النوويتين اليوم تتعرضان للضغوطات الامريكية والغربية بعد ان فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية كبيرة اثرت على روسيا ومن ثم ارغامها على الدخول في مشكلة حرب البلقان الاوكرانية اما الصين فانها هي الاخرى تتعرض الى ازمات اقتصادية وكذلك تفعيل مشكلة هونك كونك في الايام الاخيرة ويتعرض مستقبل الصين الى مشاكل كبيرة وتشكل خطورة على مستقبلها اذ ما دخلت الحرب واندلعت الحرب النووية بين الدول العظمى ، وان انخفاض اسعار النفط الخام في الاسواق العالمية ايضا اصبح سببا اضافيا لسكوت الدولتين النوويتين  وعدم دخولها في الحرب المرتقبة  ، لذلك فان امريكا عازمة على احداث تغيرات جذرية في المنطقة  . اما اذا حدث العكس و وافقت ايران على شروط الغرب بخصوص مفاعلها النووية فان شبح الحرب على ايران سيزول ، الا ان الشعب الايراني سينتفض في جميع مدن الايرانية ويخلق فوضى عارمة في ايران ولن يتوقف الا باسقاط النظام الايراني الحالي ، و اذا وافق بشار الاسد بتسليم كافة اسلحته الكيميائية وتسليم السلطة للمعارضة او لحكومة السوريا المشكلة في المنفى ، لربما يوافق الغرب بمغادرة عائلة بشارالاسد الاراضي سوريا الى المنفى وان المعارضة السورية المعتدلة ستستلم زمام الامورفي البلد ، اما حزب الله اللبناني سينهار بشكل كامل لان قوة الحزب مرهونة  باسلحته التي ستدمر في النهاية .

 

تحويل العراق الى ثلاث مناطق فدرالية

    ان فكرة تحويل العراق الى ثلاث فدراليات بحسب المشروع الذي اقترحه جوزيف بايدن عندما كان سيناتورا للحزب الديموقراطي الامريكي واقره رسميا مجلس الشيوخ الامريكي في 26/9/2007  بأغلبية (75) صوتا مقابل (23) صوتا ، سوف ينفذ فعليا على ارض الواقع في العراق وسيعلن المكون السني اقليمهم الجديد عاجلا ام اجلا سواء بنجاح حكومة العبادي او بفشلها بحسب الاسترتيجية الامريكية الجديدة في المنطقة ، حينها سيضطر الشيعة ايضا بقبول الواقع الجديد واعلان اقليمها الثالث اذا ارادوا ابعاد العراق عن خطر التقسيم ، وكل الخطوات التي بدأ العبادي في تنفيذها والمرسومة وفق وثيقة تشكيل حكومته الحالية تؤكد ذلك ، وهذه الخطوة ستكون هي مقدمة لدول اخرى تشابه العراق في تركيبته العرقية والطائفية مثل سوريا ولبنان لنقل تجربة العراق الفدرالي اليها ، وفي المرحلة الثانية باعتقادي ستنقسم الدول الى دول عدة صغيرة  وملامح هذه التقسيمات باتت واضحة في اليمن .

 

اعادة نظام القطب الواحد

   لقد عادت امريكا من جديد  لتنفرد بقيادة العالم بعد ان اخضعت معظم دول العالم الى سيطرة نفوذها القوي ، وبدأت استراتيجيتها الجديدة وفق مخطط منتظم ليرسم ملامح خريطة الشرق الاوسط الجديدة بعد ان اعلنت حرباً طويلة الامد ضد منظمة داعش الارهابية الخطيرة وانطلقت هجماتها الجوية بالطائرات والصواريخ كخطوة اولى ومن ثم سارعت لعقد اجتماع طارئ لدول حلف الناتو في مقاطة ويلز بالمملكة المتحدة والتي قررت (وحسب متابعاتي للاحداث) بان حلف الناتو في هذا التدخل الجديد سيكون بديلا لمجلس الامن الدولي وقررت دول حلف ناتو الدخول في هذه الحرب دون الرجوع الى الموافقات الرسمية من المجلس . لذلك انفردت بقرارها بمعزل عن مجلس الامن الدولي ، وشكلوا تحالف دولي غربي عربي مؤلف من (40 ) دولة ضد داعش بع الاجتماع جدة في السعودية وشكل مركزا مشتركا للعمليات لمحاربة الارهاب والتي ستوجه ضد المجموعات الارهابية التي دخلت لائحتها والتي ضمت بحسب اعتقادي المجموعات  التالية ( داعش - القاعدة - جبهة النصرة- خوراسان - حزب الله اللبناني - الحوثيين  - النظام السوري ) والميليشيات والفصائل المسلحة الشيعية اذا فشلت مساعي العبادي في تنفيذ بنود وثيقة الاتفاق السياسي وعدم تمكنه من تجريد الميليشيات والمجموعات والكتل السياسية من اسلحتها وفق البند (3) من وثيقة تشكيل الحكومة بل حتى حزب العمال الكوردستاني سيدخل لائحتهم الطويلة اذ لم يتنازل عن سياساته القديمة الجديدة  ورفض شروط امريكا ، اما بخصوص جناحه السوري المعروف بالاتحاد الديمقراطي الكوردستان اذا قبل بشروط امريكا فان مسلحيه سيدخلون الحرب البرية ضد داعش وكذلك ضد حليفهم الاستراتيجي في المنطقة النظام السوري لان هذا النظام وحزب الله اللبناني سيدخلان المعادلة في الصراع الدامي في المنطقة وفق المخطط السني الغربي وان المعارضة السورية المعتدلة ستدخل المعركة البرية هي الاخرى كطرف قوي في سوريا بعدما يتم تنظيمها وتدريبها وتسليحها بمختلف الاسلحة الثقيلة وستدخل الحرب الجديدة ومهمتها الاساسية ازالة النظام السوري .

 

مصير شعبنا في ظل هذه التغيرات

   كل هذه التطورات التي حصلت في المنطقة اثرت بشكل كبير على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مدينة الموصل وسهل نينوى والتي رمت بظلالها على عموم المسيحيين في العراق واقليم كوردستان حتى ان وجوده في العراق بات في خطر حقيقي ، اذا ماذا سيكون مصير ومستقبل شعبنا في ظل هذه التطورات والاحداث الاخرى الجديدة التي نتوقع حدوثها مستقبلا لا سامح الله ؟ هل ستتحرر مناطق شعبنا في سهل نينوى وسيعود اكثر من 120 الف شخص مهجر الى مناطق سكناهم التاريخية في سهل نينوى؟ ام ستتضاعف معاناتهم مع حلول فصل الشتاء القارص؟ ام سيستمر شعبنا بالهجرة وترك الوطن الى الابد نحو بلدان المهجر؟ وهل سينال شعبنا كامل حقوقه بعدما تتحرر مناطقه الاصلية من جديد ام ان معاناته ستتضاعف عشرات المرات مقارنة بالفترات السابقة؟ وهل سيجري الاستفتاء السكاني على المناطق المنتارع عليها وفق البند (18) من وثيقة حكومة العبادي المتفق عليها وبموجبها ستحل جميع مشاكل المناطق المتنازع عليها في غضون عام واحد؟ ام ان شعبنا سيطالب رسميا الانضمام الى اقليم كوردستان حتى وان لم يحصل الاستفتاء السكاني في منطقة سهل نينوى؟ هل هناك ضمانات حقيقية من قبل حكومة اقليم كوردستان بانها ستهتم بمنطقة سهل نينوى وتحترم خصوصية شعبنا وتحقيق مطاليبه القومية؟ هل سيتحرك الاقليم كما تحركت الحكومة الاتحادية في السابق بهدف السيطرة الكاملة على المنطقة من خلال مجمعاتها السكنية بهدف احداث التغير السكاني في المنطقة؟ وهل سيوافق الاقليم على استحداث محافظة في سهل نينوى بحسب الاحصاء السكاني لعام 1957 ؟ ام ان الاقليم سيوافق على مشروع استحداث محافظة سهل نينوى وفق الكثافة السكانية المستقبلية لجميع المكونات وخصوصا بعد هجرة الالاف من ابناء شعبنا صوب دول المهجر وتعداد شعبنا في تناقص مستمر؟ هل بامكان تحقيق الحكم الذاتي في سهل نينوى مرتبطا بحكومة اقليم كوردستان وفق المادة (35) من مسودة دستور اقليم كوردستان وفق الاحصائيات السكانية لعام (1957) حيث شعبنا كان يشكل الاغلبية السكانية في سهل نينوى وله الحق في التمتع بهذا الحق بضمانات دولية؟ هل بامكان تحقيق المنطقة الامنة لسهل نينوى وبحماية دولية ومنح شعبنا كامل حقوقه المشروعة؟ هل وضعت الحكومة الامريكية مصير شعبنا في حساباتها وفق المتغيرات الجديدة التي ستحدث في المنطقة ام لا؟ هل سيؤثر ضعف اداء احزابنا السياسية على مستقبل شعبنا في سهل نينوى واقليم كوردستان؟ هل نجحت الكنيسة في ملئ الفراغ الذي احدثه ضعف الاحزاب وفشل عمل تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا؟ هل سينجح ممثلي شعبنا ومكوناته السياسية في مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كوردستان وتتبنى مطلب المنطقة الامنة بحماية دولية او الحكم الذاتي لشعبنا والقيام بمهمة المتابعة لاقناع الحكومتين العراقية الاتحادية واقليم كوردستان والمجتمع الدولي لتبني احد المطلبين المهمين؟  اذا تعمقنا قليلا ونظرنا الى جميع الاسئلة سنجد مستقبلنا وخصوصا في سهل نينوى سيحدد بتطبيق احدها وسيحدد مصير شعبنا ومستقبله المضئ او المظلم بناءا على ذلك ولكون الفرصة باقية لدينا لتحديد مصير ومستقبل شعبنا باختيار الحل الامثل فينبغي ان لانضيعها وعلينا هذه المرة ايضا كما ضاعت منا العديد من الفرص في الماضي، لذلك فان الفرصة الوحيدة المتبقية لشعبنا هو التحرك وبالسرعة الممكنة لاستغلال الحماس الجماهيري لشعبنا في كافة دول العالم والعطف الدولي وخصوصا الغربي من الماساة والمعانات التي لحقت بشعبنا من جراء هجمات داعش الارهابية على مناطقنا التاريخية .

 

فشل عمل تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا وضعف أداء الكنيسة

  كيف باستطاعتنا وبهذه السرعة ان نؤثر على القرار العالمي والمجتمع الدولي ونحن جمعينا على علم بان تجمع التنظيمات السياسية لشعبنا قد فشل في مهتمه وانا برأي فان وجوده من عدمه لا يزيد او ينقص شيئا بعد اليوم بسبب تقصيره وتقصير احزابه في مواجهة التحديات الجديدة التي تواجه شعبنا ،  كما ان شعبنا ادرك تماما بان الكنيسة بكل فروعها لم ولن تستطع يوما من الايام ان تحل محل احزابنا السياسية ولن تستطيع ملء الفراغ الذي خلفته هذه الاحزاب ، وان شعبنا اليوم قد فقد ثقته تماما باحزابنا السياسية وغير راضىٍ باداء الكنيسة و فقد الامل بتحركاتها  التي انطلقت حول العالم والمشاركة في مؤتمرات عالمية واستقبال رؤوساء ووزراء خارجية اغلب دول العالم بل حتى اللقاء برئيس اكبر دول العالم المسيطرة والتي تتحكم بقرارات المجتمع الدولي ، الا انهم لم يستطيعوا  اقناع المجتمع الدولي بحل مشاكل شعبنا المهجر من سهل نينوى وان تحرر مناطقه بالسرعة الممكنة وان ينال كامل حقوقه لعدم امتلاكهم الحنكة والقدرة السياسية .

 

الفرصة الوحيدة المتاحة امام شعبنا

    لذلك لم يعد امام شعبنا الا خيارا واحدا ليتمكن من التحرك قبل فوات الاوان للوصول الى مصادر القرار العالمي والتحرك على الصعيد الوطني باسلوب مختلف عن الاساليب القديمة وبفكر جديد يختلف عن الافكار السابقة يعيدا عن الانانية والمصالح الشخصية وبنكران الذات بعيدا عن مصالح واجندات خارجية. لذلك اتوجه باطلاق هذه المبادرة لجميع كياناتنا السياسية التي لها مقاعد برلمانية في مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كوردستان باعتبارهم ممثلي شعبنا الحقيقين وهم مطالبون اليوم في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها شعبنا وخاصة المهجرين من سهل نينوى بان يوحدوا خطابهم وكلمتهم ويتحركوا بالسرعة الممكنة كفريق عمل واحد بالتنسيق مع رؤوساء كنائس شعبنا نحو المجتمع الدولي وحكومتي العراق الاتحادي واقليم كوردستان العراق بعرض المطاليب التي يتبناها الجميع بعدما يتم الاتفاق عليها في هذا الاجتماع المقترح عقده وباسرع وقت ممكن وقبل فوات الاوان وان الكيانات التي تمثل شعبنا وممثليها في المؤسسات التشريعية للبلد مطالبة اليوم باتخاذ قرارات حاسمة وبشجاعة لاتمام مهمتها المقدسة الملقات على عاتقها وان تكون مصلحة شعبنا العليا فوق كل المصالح الاخرى وهذه الكيانات هي كالاتي :

 

1-  الحركة الديمقراطية الاشورية التي لديها اربعة مقاعد برلمانية في مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كوردستان

 

2-  المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري والذي لديه ايضا اربعة مقاعد برلمانية في مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كوردستان

 

3-   كيان ابناء النهرين والذي لديه مقعد برلماني واحد في برلمان اقليم كوردستان

 

4-  قائمة الوركاء الوطنية التي تمثل شعبنا ايضا بمقعد واحد في مجلس النواب العراقي

 

النتيجة والخلاصة

   هذه هي المبادرة التي اطلقتها اليوم لكي لا يفوتنا الوقت ونعالج ما فاتنا من الماضي عسى ان نتمكن من اقناع المجتمع الدولي بان يكون لشعبنا حصة من التغيرات الجديدة قبل فوات الاوان لان العد التنازلي نحو هجرة شعبنا الى دول المهجر جماعيا بدأ يتحرك . 

 

اهم النقاط المقررة للمناقشة في الاجتماع المقترح

اولا / الاتفاق على مطاليب شعبنا القومية المطروحة واختيار الامثل والبديل الاول ومن ثم الثاني لطرحها على المجتمع الدولي وكذلك على حكومتي العراق الاتحادي واقليم كوردستان وهذه المطاليب وهي كما يلي  :

 

1 - المطالبة بانشاء المنطقة الامنة بحماية دولية في سهل نينوى .

2- الحكم الذاتي لشعبنا في سهل نينوى مرتبط باقليم كوردستان وفق الاحصائية الرسمية السكانية للعام (1957)  وبضمانات دولية .

3-  استحداث محافظة في سهل نينوى وفق الاحصائية السكانية للعام (1957) .

ثانيا / الاتفاق على صيغة موحدة لتشكيل قوات نظامية خاصة لشعبنا تكون لمصلحة شعبنا بعيدة عن مزايدات احزابنا السياسية  .

ثالثا / ضرورة دعوة فصائل شعبنا السياسية السورية للاجتماع الثاني لتوحيد مطاليب شعبنا القومية و السياسية في سوريا والتحرك كوفد مشترك للمطالبة بحقوق شعبنا في الدولتين اوالمطالبة بمشروع قومي موحد لشعبنا  ضمن خريطة الشرق الاوسط الجديد. 

رابعا /   تشكيل وفود مشتركة لمكونات شعبنا والممثلة في البرلمانين باعتبارهم ممثلي شعبنا الحقيقين وممثلي شعبنا في سوريا وبمشاركة رجال الدين الافاضل بعد اجراء التنسيق الكامل معهم واخذ موافقتهم وبركتهم قبل التحرك بهذا الاتجاه للولايات المتحدة الامريكية  والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين لشرح معانات وماساة شعبنا ومستقبله المجهول لاقناعها بتحرير مناطقنا بالسرعة الممكنة مع ضمان اقرارحقوقنا القومية المشروعة  من خلال مجلس الامن الدولي.

 خامسا /  وضع الية مناسبة لتشكيل لوبي يمثل شعبنا (العراق وسوريا وكافة انحاء العالم ) في الدول المهمة مثل امريكا والاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية في (واشنطن وبروكسل وموسكو) وفتح صندوق خاص لجمع التبرعات من ابناء شعبنا ومؤسساته الفعالة لصرفها على اللوبي الذي سيتم تشكيله بشرط ان تتولى لجنة مالية خاصة من شخصيات مستقلة من ابناء شعبنا  مهمة الجمع والسيطرة على هذه الاموال .

سادسا / اعطاء دور لمنظمات المجتمع المدني من خلال لجان خاصة تقوم بتهيأة دراسة خاصة للتحرك بالتنسيق مع الجهات الحكومية والدولية من خلال ممثلي شعبنا لتثبيت الاضرار التي لحقت بمناطق تواجد شعبنا  لضمان عدم ضياع حقوقه ، وفي عمليات المراقبة وتوزيع المساعدات الانسانية للمهجرين من ابناء شعبنا وكذلك لمتابعة موضوع المنح الحكومية   .

سابعا / وضع خطط خاصة للتحرك دوليا لجعل عملية تهجير شعبنا والايزيدين ومأساتهما الحقيقية كجرائم الابادة جماعية والتحرك ايضا باعتبار مناطق سهل نينوى وسنجار وتلعفر منكوبة والاستفادة من القرارات التي صدرت عن مجلس النواب العراقي وحكومة اقليم كوردستان بهذا الخصوص .

 

ثامنا / اختيار عدد من شخصيات شعبنا المستقلة للاشراف على اجتماعات ممثلي شعبنا ومتابعة مقرراتهم وحفظ بياناتهم ومذكراتهم ومتابعة تحركاتهم الميدانية سواء كانت تجاه دول المهجر او في العراق واقليم كوردستان .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.