مقالات وآراء

فتاح حمدون// بقلم: سلوى زكو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

فتاح حمدون

بقلم: سلوى زكو

توجد بين بني البشر نماذج اسطورية التكوين، تحمل ايمانا صوفيا عميقا بقضيتها، ايا كانت القضية، لا يدير رؤوسها نجاح، ولا يمس ايمانها فشل او تراجع، وتظل في كلتا الحالتين بعيدة عن الاضواء، متوارية خلف العنوان الاكبر والاكثر بقاء. وكان فتاح حمدون واحدا من هؤلاء، يذكرني بالالاف من رجال ثورة اكتوبر، الذين هزوا العالم في عشرة ايام لكنهم لم يحرصوا على تسجيل اسمائهم في دفتر التاريخ.

كم واحدا يعرف فتاح حمدون وما قدمه للعراق وللحزب؟ بل كم واحدا يعرف ما قدمته اسماء مثل وضاح ومتي الشيخ واحمد زكي وعائدة ياسين وحمزة السلمان وعدنان البراك وعبد الرزاق مسلم وابو فرات، وكل تلك السلسلة الذهبية من الشيوعيين الذين تواروا خلف العنوان الاكبر والاكثر بقاء وفي السلسلة هذه آلاف الحلقات الذهبية التي لا نعرف عنها شيئا لانها لم تترك لنا سوى حكايات عن بطولات نادرة: رجال ونساء وفتية وفتيات ذابت ملامحهم في اقبية التعذيب، وعلى منصات الاعدام، وبرصاص غادر في شوارع وازقة المدن والقرى العراقية، وفي جبال كردستان، وعلى سواتر الحروب، كلهم تواروا خلف العنوان الاكبر والاكثر بقاء.

كذلك كان فتاح حمدون، يعمل بصمت وتواضع وبنكران ذات فريد، لم يظهر يوما في وسيلة اعلامية، ولا تنافس يوما على منصب رسمي او حزبي، ولا حلم بأن يسجل اسمه في دفتر التاريخ، وظل على امتداد حياته الحزبية المديدة يحتفظ ببراءة الشيوعي المبتدئ، وفي سنواته الاخيرة، كان فتاح حمدون يقاوم شيخوخته بالعمل وبدأب لا يقوى عليه كثير من الشباب وهم في العشرينات من اعمارهم.

ترى هل ادرك ذلك السائق انه قد اطاح برعونته تلك بواحد من رجال هذا الزمن؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جريدة "طريق الشعب" ص الاخيرة

 

الاثنين 5/ 1/ 2015