اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

فاض انائنا وقد ينضح// ناظم قودا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

فاض انائنا وقد ينضح

ناظم قودا

 

سأبدأ المقال بأسلوب مختلف عن المعتاد وأسأل : هل كان هناك حداً لصبر النبي أيوب ..؟

 

الجواب : لا نعلم ، ولكنه كان نبي أي بشرا غير عادي وقريب من الله ..!! ولكن بأعتقادي ان النبي أيوب خاض تجاربه مع ابليس وهو على علم بأن كل ما كان يحصل له كان بمشيئة الله ، لذا فأنه تحمل الصعاب وصبر على البلاء الذي ابتلى به .... ولكن .... على الفرض أنّ النبي ايوب عاش في عصرنا وزماننا هذا ، فهل كانت قصته ستكتب في سفر ويكون ضمن أحد أسفار الكتاب المقدس ..؟ الجواب : من الصعب معرفة الأجابة ولكن هنا يكمن المعنى في ما احاول طرحه وتحليله ومناقشته . أولا : ومن التحليل ان ايوب كان نبياً . ثانيا : كان على معرفة بأن الله يختبر ايمانه . ومن هذا نستطيع ابعاد النبي ايوب عن غايتنا ن ولنتناول البشر في موضوعنا هذا ، فالالنسان بطبعه مخلوق ضعيف ، وهذا ما تشير اليه وتؤكده جميع التعاليم الروحية ، فللأنسان حدود لصبره وتحمله ، لذا فهو في النهاية لا يتقبل الظلم والأهمال واللامبالاة وخاصة من الذين يعلموا ان بامكانهم انهاء معاناته وتخليصه من الظروف المأساوية التي يعيشها . ان ما اعنيه وهو بيت القصيد ، ان النزوح عن الديار وترك الاملاك والاحلام في ايامنا هذه والعيش يصعوبات ومعاناة قد وأقول ( قد ) بين قوسين ، في هذه الحالة حتى النبي ايوب لا يمكنه تحملها . فالنازحون تكالبت وتفاقمت عليهم المصاعب وسأوجز جميع مآسيهم بجملة واحدة لأنهم يعيشون في زرائب يأنف الحيوان العيش على شاكلتها ، يقتادون اقل من كفاف الحيوان ، وباختصار انهم قريبون جدا من فقدان صفتهم الانسانية وغير ذلك وما هو ابعد مما نتخيل وماسيهم ليس بالامكان حصرها .... وكفى          فيا ايها القادرون واليكم ايها المتنفذون ولكم ايها القادة والمسؤولين ويا ايها الرعاة كفاكم النوم في العسل وكفاكم احلامكم الوردية ، فقد امتلأت جيوبكم واتخمت بطونكم ، وكلها ممزوجة بدماء الشعب المهاجر النازح ، كفاكم ملأ بطونكم بزاد ممزوج بدماء الفقراء وكفاكم العيش الرغيد على حساب البؤساء . ميلوا قليلا بنظركم وعاينوا اخوانكم في الأنسانية ، واعلموا ان السعادة الحقيقية تأتي من العطاء وليس من السلب والنهب . اليكم اتوجه بخطابي يا من استلمتم مسؤولية الرعاة ، انتبهوا فان قطعانكم تتبعثر وتضيع بل تموت ، فالرب يخاطبكم قائلا : لا اريد قرابينكم ولا ارغب بذبائحكم ، بل ارغب واحب ان تعملوا كرعاة مؤمنين وتحرسوا قطعانكم وعيونكم ساهرة ، ابتعدوا في البحث عن مجد ارضي زائل ، بل ابحثوا عن اقتناء كنوز وخزائن في السماء ، وهذا يتأتى من خلال شعوركم واحساسكم الحقيقي البعيد عن المظاهر والعلن ، والعمل الجاد من اجل البحث عن حلول المشاكل والمصاعب التي يعانيها رعاياكم الذين تركوا الديار لا سقف يأويهم ولا لقمة تكفيهم بل يفترشون العراء ويقتادون المرارة . ابحثوا لهم عن مروج جديدة خضراء يملأها العشب والكلأ والماء ، واحرسوهم كي لا تنال منهم الذئاب . فهذا ما يتقبله منكم الرب . وتاكدوا من ان الرب سيكون لكم خير معين . نعم انه القدير الذي يعاين ولا تغفل له عين من الأزل الى ابد الابدين آمين .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.