اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأم ينبوع عطاء // هدى صادق يلدكو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الأم ينبوع عطاء

هدى صادق يلدكو

 

اسم على مسمى .. مثل شعبي مشهور نستخدمه للاقتداء به ، وفي مقالي هذا استخدمته واصفةً كلمة الام التي تتطابق مع المسمى حيث تحمل بمعناها كل القيم والمبادىء الانسانية النبيلة لأنها نبع صافي مملوء بالتضحية ونكران الذات ، انه تواضع منها ان تكتفي بهذا اللقب دون ان تسبقه انبل الكلمات المعبرة عما تحمله ومما تعانيه منذ اول لحظة تتويجها شرف هذا اللقب حتى اخر لحظة من حياتها ، انه لا يليق الا لها لانها تجردت من كل معاني الانانية وحب الذات . فالام هي بهجة الدنيا وشمعة تضيء درب المحبة والحياة تتحمل كل الاعباء من اجل ان تفرش كل الايام وردا واملا وسعادة لثمارها ، انها أشبه بذلك الضرير وبقوة الخالق يعود اليه بصره ليرى الدنيا بجمالها .. ان كل عين للأم تمثل لها مولودا جديدا تتحدى كل الصعاب من اجله فلا تغمضهما خشية عليه من ظلام الليل . انهن يوظفن كل امكانياتهن تصرخن بوجه المسحيل كي تحقق احلام ثمارها  ورغباتهم حيث تتمنى ان يمنحها الرب أناملا اخرى كي تشعلها شموعا لتضيء لهم ظلمة الطريق .. خصوصا حينما يطرق وحش الهجرة ابوابهن ويسرق فلذات اكبادهن ويرحل بعيدا الى عالم الغربة رغم محاولاتها للوقوف بالضد  من ذلك ، لكن اصرارهم يقف حجر عثرة في طريق بقاء اولادها الى جانبها فيحل الفراق وتنطفىء ابتسامتها لتحل محلها الدموع والنحيب فتبكي بصمت لئلا يصل صوت بكائها اليهم في غربتهم ووحدتهم فهي على اتم استعداد لتستهلك عمرها ونور عينيها من اجل سعادتهم واستقرارهم .. انها تناجي ربها بدعائها وتقول : اهنؤوا بحياتكم يا قرة عيوننا فامهاتكم ستسهرن متضرعات الى الرب ان يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم . فالام دائما تكون صبورة ومضحية تتحمل الصعاب من اجل راحة براعمها فكلما كبروا فلا تنظر اليهم الام الا مثل ذلك الطفل الصغير الذي تخاف عليه من برد الشتاء وقسوة الزمن .. انها رغم ضعفها امام اولادها ورغم رقتها وشفافيتها تبقى مثالا يحتذى به لمقاومة اليأس والتشاؤم .. وعلى كل ام ان لا يشغلها شيء عن ثمارها مهما صادفتها الظروف الصعبة فالامومة معجزة لا يعلو عليها شيء وعلى كل من يرافق الام ان يقف الى جانبها ويمد لها يد العون ويسهّل عليها مشاق مسؤوليتها الصعبة واخص بالذكر الاب الذي يقاسمها حياتها ويتقاسمانها من اجل خدمة الاسرة خصوصا الاولاد ، هذا الهدف السامي الذي يجعلهم يخرجون الى حياتهم العملية والاجتماعية وهم اولاد صالحين يخدمون المجتمع ويكونوا فخرا ورفعة رأس لآبائهم وامهاتهم .. واود ان اشير الى ان المرأة الصالحة يجب ان تختار الرجل الذي  يشاركها هذه المهمة الانسانية اختيارا صحيحا وتختار الرجل المناسب لان عطاءاتها لا تعالج همومها الا حينما تتشابك اياديهما سوية في بناء الاسرة السعيدة التي يتمناها كل انسان وفي الاخير اقول

 

 (( يد واحدة لا تصفق )) .

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.