مقالات وآراء

قمة القمم // أديبة جلو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

قمة القمم

أديبة جلو

 

 

سأل الصمت أسئلة ، زرعت نفسها كالاشواك في عيون الأجوبة ، التي بدت جامدة كالثلج ، دون ان تنتظر شمسا تذيب أطلرافها . قال : ربما ( اللاشيء أحسن كل الاشياء ) لم يجبه الصمت ، وانما تقوقع على نفسه وأغمض عينيه ، ليبقى كالحجر دون حراك . انتشرت الأسئلة على وجه السماء ، فثقبت عيون النجوم التي كانت قد تحلقت حول البدر الذب اصفرّ وجهه اثر الأنتظارات الطويلة ، حيث كان المغيب يوعده بالحب ويأفل تلقاء نفسه ، فبات العبث السلم الوحيد الذي يحاكي أطرافه . ولدت الاسئلة صغارا ، أمطرتهم على الأرض التي دفنتهم على الارض التي دفنتهم وهم احياء ، فبات كل شيء يحتج على تلك المصائر التي آلت اليها الأحلام ، تلك التي أوشكت أن تكون غيمة أكبر وأكبر ، لتغطي كل أوجه السماء ، وتمطر مطراً أسوداً بلون القبر على ( اللاجواب ) . عيون تحملق في الفضاءات ، واذان صاغية تسمع الأكاذيب ، وشموس تحترق بحطب حريتها ، ورغيف يتيبس في معدة الفقراء ، فلا يبقى سوى نحيب القلب وحريق الانفس وغموض البديهيات ، ومعادلات اشبه بالأصنام ، تقع تلقائيا على الأرض وتتوسد الحزن ، وأصابع تنهمر دواءها وكأنها الشلال ، وأرواح تضيق في الأقفاص كاسرة أبوابها . لا أدري متى سيتعانق السؤال مع جوابه ، حيث انفصلت أركان الحياة عن بعضها ، وباتت البيوت تتفككاثر الهزات العنيفة ،  والنوافذ تغلق من تلقاء نفسها ، والستائر تطير نحو الآفاق ، قيبدو كل شيء عارياً مثل الوليد الذي يرفض أن يأتي الى هذا العالم المتداعي . ماتت زغاريد الحناجر ، وبات الصراخ يحتل الفراغات ، وأنين الأيام ترمي بأثقالها على الظهور ، وباقات من الزهور تذبل ، فلا يبقى سوى قدح فارغ من الخمرة ، قد احتستها الايام الخوالي ، وأعقاب سكاير مطفئة تتناسل بلا رحمة ، وخيمة تتمزق اثر عصف الريح ، فلم يبقى سوى هذا الجدار الرابض أمامي ، كي اكتب عليه ما يجيش في نفسي من خواطر ، أو حنين الى تلك الأيام التي خيطت بأشعة شمسها ، قصة الطفولة والأعياد ، ولونت ببريقها شموع الأيقونات ، فما بالي لا أحنط الزمن ، ودمي هذا يتحدى لون التباشير ، واسوداد اللوحات . سأكتب ولتكن كلماتي ألغام تفجر محور الأرض ، لتعود تتشكل من جديد ن والدة كائنات مجنحة ، تعشق ارتقاء السلالم ، لتصل الى قمة تلك القمم ، وتضع فوقها راية الانسان العالية .