اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

التحول الايديولوجي لحزب العمال الكردستاني ب.ك.ك. من الماركسية اللينينية الى الكونفدرالية الديمقراطية// ترجمة واعداد: حازم كويي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

التحول الايديولوجي لحزب العمال الكردستاني ب.ك.ك.

من الماركسية اللينينية الى الكونفدرالية الديمقراطية

ترجمة واعداد: حازم كويي

 

تأسس حزب العمال الكردستاني في تركيا عام 1970 من خلال مجموعة من الطلبة ذوي الاصول الكوردية ،الذين رفعوا شعار الماركسية اللينينية في فترة كانت فيها السيطرة واضحة  لحركات التحرر اليسارية العالمية  .   

وكانت التيارات الماوية والستالينية في تركيا ،ومنها تيارات ماركسية ،قد تميزت بالجمود (دوغما) ،دخلت في صراعات متبادلة الواحدة ضد الآخرى .

 

وتسائل البعض من اليسار التركي المؤمن ب (اللينينية)وفي وسط هذا الصراع الايدولوجي بأطروحة،هل تبدأ الثورة من المدينة الى الريف ام العكس؟ ونظرتها بالعلاقة مع الكمالية؟

قسم من اليساركان يعتبرالكمالية مشروع تحديثي للنزعة القومية ، قريباً منه كونه ضد المشاريع الامبريالية اضافة الى الموقف الايجابي من الجنسين وطابعهُ العلماني.

لكن اطرافاً اخرى من اليسار اعتبرته اداة امبريالية مُستغِلة .

ونتيجة لهذا التخبط ، الموقف من اليسار الكمالي ،ثوار المدينة ضد ثوار الريف ، ادت الى الانقسامات في صفوف اليسار التركي في سنوات السبعينات .

وفي اواسط عام 1970 تجمع عدد من الطلبة الكورد في انقرة منهم عبد الله اوجلان ،كميل بايك،ممد كارا سونكر،ممد خيري دورمش ، كيسرى يلدرم،باقي كارر،سكينة كانسز، وشاهين دورموش.

وكان هؤلاء جزءاً من اليسار التركي، وليس للجزء الجنوبي لاكراد الاناضول.

فلم تكن لحركتهم اية علاقة لرواد الحركة الثورية الكوردية عام 1920 و1930،ولا بالحركة القومية الكوردية ،التي ُصقلت من خلال الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تركيا (ب د ك ت) او الحزب الاشتراكي الكوردستاني(ب أس كي).

لهذا فأن حزب العمال الكوردستاني هو نتاج لطلبة راديكاليون في اليسار التركي.

وتمثل الطور الاول لهذا الحزب بمعاداة الكولونيالية والاخذ بالماركسية اللينينية كنظرية حديثة ضد الامبريالية.

فحزب العمال الكوردستاني الملتف حول اوجلان ،كان يرى ان كوردستان مستعمرة كولونيالية كنظام مُحتقر، مُعتبرين نضالهم ليس ضد الترك فقط بل ضد الاقطاع الكوردي والانتماء القبلي.

فالماركسية اللينينية والتحرر القومي الكوردي هو الذي شكل( نظرية وتطبيق ) تشكُل الحزب الذي تأسس في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) علم 1978في قرية (زيارت) في منطقة دياربكر وبشكل رسمي.

واخذت نزعة السيطرة المركزية للكادر الحزبي بالنمو ،بعد الطريق الذي سلكه عبدالله اوجلان بالعيش في المنفى السوري مدعومين من حزب البعث السوري في ثورتهم المسلحة.

تعرف هؤلاء الثوار المتواجدين في سوريا وفي الاجزاء الُمسيطرة من قبل (سوريا) في لبنان على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذين قاموا بمهمة التدريب التسليحي للطلبة والطالبات القادمين من انقرة.

ووقف ب.ك.ك سوية في المعارك المسلحة ضد الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 حيث استطاع من خلالها من زيادة خبرته العسكرية عندما بدؤا بالكفاح المسلح في تركيا عام 1984.

وتشكلت مجموعة اساسية مبادرة من النساء لتكون المركز الروحي لايديولوجية ب.ك.ك وبتأثير من زوجة اوجلان (كزيرة يلدرم) واستمر ذلك حتى بعد انفصال اوجلان عنها.وبعد ذلك تشكلت وحدات نسائية مسلحة كهدف مركزي دعائي والذي ادى في الواقع الى نجاح الحزب في هذا المجال.

رغم طابع المنظمة المنغلق الا انها لم تستطع ان تكون موحدة ايديولوجياً فهم في محاولاتهم لبناء حركة جماهيرية واجهوا خلافات في الصراع الفكري .

وبأنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1989 /1990 ،تراجعت الماركسية اللينينية عندهم الى الخلف مع مشتركاتهم مع الستالينية رغم كونهم لم يعتمدوا آنذاك على الاتحاد السوفيتي ،فالانهيار لم يؤثر عليهم كثيرا كالازمة الايدولوجية التي حصلت في الاحزاب الشيوعية الاوربية او الاحزاب العالمية الاخرى.

الاختبار الذي تعرض له ب.ك.ك هو خطف واعتقال اوجلان القائد(سروك) ومحاكمته في تركيا وبعد مرور عشرة سنوات على هذا الحدث ،فأن ذلك لم يؤدي الى حل الحزب و قيادته ،ورغم السجن الانفرادي لاوجلان ،الا انه سجل حضوراً بخطى صغيرة من خلال ما كتبه وعن طريق محامي الدفاع الذي استغلها في محاكمته.

ارتباطاً بذلك فأن حزب ب.ك.ك اقدم على تغييرات كبيرة في ايدولوجيته ومنذ بدايات عام 1999 ،واعلن الحزب عام 2002عن حل نفسه حيثُ جرت قيادتهُ من قبل (كاديك)ثم من كونفرنس الشعب(كونكرا كه ل).

في عام 2005 وبعد اعادة التنظيم رجعت القيادة مرة اخرى بأسم ب.ك.ك ،وفي تجمع للحزب نفس العام من شهر آيار وبتوجيه من اوجلان في السجن ،اقترح ان يكون الحزب ديمقراطي كونفدرالي كخط جديد تسير عليه.

الملفت للنظر في كتابات اوجلان في السجن وكما صدرت بالالمانية عام 2010 بعنوان(الجانب الآخر من الدولة ،السلطة ،العنف) يُظهر فيها ابتعاده الواضح عن الماركسية اللينينية كأيدولوجية نضال ،تلك التي تبناها عام 1980 .

والتغيير المثير للانتباه في تفكير اوجلان هو استخدامه مفهوم (الشعب) الواضح ،عكس ما كان يُردد سابقاً في ب.ك.ك بالنغمة (القومية) التي كانت تسمع دائماً .

ويركز اوجلان في تفكيره الآن على اقتصاد الايكولوجيا الاجتماعية مبتعداً عن مفهوم الدولة ،ومنذ عام 2005 وضع بصمة الدعاية ل(الديمقراطية الكونفدرالية) كأنتقاد للمفهوم السابق عن الدولة والثورة في حزب ب.ك.ك ،الذي كانوا يؤمنون به.

رغم (التحديث) في تفكير اوجلان الا انه يقر بوجود الانتقادات ذات الطابع الابوي في حزبه رابطاً ذلك تأريخياً بالدور الابوي لاضطهاد المرأة،و يرى ان حرية ومساواة المرأة يشكل شرطاً لحرية ومساواة الجنسين.

ثقافياً فان اوجلان ابتعد كثيراً عن الماركسية اللينينية.            

 

واعتبر ان اغتيال المعارضين في الحزب هو جزء من الماضي ،ومع ذلك فأن سلطة وتركيبة القيادة لم تتغير ازاء الحقوق الديمقراطية للقاعدة الحزبية ،فالمركزية هي السائدة والقرار محصور بيد فئة من الكادر القيادي للحزب.

 

 

ترجمة واعداد: حازم كويي

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.