اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

بداية العد التنازلي للسطان اردوغان// جمال فاروق الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

بداية العد التنازلي للسطان اردوغان

جمال فاروق الجاف

كاتب ومحلل سياسي كردستاني

 

قالت الديمقراطية التركية كلمتها فهب الشعب التركي ليترجم ثقافة الديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع ..اولى ضحايا نتيجة الانتخابات كانت العملة التركية اذ خسرت 4% من قيمتها، ثم لحقتها الاسهم التركية بالهبوط 8% في الساعات الاولى من افتتاح باب البورصة في اسطنبول. فتداعيات خسارة حزب العدالة والتنمية مازالت في خط البداية بانتظار صافرة الانطلاقة.. المعضلة الاولى التي ستواجه حزب العدالة هي كيفية تشكيل حكومة ائتلافية والتي ستكلفها مزيدا من التنازلات والمساومات على القواعد التي ارساها اردوغان - اوغلو.. فمنذ 12 سنه وحزب العدالة تتبوأ منصة القيادة، فاحتكر السلطة واخطأ في قيادة البلد منفردا. وعليه الان ان يتعلم   فن التأقلم مع برلمان قوس قزحي يضم تحت قبته سياسيين جدد اغلبهم مناهضون لسياسة اسلمة المجتمع لحزب العدالة. علاوة على ان بعضا من النزلاء الجدد للبرلمان يكنون الضغينه لشخص اردوغان و باتوا يتحينون الفرصه لكسر شوكة تعجرفاته ..

عاجلا كان ام آجلا سوف تعلو من قواعد حزب العدالة اصوات تدعو لتقييم اداء الحزب بدافع تقصي اسباب الانتكاسة ومحاسبة المسببين في اختلاقها. ومن البديهي ان يرد اسما اردوغان واوغلو في كافة اللجان المعنية بالتحقيق عن اسباب الهزيمة. وهما الان يعملان على القاء اللائمة على الاخر, فجريدة الزمان التركية نشرت خبر امتعاض اردوغان من نتائج الانتخابات وانزعاجة من اداء اوغلو. وتلك اشارة اولى من اردوغان لجعل اوغلو كبش الفداء.

وبالمقابل, فعقب اعلان النتائج دعا رئيس الحزب داود اوغلو الى اجتماع موسع  بمقر الحزب في العاصمة أنقرة بحضور قيادات وأعضاء من اللجنة المركزية ووزراء الحزب، دون أن يخرج بأي تصريحات عن نتائجه !!

وعليه فإن اوغلو ليس باللقمة السائغة يسهل ابتلاعها من قبل اردوغان. فاوغلو هو الرئيس الحالي لحزب العدالة والتنمية. واردوغان كان قد  تخلى عن عضوية الحزب عندما ترشح لمنصب رئاسة الجمهورية, و وفقا للدستور التركي يحظر على رئيس الجمهورية أن يكون عضوا في حزب سياسي. لكن هذا لا يعني تبخر هيمنة اردوغان على الحزب ، ولا  هذا يعني بان اوغلو مصون من الاقصاء. فهناك قادة في حزب العدالة قادرون على اقصائه بجرة قلم عند اقتضاء الضرورة. وهؤلاء القادة يوازون موقع اوغلو في الهيبة (ان لم يتفوقوا عليه) من حيث الاقدمية او سلم السلطة الحزبية.

الهزيمة التي لحقت بحزب العدالة كانت لاسباب متعددة ومن بينها الاتكال على عكازة اردوغان. وكان ذلك خطأ ويعد واحدا من اسباب الانخفاض الحاد في عدد أصوات العدالة والتنمية . ومن المفارقة ان اردوغان عمل بتفان لتسهيل مهمة المناوئين له في اشهارعيوبه ، وذلك بتخبطه في حملته الانتخابية (غير القانونية وفق الدستور التركي). حتى غدا اردوغان بنفسه من الد اعداء اردوغان في الحلبة. فكان كلما القى خطابا في الجماهير كلما اقصى العديد من الناخبين. على سبيل المثال في احدى خطبه انتابته حالة من الهستريا فانهال بتهجم فج على حزب الشعوب الديمقراطي HDP   واصفا اياه بمجموعة من الكفرة و المثليين و العلويين!! علما بان علويي تركيا يقدر نفوسهم باكثر من 20 مليون. فلا عجب ان يخسر حزب العدالة لاكثر من 2.5 مليون صوت مقارنة بانتخابات 2011.

حزب العدالة مازال قوة سياسية لا يستهان بها،  لكن اردوغان بدأ عده التنازلي. فلم يعد بامكان حزب العدالة الاستقواء بكارزمية اردوغان المنتهية الصلاحية (اكسبايرد). فان نجمه آيل للافول وسيتقلص نفوذه اكثر فاكثر لينتهي به المطاف مقبوعا في  بحبوحة القصر السلطاني الفخم الذي كلف خزينة الشعب التركي الملايين وبصلاحيات تشريفاتية مملة. والانكى من ذلك فهو الان ينتابه هاجس الخوف من جره الى المحكمة كما حدث لرئيس وزراء تركيا الاسبق المرحوم عدنان مندريس. فالاتهامات الموجهة اليه هي اخطر بكثير فيما لوثبتت المحكمة صحتها، من الاتهامات التي اودت بحياة مندريس.

فعلى حزب العدالة والتنمية ومن اجل انقاذ ما يمكن انقاذه، ان يتحرر من هيمنة اردوغان، وان  يبحث عن قائد محنك جديد ذو شخصية قوية وليس قائدا ضعيفا يدير الحزب وكالة عن اردوغان. فحزب العدالة والتنمية زاخر بقيادات كفؤة للسير بالحزب في اتجاه اصوب. ومن ابرزهم: بولنت أرينتش من مؤسسي الحزب ونائب رئيس الوزراء-- سعد الله أرغين وزير العدل -- تانر يلديز وزير الطاقة.. وغيرهم.

ومن الضرورة بمكان ان يعيد حزب العدالة النظر في توجهات اردوغان ورؤى اردغان الطاغية على مسار الحزب، والتي اشعلت المنطقة بحروب ضارية ذهبت ضحيتها الملايين بين قتيل و شريد.

وعسى ان يضطلع النظام التركي الجديد في عملية ترتيب البيت التركي اولا  وفتح ملفات الفساد الذي تفشى في اروقة النظام، و العمل الجاد لاحياء مبدأ تصفير المشاكل مع الجيران ليعود الامن والاستقرار للشرق الاوسط. وكشف خفايا علاقات حزب العدالة و اردوغان بالمنظمات الارهابية كداعش و جبهة النصرة و جبهة الفتح، ومحاكمة المضطلعين في التنسيق مع الارهاب لينالوا جزائهم العادل.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.