مقالات وآراء

هل يتخلى حزب العدالة عن عملية السلام في تركيا؟// جمال فاروق الجاف

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 14 حزيران/يونيو 2015 18:13

كتب بواسطة: جمال فاروق الجاف

الزيارات: 1877

هل يتخلى حزب العدالة عن عملية السلام في تركيا؟

جمال فاروق الجاف

كاتب ومحلل سياسي كردستاني

خلال الحملات الانتخابية في تركيا، تلقى حزب العداله والتنمية حملات واسعة من جهة فريقين متبايني النظرة تجاه عملية السلام ، فريق مناهض للتفاوض مع PKK. حزب العمال الكردستاني،  ويضم كل من حزب الشعب الجمهوري ,(CHP)  وحزب الحركة القومية (MHP):. و فريق اخر بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) منتقدا قيادة حزب العدالة لتلكؤهم في اخراج بنود المفاوضات الى حيز التطبيق.

التحالف المقبل لحزب العدالة لتشكيل الحكومة مع اي من الفريقين سوف يظهر النوايا الحقيقة لاردوغان فيما لو كان جادا في الشروع بعملية السلام، ام كان يستخدمها بغية استقطاب الاصوات الكردية لصالح انتخابه رئيسا للجمهورية. وفي المقابل على (HDP) ان يعمل بتفان على تحقيق مطالب الأصوات التركية من خارج دائرة مؤيديه الأكراد. فهذه الاصوات قد تختلف اولوياتهم عن اولويات الاصوات الكردية.  لكن بامكان  (HDP) ان يتشبث بمطلب ايقاف الحرب كمشروع  مشترك يستحوذ رضا شريحة واسعة من المتحالفين معه. فلقد تبين من خلال اخر استفتاء بان 59%  من الشعب التركي يؤيدون عملية السلام.

على  صلاح دميرتاش زعيم (HDP) ان لا يتغرر بانتصاره، فالاصوات غير الكردية التي حصل عليها كانت غالبيتها اصوات معارضة لحكم اردوغان ليس الا. بالاضافة الى زخم هائل من الاصوات التي كانت تعجز دوما في تخطي عتبة 10%، فوجدوا في صناديق (HDP) خير سبيل لايصال اصواتهم الى دست الحكم . لذا فمن المتوقع ان يترجل كثير من تلك الاصوات عن قطار دميرتاش في اول محطة، بعد ان حققوا اهدافهم بايقاف زحف حزب العدالة وكسر شوكة اردوغان.

وعليه، من الاولى  لدميرتاش ان يتعامل بحنكة في كيفية جني ثمار انتصاره، فواقع الاوضاع السياسية في تركيا يضع امامه خيارين صعبين, اولهما التحالف مع حزب العدالة مضحيا بحلفائه من المُعادين لسياسة اردوغان, و الخيارالثاني هو اتخاذ خندق المعارضة والاستغناء عن مناصب حكومية بالامكان التعويل عليها لتحقيق اهداف الناخبين الذين ادلوا باصواتهم له بهدف تحسين احوالهم. فمن الحكمة ان  يتجنب دميرتاش التغريد خارج السرب وان يعمل على اشاعة روح التآلف بين انصاره والتفائل بمستقبل افضل للشعب التركي بكافة اطيافه، وذلك من خلال التمسك باهداف تتلائم مع الظروف المعقدة التي افرزتها الانتخابات. والعمل على تقوية جبهة انصار عملية السلام ولا شك ان حزب العدالة و التنمية هو الشريك الاقرب لدميرتاش من الاحزاب التركية الاخرى للمضي معا في تحقيق السلام. فلا يمكن الاستغناء عن حزب العدالة وهو اقوى الاحزاب التركية واكثرهم تفتحا و الماما بملف السلام. فتحالف (HDP) مع حزب العدالة ضرورة ملحة لتقوية جبهة انصار السلام في البرلمان لتقنين عملية السلام واخراجها من قالب المد والجزر وفق شخصية. وبعكسه قد يضطر حزب العدالة لتشكيل حكومته القادمه بالتحالف مع القوميين المتطرفين مؤديا الى نتائج غير مستحبة مستقبلا..

• < السابق
• التالي >