اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تركيا: اذا تعسرت ولادة الحكومة فالانتخابات المبكرة كعملية قيصرية لابد منها// جمال فاروق الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

تركيا: اذا تعسرت ولادة الحكومة فالانتخابات المبكرة كعملية قيصرية لابد منها

جمال فاروق الجاف

 

ترفض كافة الاحزاب التركية فكرة الذهاب الى الانتخابات المبكرة. فقد تراجعت الاحزاب الثلاث المعارضة عن مواقفها المتعنتة السابقة ازاء التحالف مع حزب العدالة، سعيا لدرء مخاطر الولوج في معتكرانتخابات مبكرة..وهذا التراجع لاحزاب المعارضة  يصب في صالح حزب العدالة لينهض منتصرا من كبوته. ليس هذا فحسب، بل ان الاستطلاعات الاخيرة اظهرت بان الانتخابات المبكرة لا تضر بحزب العدالة ان لم تعينه.

 

 فاستطلاعات الرأي التي اجريت بعيد الانتخابات أظهرت معظمها ندم الناخبين الذين قاطعوا  الاقتراع والذين امتنعوا عن التصويت لصالح حزب العدالة. ولم تكن هذه النتائج مستغربة لدى السياسيين الاتراك اخذين بنظر الاعتبار الظروف المعقدة التي خلفتها الانتخابات من اجواء سياسية مشوبة بحالة من الغموض تعتري الوضع السياسي مهددا مستقبل البلد. ولعل انهيار العملة والبورصة التركية في اول يوم للتداول ما بعد الانتخابات جاء ليدق ناقوس خطر انهيار اقتصاد تركيا في مخيلة المواطنين فيما لو ازيح حزب العدالة من الساحة السياسية، مما ادى الى ترسيخ قناعة لدى غالبية الشعب التركي بان حزب العدالة قرين للاستقرار السياسي وضمانة لديمومة دوران عجلة الازدهار الاقتصادي الذي منيت به تركيا خلال حكم حزب العدالة لاثنتي عشرة سنة مضت. وكلما اشتد الغموض وتعقدت الامورلتشكيل الحكومة القادمة كلما ازداد عدد النادمين.

 

حزب العدالة مستقويا  بكل هذه المحفزات فانه لم يعد مرغما على قبول شروط المعارضة مقابل تشكيل حكومتها. هذا بالاضافة الى انه ليس مرتعبا من احتمالية تكالب ثلاثي احزاب المعارضة عليه لاقصاءه من الواجهة بتشكيلهم حكومة اقليات.  فقادة حزب العدالة بارعون في جس نبض الشارع التركي وهم على دراية تامة بان من الصعوبة (ان لم يكن مستحيلا) ان يشارك ضلعان متناحران من مثلث المعارضة (حزب الحركة القومية وحزب الشعوب الديمقراطي) جنبا الى جنب في حكومة ائتلافية مشتركة.

 

الذهاب إلى انتخابات مبكرة ليس من اوائل خيارات حزب العدالة ولا الاطراف المعارضة. مدركين بان الحالة النفسية للشعب التركي الذي خاض في السنة والثلاثة أشهر الماضية ثلاثة انتخابات مرهقة لا تسمح باجراء انتخابات اخرى، وفي حال الاضطرار بالضلوع بها فقد يعزف كثير من الناخبين عن المشاركة فيها. لذا فان خيار تشكيل حكومة ائتلافية مقدم على الخيارات الاخرى ومقبول من قبل الجميع.

 

ولعل من صلب مهمات حزب العدالة باعتباره الطرف الحائز على اكثرية الاصوات، و بغية انجاح عملية تشكيل الحكومة الائتلافية، هوتان يتحلى بالمرونة الايجابية  ازاء مطالب المعارضة واستعداده للمساومة على بعض من مواقفه و بالاخص فيما يتعلق بسياسته الخارجية التي اضرت بمصلحة تركيا والمنطقة بشكل عام.. فحزب العدالة يدرس بامعان خياراته الثلاثة التالية:

 

1- تحالفه مع حزب الحركة القومية (حزب قومي متشدد) يجبره على التخلي عن احدى ثوابته غير القابلة للتساوم، وهي عملية المصالحة الوطنية لكونها الورقة الرابحة التي استند عليها لايقاف حمام الدم بين ابناء الوطن الواحد، مما جعل حزب العدالة الحزب التركي الوحيد الذي حاز على ود الكثير من ابناء الشعب الكردي في كردستان تركيا بالذات. هذا بالاضافة الى ان ما يعقد اتمام هذا التحالف هو ان 14%  فقط من المصوتيين للحركة القومية يؤيدون التحالف مع حزب العدالة

 

2- تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي وهو منطقيا حليفه الموثوق به للمضي معا نحو

 

تحقيق المصالحة الوطنية ، رغم خلافاتهما في اتباع  السياسة الخارجية. هذا التحالف يعارضه جمع غفير من اعضاء العدالة. بايجاز،  ان حظوظ هذا التحالف ضئيلة للاسف.

 

3- تحالفه مع حزب الشعب الجمهوري وهو اكبر الاحزاب المعارضة و اقدم الاحزاب التركية اسسه مصطفي كمال اتاتورك عام 1923. هذا النحالف هو الاكثر مقبولا من قبل قواعد الطرفين . لكن قائمة شروط الشعب الجمهوري اكبر من قائمة الاخرين، و يمكن خلاصتها في قول داود اوغلو الذي ادلى به في لقائه الصحفي الاخير قائلا “إن الإشارات التي تأتي من السيد كلجدار أوغلو (زعيم حزب الجمهوري)، تقطع الطريق علينا، فهو يضع 14 شرطاً، ثم يقول إننا سنتحدث بها عند كتابة بروتوكول الحكومة الائتلافية. والمعروف عن السيد كلجدار أوغلو هو من اشد المعارضين لتدخل حزب العدالة في شؤون سوريا وتعكير العلاقة مع مصر و اسرائيل ، وان تمسكه المسميت بشروطه هذه قد تعرقل انجاح هذا التحالف. فالقاعدة التي يستند حزب العدالة عليها هي قاعدة اسلامية معادية لاسرائيل وان تطبيع العلاقة مع اسرائيل هو بمثابة انتحار سياسي لاردوغان و حزب العدالة.

 

وعليه فرغم ان تشكيل حكومة ائتلافية خيار مقدم على الخيارات الاخرى من قبل كافة الاطراف ، الا ان احتمالية اجراء انتخابات مبكرة تظل قائمة وكما وصفها الكاتب التركي (محمد زاهد جول) بانها لن تكون إلا كالعملية القيصرية عند تعسر ولادة حكومة ائتلافية 

جمال فاروق الجاف

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.