اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

اردوغان، جانوس بوجهين، فحذارى يا حكومة اقليم كردستان// جمال فاروق الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اردوغان، جانوس بوجهين، فحذارى يا حكومة اقليم كردستان

جمال فاروق الجاف

كاتب ومحلل سياسي كردستاني

 

 كان للاغريقيين الهة ((جانوس)) بوجهين، وجه من الأمام والآخر من الخلف. ويرمز جانوس الى اجتماع نقيضين في رأس واحد، الدخول والخروج ، الشر والخير، النور و الظلام وهلم جرا. لم اجد في القاموس السياسي خير مثال لشخصية اردوغان من (الجانوس) ذي الوجهين.

 

وجه لاردوغان يظهره كوارع زاهد عن متاع الدنيا الفانية، ووجه الاخر يظهر ان حكومة اردوغان تعد من اسوء الحكومات في تأريخ تركيا الحديث من حيث تفشي الفساد، ناهيك عن فساد افراد عائلته الغارقون في نهب اموال الشعب التركي.

 

يظهر اردوغان وجهه الامامي ويدعي بانه في حالة عداء وأزمة حقيقية مع إسرائيل، والوجه الاخر يظهر العكس فحجم التبادل التجاري بين تركيا و اسرائيل ارتفع خلال العامين الأخيرين بنسبة 30%، و بشهادة (شاي كوهين) القنصل الإسرائيلي باسطنبول.

 

وجه لاردوغان يلوح بانه حامل لراية عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني. و وجه الثاني يصفهم بالارهابيين وينادي بان لا فرق بين PKK وداعش..

ووجه لاردوغان يدعي بان لا مانع لتركيا من انفصال اقليم كردستان واقامة كيان كردي ووجهه الاخر يصرخ ( لن نسمح بإقامة دولة كردية مهما كان الثمن)..

 

هذا فيض من غيض لا يخفى على الواعيين من الشعب الكردي، باستثناء حكومة اقليم كردستان برئاسة السيد نيجيرفان، مهندس الاتفاقية الخمسينية للنفط مع تركيا . و باني صرح العلاقات المتينة مع حكومة اردوغان. فحكومة الاقليم ما زالت ترى في اردوغان حليفا صادقا امينا يسعى بكل جهد واخلاص لتأسيس الدولة الكردية ومن ثم يسلم مفاتيحها لرئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني كأمير لولاية كردستان العثمانية.

 

تجاهر اردوغان، دون وجل او خجل، بنزعاته العدائية تجاه شعبنا الكردي، سواء كان ذلك عبر اقواله او من خلال افعاله. فمواقفه العدائية تجاه اكراد سوريا منذ اوائل ايام ظهور حركتهم التحررية واضحة وضوح الشمس. والانكى من ذلك  فقد امتنع اردوغان ان يمد يد العون لحليفه الوحيد في المنطقة، وهو السيد مسعود البارزاني، حين تعرضت العاصمة اربيل للاقتحام من قبل ارهابيي داعش!!

 

لم يكن اردوغان يوما  لغزا يصعب فك رموزه، بل انه كان كتابا مفتوحا عجزت حكومة الاقليم من قراءة سطوره لانها كانت وما زالت منبهرة بالوجه الامامي لاردوغان. فباتت حكومتنا الموقرة تابعة لتركيا، وتسخر كافة اجهزتها الاعلامية (وفي طليعتها قناة روداو) لتمجيد العثمانية الجديدة واختلاق الاعذار لمواقف اردوغان المعادية لتطلعات شعبنا الكردي. حتى اصبحت حكومة الاقليم اردوغانية اكثر من اردوغان بنفسه. ليس هذا فحسب. بل ان حكومة الاقليم تحولت الى اداة بيد اردوغان يديرها من انقرة. تأتمر باوامره فتشارك في مخططات اردوغان لتضييق الخناق على ثورة اشقائنا الكرد في سورية. فعلى سبيل المثال، عندما اقدمت الحكومة التركية على اغلاق معابرها لمنع وصول الامدادات لاكراد سوريا فمن جانبها اقدمت حكومة الاقليم على حفر خندق على الحدود المتاخمة للمناطق التي وقعت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.. وعندما استفزت عملية تأسيس ادارات ذاتية ديمقراطية للمناطق المحررة في سوريا فاذا بحكومة الاقليم تمتنع عن الاعتراف بالادارة الذاتية لكانتونات (عفرين، الجزيرة، كوباني) و راحت تشيع اشاعات مضادة ضدهم واتهامهم بالعمالة لبشار الاسد!!

 

قلناه مرارا وتكرارا وحذرنا حكومة الاقليم من الانجرار وراء وعود الجانوس اردوغان ذي الوجهين  لكن ذهبت نداءاتنا ادراج الرياح. فمازالت حكومة الاقليم ترى الوجه الامامي لاردوغان وتغمض عينيها عن وجهه الخلفي الحاقد على الشعب الكردي و يتحين الفرصة للانقضاض على حركة شعبنا الكردي في سوريا  وتعمل بدهاء و خبث لاجهاض التجربة الفتية لاقليم كردستان، ويعاونه في تحقيق اغراضه مسؤولون في قمة هرم حكومة الاقليم، وهؤلاء يقدمون خدماتهم المجانية الخيانية اما عن قصر فهمهم لالف باء السياسة واما للحفاظ على المصالح النفطية المشتركة بينهم وبين جانوس تركيا السلطان اردوغان. وكلا الشرين لا يصبان في صالح شعبنا الكردي ولا بد من اسقاط المشروع الاردوغاني المعادي لقضيتنا القومية. لقد طفح الكيل فلا يجوز السكوت عما قام به اردوغان اخيرا بفتح ابواب الحدود التركية ليتسلل منها وحوش داعش الى كوباني ليفتكوا بالمدنيين العزل امام انظار الجيش التركي لا بل و بمعاونتهم للقتلة المجرمين.

 

فيا سادة الاقليم ان ايادي اردوغان ملطخة بدماء شهداءنا في كوباني وان التصافح مع ايادي اردوغان خيانة قومية. وتذكروا بان التأريخ يدون خطواتكم وان الشعب لن يرحم ..

 

جمال فاروق الجاف

 

كاتب ومحلل سياسي كردستاني

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.