اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لمناسبة الاعياد والعام الجديد// د. منير عيسى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 لمناسبة الاعياد والعام الجديد

الدكتور منير عيسى

 

رسالة الى ابناء شعبنا لمناسبة الاعياد والعام الجديد

اخوتي الاعزاء.. يامن جمعتني بكم سنوات النضال المشترك .. يامن جمعتني بكم  اللقاءات والامسيات الثقافية والاجتماعات والندوات والعمل المتفاني من  اجل القضية .. لمناسبة العام الجديد 2016 اشد على اياديكم جميعا دون ترك او استثناء لاحد فيكم, واتمنى لكم ولعوائلكم ولاهلكم في الوطن وفي بلاد الغربة, المزيد من النجاح والتقدم.. وللشعب والوطن الاستقرار والعز والكرامة .. واتمنى كذلك النجاح لكل الوطنيين المخلصين وعلى راسهم الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي يحاول اصلاح ما أفسده الاخرين, ولايزالون يفسدون.

 

  تحياتي للمناضلين الصادقين الواقفين والصامدين خلف متاريس الشجاعة والحقيقة وثقافة الحوار وقول الصراحة بلا خوف, من الذين تربوا في عوائلهم على القيم والاخلاق السليمة والايجابية ورضعوا مع حليب امهاتهم افكار المحبة والتعاون والتسامح والمساعدة والاخلاص, والايمان الحقيقي بالقيم الدينية او الاجتماعية او السياسية اولئك الذين لم يصدأوا ولم تزنجرهم الغربة بأمراضها  وعقدها

 

تحياتي للاخوة الذين استفادوا من حياتهم في اوروبا وفي دول المهجر والخارج, لتطوير شخصياتهم وثقافاتهم وعلاقاتهم مع المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه, من الذين يبتعدون وينأون بأنفسهم عن النميمة والتعجرف والتكبر والاعتقاد  بأمتلاكهم الحقائق المطلقة لهذا العالم, كما يفعل الحزبيين الكلاسيكيين من ثوار المقاهي والحانات في النقاشات السفسطائية العقيمة والتي لا تغني ولا تسمن, حينما يعتاشون على تاريخهم الماضي وعلى دوغماوية التفكير الذي  شبوا عليه.

 

 تحياتي للذين يبتعدون عن الاستخفاف بعمل الاخرين وعن اقصاء وتهميش ابناء جلدتهم.

 تحياتي للاخوة الذين لم يفترس اللؤم نفوسهم من الداخل, ولم  تتشوه ارواحهم   بصفات الحسد والنرجسية والتحريض على محاربة المخالفين بالرأي والتنكيل بهم ومحاولة عزلهم والتحريض عليهم وتلفيق الاتهامات والاكاذيب ضدهم.

 

تحياتي لاولئك الذين لم يصابوا بازدواجية الشخصية والتصرف, ممن اعتادوا  ممارسة الخبث وألتامر على الناس خلف الكواليس, وممن لوثهم فايروس الانانية  واصبح دأبهم تشويه الاخرين وقلب الحقائق بسبب عقد التربية العائلية والحرمان  بالصغر,  والشعور  بالدونية والنقص.

 

 اخوتي الاعزاء, ابناء وطني العراق, والذي سيرجع عظيما كما كان بتعاون كل المخلصين ..

 

 لو تعودنا في بلداننا الشرقية والعربية على ثقافة الحوار واحترام الرأي الاخر والاصغاء لنبض الشارع ونهر الحياة المتدفق ابدا الى الامام, سواء كنا نمثل,  انظمة سياسية, او احزاب سياسية, او معارضات سياسية, او نخب مثقفة, او غير ذلك من تجمعات مختلفة, أو منظمات المجتمع المدني, اقول لو تعودنا على ثقافة الحوار والاستماع للاخر, لما وصلت اوطاننا العربية الى ما هي عليه اليوم من خراب وحروب ودماء, ولما ضيعنا العمر بأكمله وضيعنا الوقت  والثروات والطاقات, واستنفذناها في التخريب والصراعات التي لها اول, وليس لها اخر, وقادنا ذلك الى الفشل في تحقيق احلامنا بتغيير مجتمعاتنا نحو الافضل لتعيش في القرن الحادي والعشرين, وبزمن هذا القرن بمنطقه وبعلمه وبطريقة  تفكيره. 

 

فها هي الدول والشعوب الكثيرة واحيانا الفقيرة في مختلف قارات العالم, بافريقيا وامريكا اللاتينية واسيا, شعوب واوطان لاتملك من عوامل القوة, كالتي نملكها نحن العرب, شعوب لا تملك التاريخ الحضاري الذي نملكه ولاتملك الديانات ولاتملك الاحزاب ولاتملك الثروات ولاتملك النفط ولاتملك الموقع الجغرافي الاستراتيجي ولاتملك التحالفات مع الدول القوية في العالم, ولاتملك علاقات مع الاحلاف العسكرية العملاقة ولامع التجمعات الاقتصادية الدولية, كما لدينا نحن العرب من هذه العلاقات والمقومات والثروات وعوامل القوة .. ولكن مع ذلك, فتلك الدول تعتبر دول ناجحة بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والحضارية والعلمية.

لو حاولنا معرفة سر نجاحها لشاهدنا بأنها, دول تمتلك الاخلاق الاجتماعية, لاتمارس التزييف والمواربة والكذب واللف والدوران.. دول تمتلك الوعي الحضاري, والاخلاص بالعمل, والتعليم السليم للاجيال, وتقدر قيمة الوقت والزمن, دول اساس تفكيرها هو المنطق والعلم والقانون, وتعمل لتامين كل الاحتياجات الاساسية للبشر, المادية والمعنوية والروحية والنفسية.

 

دول فيها من الحرية وحقوق الانسان والثقة بالنفس والقانون, ما يجعلها تمنح اللجؤ السياسي للاصوليين الدينيين المتطرفين المضطهدين في بلدانهم, وهم يعيشون في بلدان اللجوء كالامراء والملوك واحيانا افضل من المواطن الاصلي, وتعطيهم تلك البلدان امتيازات السكن والرواتب والمعيشة والرعاية الصحية والخدمات والامن والامان والكرامة, وتسمح لهم بحرية التظاهر والتعبير عن الرأي وبناء دور العبادة واختيار الدين وممارسة طقوسه بكل حرية, وتعطيهم جوازات للسفر, وتوفر لهم العيش الرغيد الذي لا يحلمون به في بلدانهم الاصلية, وتعطيهم امكانية تاسيس احزاب ومنظمات مجتمع مدني وتساعدهم بالتعليم والحصول على عمل والاندماج بالمجتمع, وتمكنهم من التصريح  لوسائل الاعلام  ونقد سياسة تلك الدول عندما يختلفون معها.  

 

انها دول متحضرة تنظم حياتها على اساس سلطة القانون الواضحة وعدالة الدستور المقدسة, فشعار القانون فوق الجميع, يجري تطبيقه بشكل عملي, وليس لغرض الاستهلاك او للضحك على الذقون كما يفعل حكامنا العرب, وكما تفعل احزابنا السياسية المختلفة الاسماء والتي لا تختلف بالعقلية والممارسة, عن الحكام الذين تريد الاطاحة بهم, حيث تدعي هذه الاحزاب, بانها جاءت لتغيير المجتمع والعالم, وكذلك تفعل معارضاتنا السياسية, ونخبنا المثقفة, وياريت كان هؤلاء مجتمعين, يبدأون مشروع تغيير العالم والمجتمعات, بتغيير انفسهم, وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الاخرين اولا, لتكون اكثر واقعية وعصرية, ويتركون مهمة تغيير المجتمع  لغيرهم ممن يملكون المصداقية المطلوبة لذلك, ويمتلكون البرنامج القابل للتطبيق.. كل هؤلاء مجتمعين اي الحكام,  والمعارضات, والاحزاب, والنخب هم من ذات الطينة والتفكير والممارسة العملية.

 

نعم الحكام والمعارضات والاحزاب والنخب ...  يشتركون على ارض الواقع  بذات الممارسات, مهما اختلفوا بالتهريج السياسي ونوع الايديولوجيا ونمط ونوعية النشاط, والجهة التي يعتمدون عليها, ومهما اختلفت الوانهم واسمائهم وانتمائاتهم واطيافهم وطوائفهم والمدن والازمنة التي ولدوا فيها, فهم  يشتركون بصفات موحدة حينما يتسلطون على الجماهير, لانهم ابناء نفس البيئة الاجتماعية  الجغرافية التاريخية المحددة بسقف زمني معين, نفس التخلف الاجتماعي يفرض تاثيره على الكل, وهذا يفسر سبب ماسينا كعرب, افرادا, واحزابا, وانظمة, ودول في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين.

 

 فها هي معارضاتنا السياسية, قبل ان تصل للسلطة, تملئ الدنيا ضجيجا بقيمها وافكارها ومبادئها وكتبها المزركشة اخضر واحمر واسود وبني , لكن ما ان تجلس على نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه الطاغية السابق والذي اطاحت به هذه الاحزاب المعارضة, حتى يكتشف الشعب بعد حين, ان ذلك الطاغية كان قديسا, قياسا بهذه المعارضة التي تحكم اليوم, من ناحية الموقف من باقي الاديان والقوميات والطوائف والاقليات, من ناحية القمع واشراك الجماهير بالحكم والاستماع للرأي الاخر, من ناحية احترام مبادي الديمقراطية والحقوق الاساسية للانسان, ومن ناحية الفساد السياسي والمالي والاداري والمحسوبية والمنسوبية , ومن ناحية الولاء, والطاعة للدول الاقليمية والاجنبية

 

 الحكام الجدد, اي معارضة الامس, يستبدلون ولاء بولاء, على حساب المشروع الوطني الهادف للبناء والتنمية والتقدم, الذي من المفترض ان يجتمع عليه الجميع ويتعاملون بشكل متساوي ومتكافئ مع كل دول العالم انطلاقا من المصلحة الاستراتيجية  العليا  للوطن والشعب والدولة.. اذن الخلل في مجتمعاتنا هو خلل  بنيوي لانها مجتمعات تقوم على الولاء  للطائفة والعشيرة, وليس للوطن والدولة, مجتمعاتنا لا تعير الاهمية المطلوبة لمفهوم المواطنة  والوطن  وسيادة  القانون  كما هو سائد بالدول الاخرى. 

 

ان مجتمعاتنا لا تصلحها ولا تنفع معها النظريات والايديولوجيات وتاليف الكتب المنمقة والتنظيرات والمقالات, لان تاريخ دولنا بالقرن العشرين شاهد على ذلك, حيث اثبتت التجارب لكل ذي عقل وعينين, بأنه في عالمنا العربي الممارسة العملية في وادي, والتاليف والتنظير السياسي والفكري في وادي اخر بعيد عنه بضعة سنين ضوئية, وهذا الامر الوحيد الذي يتفق عليه الجميع  ممن اشرنا اليهم, من انظمة سياسية ديكتاتورية حاكمة, ومعارضات لهذه الانظمة تسمي نفسها بالديمقراطية عندما تكون خارج السلطة, فهم يمارسون عمليا  هذا الامر, اما الكتب والمقالات والمبادئ والخطابات, التي يروجون لها في مجتمعاتنا, فهي مجرد وسيلة  للوصول لهدف محدد هو السلطة والامتيازات وبعد ذلك لياتي الطوفان او  داعش .

 

  نعم السياسة في دولنا العربية هي للتنظير الاجوف وللاستهلاك الشعبي الى حين الوصول للهدف المخفي من كل هذه الكتب والخزعبلات, اي تحقيق المصالح الشخصية من سلطة وتسلط واموال ومليارات وتحكم بمصير الملايين من البشر, وسرقة خزينة الدولة وموارد النفط التي من المفروض هي ملكنا جميعا نحن العراقيين, هذا ما فعله صدام الديكتاتور السابق ومن سبقه ومن تلاه, ولو كانت مشكلة الشعب هي مع صدام وحزبه فقط, لكنا الان نعيش في ربيع دائم بعد ازاحتهما, لكننا اليوم نعيش بالشتاء القارص في خيم النازحين والمهجرين من قراهم ومدنهم ومحافظاتهم بسبب الارهاب بعد ان فقدوا كل شي حتى وثائقهم الشخصية, لان الاحزاب والسياسيين في العراق الجديد تقمصوا شخصية صدام وبقت نفس الممارسات, يعني صدام تمت ازاحته, في حين بقى  الفكر الصدامي, وبقت مدرسة صدام بالسياسة, وما تعنيه من ممارسات واخلاقيات بقيت سارية المفعول, ولهذا نستطيع القول بأن النظام السياسي بالعراق لم يتغير بشكل حقيقي عام 2003 لم يتغير بشكل عميق وجوهري يؤدي لمتغيرات نوعية بالبناء التحتي والفوقي للدولة ولم يساهم التغيير الذي حصل في تطور المجتمع وخاصة الاقتصاد الذي نخرته الشركات الوهمية والرشاوي والفساد, الذي تغير فقط هو اسم الديكتاتور واسم الحزب ونوعية الخطاب الموجه للجماهير, والطرف الذي نقدم له الولاء الخارجي, اي بمعنى اخر, السراق واللصوص فقط  هم الذين تغيروا  

 

سابقا سرقوا البلد باسم القومية ..  والان يسرقون البلد باسم الدين والديمقراطية وحقوق الانسان, حيث يوظفون هذه الشعارات بشكل ذكي لهذا الهدف معتمدين على الطائفية لتقسيم الشعب وابعاده عن المشاكل الاساسية, وللتغطية على السرقة والفساد, ولم يتغير شئ اخر عدا ذلك, هذا اذا لم نقل باننا رجعنا الى الخلف من ناحية الامن والامان والخدمات وهيبة الدولة, حيث تستعر الحروب الداخلية الاهلية اليوم, مقارنة بمرحلة صدام  

 

 ما أن تدخل الامتيازات والسلطة والمصلحة المادية للسياسيين بالامر, حتى يرمي كل هؤلاء, تلك المبادئ  والكتب والقيم  والنظريات في صناديق القمامة, كما فعل الكثير من ازلام نظام صدام السابق, حينما غيروا ملابسهم وخطاباتهم والزيتوني بامور اخرى لاتخفى على احد, واصبحوا يزايدون على الاخرين بالدين والوطنية, وهم نفسهم الذين كانوا مستشارين للديكتاتور ويقودون فرق الاعدامات ضد ابناء الشعب, الان دخلوا الى صفوف الاحزاب الدينية الحاكمة اليوم, لهذا ترى شوارع مدننا مليئة باكوام الزبالة, قسم قليل من هذه الزبالة  هي مخلفات الاكل والشرب, ولكن القسم الاكبر هو عبارة عن, مؤلفات المنظرين وكتب وقيم السياسيين واخلاق الحزبيين ومقالات الانتهازيين, رموها بالمزابل بعد ان اصبحوا مدراء ووزراء ومسؤولين وقادة مدنيين وعسكريين وامنيين وحكوميين في النظام السياسي الانتهازي القمعي  الجديد

 

 نعم كلهم مجتمعين هم مسؤولين عن نكباتنا وأنتكاساتنا والامنا, كلهم ونعني بهم, الانظمة, والمعارضات, والنخب والاحزاب .. يضاف الى ذلك مصالح الدول الكبرى والاقليمية, التي تتقاطع احيانا وتتوازى احيانا اخرى, تتعاون احيانا وتتصارع احيانا مع بعضها, موظفة في هذا الصراع كل امكاناتها الاعلامية والسياسية والاقتصادية واللوجستية في العالم 

 

 ان هذه الدول الكبرى والاقليمية, تريدنا ان نكون ذيولا  لها و باستمرار, لا تريد لنا ان نعيش كما نريد نحن لانفسنا, فنكون دولة قوية نفطية عصرية يحسب لها الف حساب في كل الميادين 

 

نعم الدول الكبرى والاقليمية كانت ايضا وراء مصائبنا, وازدواجية مواقفها  الانتهازية وغير المبدئية, منطلقة من مصالحها الانانية, حيث اعتادت على تحريك الامور من خلف الستار, دعما لشركاتها النفطية والاقطاعيين والديكتاتوريين في الماضي بالخمسينات والستينات, واليوم بقدرة قادر تقف هذه الدول مع الاحزاب الثورية لبناء مجتمع الديمقراطية وحقوق الانسان, ولكنها كالعاهرة الحرباء المتلونة, فهي بنفس الوقت تدعم حكومة العراق وتدعم الارهابيين, وتوظف كل المتغيرات التي حصلت على طول الخط, لصالحها فقط , دون النظر لمصلحة الاخرين, لهذا فهذه الدول الكبرى والاقليمية مسؤولة ايضا عن نكباتنا وأنتكاساتنا والامنا, لانها تدعم الانظمة والحكومات احيانا, وتدعم الارهاب في احيان كثيرة اخرى, هذا الارهاب الذي يسعى لتحطيم دولنا  وصولا لتوازن الفوضى الخلاقة, سيئة الصيت, عندما يصب ذلك الامر في مصلحة الدول الكبرى, انطلاقا من مواقف غير اخلاقية وغير مبدأية على اعتبار ان الدول الكبرى لاتملك اصدقاء دائميين بل تملك مصالح دائمة 

 

نحن الشرقيين, نخدع بعضنا ونخدع جماهيرنا ونبيع الكلام والنظريات  والافكار والايديولوجيات في سوق النخاسة في حين ان بقية  الشعوب والدول المتحضرة  تعمل باخلاص, ومصداقية, وبتخطيط وذكاء وشفافية لبناء اوطانها في هذا العالم المتغير, وكمثال للمقارنة نقول, رئيس احدى الدول المعادية لنا, ضايق سكرتيرته الشخصية بالمكتب وتحارش بها, اشتكت السكرتيرة للقضاء ثم تم القبض على رئيس الجمهورية المعني وحوكم لهذا السبب وقدم استقالته وسجنوه بعد ذلك, في حين ان رئيس الجمهورية في عالمنا العربي لايترك كرسي الحكم الا في حالة الاغتيال او الوفاة   

 

 اما رئيس الوزراء السابق في العراق والذي ذهب للتظاهر مؤخرا في ساحة التحرير ليذر الرماد في العيون, فهو مدلل جدا ولا يطاله السجن ولا المحاكمة مهما فهل, رغم انه قد سرق وبالتعاون مع حاشيته, ميزانية الدولة واموال النفط  لثمان سنوات متتالية, وتسبب باحتلال ثلث مساحة العراق من قبل الارهابيين, الذين لم يتحارشوا فقط, بل اغتصبوا الاف العراقيات, وانتحر بسبب ذلك المئات منهن نتيجة العار الذي لحق بهن كما يعتقدن, كل ذلك حصل بسبب سياسته الرعناء بسبب تفرده بالحكم حيث انه لم يستمع لاحد, مما ادى لاستقواء  الارهابيين الذين ينشرون اليوم الرعب والخراب في وادي الرافدين .. ان الواجب الوطني اليوم, يقتضي محاسبة هكذا رئيس للوزراء ومعه بقية  المسؤولين الحكوميين والسياسيين الفاسدين من بطانات الاحزاب الحاكمة, ومحاكمتهم علنا امام الجماهير, كما كان يفعل المهداوي في محكمة الشعب   بنهاية الخمسينات, حينما كان يحاكم المسؤولين والسياسيين من العهد الملكي, والذين يمكن اليوم أعتبارهم ملائكة اذا تمت مقارنتهم, بالسياسيين والمسؤولين  الجمهوريين لهذه الايام, الذين قادوا العراق الى الهزيمة والخراب العام, وارجعوا  البلد الى العصور الوسطى  والغزوات  وسبي  النساء والغنائم

ان جريمة رئيس الوزراء السابق والتي بسببها هجر ونزح الملايين من مدنهم وقراهم وقتل واغتصب الاف منهم, وكما لم يحصل على مدار الف عام من تاريخ العراق, هذه الجريمة ترقى الى مصاف جرائم الابادة الجماعية وهو مسؤول عنها ولكن الغريب والعجيب, والذي لا يتماشى مع المنطق الانساني والعقل السليم والقانون, ان رئيس الوزراء السابق, بقى مدلل رغم انف الجميع  ولايحاكم, بل يتجول بالمحافظات ويلقي الخطابات, ويقدم النصائح والمشورة بالاجتماعات, دونما ان يطلبها احد منه والانكى من هذا وذاك ان تجري  مكافئته على جرائمه بحق العراقيين, بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية وكأن العراق  خالي  من  الكفاءات  والطاقات.

 

 سؤالنا الاخير

هل سيملك المالكي الشجاعة الادبية مساء هذا اليوم, للنظر في عيون الاطفال النازحين الذين يجلسون تحت شجرة عيد الميلاد في الخيم الباردة, بعيدا عن منازلهم, الاطفال الذين اغتصبت واختطفت امهاتهم واخواتهم الباكرات من قبل  الارهابيين وما هي الكلمات والجمل والعبارات التي سيقولها لهم, هذا القائد العام السابق للقوات المسلحة العراقية المكلفة بحماية الشعب و الوطن. 

 

 

تحياتي واحترامي وتقديري  لكم جميعا  ايها العراقيون  دونما استثناء لاحد

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.