اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الحشد الشعبي ووزارة النفط يصفيان مصفى بيجي// ترجمة سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الحشد الشعبي ووزارة النفط يصفيان مصفى بيجي

محمود زكي وباتريك أوزكود وبن لاندو وبن فان هوفلن (*)

مقالة مترجمة

ترجمة سعد السعيدي

 

محافظة صلاح الدين

كانت توفر نصف احتياجات العراق من الوقود ، اما الآن فإن مصفاة بيجي قد اختفت.

 

لقد تضرر أكبر مصفى للنفط في البلاد بشكل كبير نتيجة للهجمات المتكررة التي قام بها تنظيم داعش منذ بداية حزيران 2014. وقد تمكن مقاتلو التنظيم في النهاية من اجتياح المنشأة في نيسان 2015.

 

بعدما استعادت القوات الحكومية السيطرة الكاملة على المصفاة ومعظم المناطق المحيطة بها في تشرين الاول ، وجد فريق فني من وزارة النفط بأنه يمكن إعادة تأهيلها جزئيا في غضون أشهر. إلا انه منذ ذلك الحين ، دمر المصفى النهب المنظم التي جرى على نطاق واسع وجرى في كانون الاول منع التفتيش الدوري من قبل القوات المسيطرة على المنشأة.

 

وقال ضابط في المصفاة ينتمي الى ميليشيات تعمل في إطار قوات الحشد الشعبي الحكومية بأن "مصفى بيجي الآن ليس أكثر من كومة من الخردة. وقد تحول الى ثكنة عسكرية لقوات الحشد".

 

أجرى تقرير نفط العراق مقابلات مع ثلاث أشخاص ممن لاحظوا مباشرة أو شاركوا في النهب المنظم وكذلك أربعة مسؤولين مطلعين علي تفاصيل حالة مجمع المصفى منذ تشرين الاول. كلهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لخشيتهم من انتقام الميليشيات.

 

كانت للمنشأة قدرة مثبتة لمعالجة 310.000 برميل يوميا مما جعلها أكبر مصفى في العراق وواحدة من أهم اجزاء البنية التحتية في البلد. لهذا فإن خسارتها تمثل نكسة اقتصادية ضخمة للحكومة التي تعاني من أزمة مالية خانقة. وحيثما كان العراق يحصل على الموارد المالية من بيع الوقود من مصفاة بيجي في السابق ، يتوجب عليه الآن استيراد هذا الوقود للتعويض عن النقص الحاصل.

 

"كان بيجي يورد... أكثر من 50 بالمئة من كامل منتوج المصافي في العراق" ، كما قال علي العبيدي مدير عام المصفى السابق. ووفقا لبيانات نشرت على موقع وزارة النفط ، فإن متوسط إمدادات الخام إلى مصافي الشمال كان ​​285.000 برميل يوميا في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 ، ذهب معظمه إلى مصفى بيجي تقريبا.

 

وكان سعدالله الفتحي وهو مدير مصفى ومسؤول رفيع سابق في وزارة النفط ، قد ذكر الاسبوع الماضي في مؤتمر في اسطنبول بان مصفاة بيجي ستكلف أكثر من 12 مليار دولار لاعادة بنائها.

 

وقال أربعة مسؤولين ممن أجروا عملية تفتيش مفصلة للموقع في 29 تشرين الاول 2015 ، بأنهم قد تفاجأوا بإمكانية إعادة بعض أجزاء المصفاة للعمل ولو بقدرة اقل في غضون أشهر. وقد حصل تقرير نفط العراق على تقرير فريق التفتيش الذي يوثق أضرار كبيرة ، ولكن لا يذكر فقدان أية قطعة رئيسية من المعدات التي قد تكون ضرورية لإعادة تشغيل جزئي.

 

وقد منع فريق ثان من وزارة النفط أرسل في 20 كانون الاول 2015 من الدخول الى المجمع والتقاط الصور من قبل ميليشيات الحشد الشعبي. وتسيطر مجموعة من رجال هذا الحشد على جميع مداخل المصفى وإمكانية التنقل داخله وفقا لعدد من ضباط الحشد نفسه والناس الذين كانوا في المصفاة خلال الأشهر الأربعة الماضية ومسؤولي الأمن في محافظة صلاح الدين.

 

وقال العديد ممن كان في وفد وزارة النفط في كانون الاول بأنهم كانوا يأملون في الحصول على مزيد من المعلومات عن حالة المعدات المختلفة تمهيدا لمحاولة إعادة تشغيل أجزاء من مجمع المصفاة. وكان يرافقهم ضباط من قيادة عمليات صلاح الدين ومسؤول أمني من وزارة النفط وأعضاء من مجلس محافظة صلاح الدين. إلا ان الحراس قد حذروهم بأن المجمع كان مليئا بالعبوات الناسفة. وقال اثنان من ممن كانوا في القافلة بان مقاتلي الحشد قد اطلقوا النار في الهواء من اسلحتهم لإجبارهم على العودة.

 

"ونتيجة لعدم وجود تنسيق مسبق ولتعدد مصادر القرار العسكري ، حصل اطلاق النار لدى وصول الوفد كون المصفاة ما زالت في عهدة الميليشيات" ، كما قال المسؤول الرفيع في وزارة النفط.

 

وقد نفى مسؤول في الحشد في بيجي أن تكون نارا قد أطلقت ، لكنه أكد أن "لا يسمح لأيا كان بالدخول الى المصفى". ولم يستجب متحدث باسم الحشد الشعبي لعدة طلبات للتعليق.

 

ولم يقبل وزير النفط عادل عبد المهدي طلبا للتعليق على هذه القصة ، ولا حتى مكتبه الاعلامي. وقد ذكر مسؤول رفيع في وزارة النفط بأنه لم يتخذ أي قرار رسمي بعد حول مصير المصفاة.

 

وما زالت الوزارة حتى هذه اللحظة تدرس تقرير اللجنة الفنية في تشرين الاول لصياغة فكرة حول "إعادة تأهيل المصفاة" حسب المسؤول.

 

وحتى لو أرادت الوزارة إعادة تأهيل المصفاة ، فليس من الواضح مما إذا كانت قادرة على القيام بذلك بالنظر لمدى سيطرة المسلحين على المنطقة. وادعى بعض عمال المصفاة ومسؤولي الأمن في محافظة صلاح الدين بان الحكومة الاتحادية راضية لرؤية تفكيك المنشأة لأن العديد من زعماء الشيعة لا يريدون الاستثمار في بنية تحتية حيوية في مناطق الأغلبية السنية.

 

وقال مسؤول أمني رفيع في بيجي "كانت لي محادثة طويلة مع وزارة النفط حول هذه المشكلة. وقد أوضحوا لي الأمور بطريقة مطولة جدا. لكن أساسا قالوا هذا: هناك نوع من الاتفاق بحيث يريدون المصفاة ان تنهب او ان تتلف الى درجة لتستطيع وزارة النفط القول بان إصلاحها غير مجدِ اقتصاديا حتى يتمكنوا من شطبها والبدء من جديد في مكان آخر".

 

ولأنه لم تتمكن وزارة النفط من تفقد المنشأة منذ أواخر تشرين الأول ، لم يعكس تقريرها عن حالة المصفاة الخسائر الضخمة التي تكبدتها منذ ذلك الحين. فرسميا تقدر الوزارة مستوى تضرر المصفاة بحوالي 65 في المئة وفقا لمسؤول الوزارة الرفيع. إلا ان شهود عيان يقولون بأن الاضرار أسوأ من ذلك بكثير.

 

"أستطيع إعطائكم تقدير مؤكد الآن عن الضرر" ، كما قال مسؤول أمني من بيجي. "انه مئة في المئة".

 

أمل عابر

يغطي مجمع مصفاة بيجي حوالي 36 كيلومترا مربعا ، ويشمل أربع مصاف منفصلة ​​والعديد من المنشآت التي تنتج المنتجات المكررة والعديد من المستودعات.

 

لقد أغلقت المنشأة بعد فترة وجيزة من بدء مقاتلو داعش محاولات الاستيلاء عليها في حزيران 2014. وقضى مزيج من الشرطة الاتحادية والجيش العراقي وقوات العمليات الخاصة وميليشيات الحشد شهورا في صد العديد من هجمات داعش. في نيسان 2015 تمكن مقاتلو داعش من التغلب على تلك الدفاعات ، وسيطروا على المجمع إلى حد كبير حتى طردوا منه في منتصف تشرين الاول 2015.

 

عندما قدم موظفو وزارة النفط في أواخر تشرين الأول للزيارة ، قاموا بتفقد المكونات الثلاثة الرئيسية: المصفاة الشمالية ومصفاتا صلاح الدين 1 وصلاح الدين 2. وقد أشارت التقارير الأولية إلى أن المصفاة قد تضررت بشدة في كل المعارك ، بحيث ان الامر سيستغرق سنوات لإصلاحها.

 

وفي حين تعرضت مصفاة صلاح الدين 2 الى أضرار واسعة النطاق ، وجد الفريق أن صلاح الدين 1 والمصفاة الشمالية كانتا في وضع أفضل بكثير وفقا للتقرير المدون. واعتقد المهندسون بأنهم يمكنهم على الأقل اعادة صلاح الدين 1 للعمل في غضون ستة أشهر وذلك باستخدام قطع الغيار والمعدات التي كانت في تلك المرحلة ، ما زالت مخزنة في مستودعات الموقع.

 

وقال العبيدي المدير العام السابق للمصفاة بان تفاصيل الاضرار في التقرير سيئة لكن يمكن إعادة هذا المرفق للعمل مرة أخرى.

 

ويضيف قائلا "يبدو من هذا التقرير بأن معظم منشأة نفط الشمال اي مخازنها ومعداتها الثقيلة ، كانت ما تزال سليمة عندما تفقدها الفريق الفني في أواخر تشرين الأول. فقصف داعش والقتال ضدها... قد تسبب في تدمير بعض المرافق التشغيلية والمعدات والمباني ، لكن لم تكن هناك آثار لسرقات واسعة النطاق".

 

واشار تقرير تشرين الاول الى تضرر احد المستودعات ، إلا ان قطع الغيار للاجهزة الكيميائية والدوارة وأجهزة القياس والكهرباء كانت ما زالت موجودة.

 

ومع ذلك فمنذ نهاية تشرين الأول فإن معظم مجمع المصفاة قد تم تفكيكه بشكل منهجي وبيع في المزاد العلني.

 

وقال ضابط من الحشد "هناك بعض الجهات التي لها مصلحة في نقل أجزاء المصفاة وهم اقوياء لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يقف بوجههم".

 

غنائم حرب

على الرغم من أن ميليشيات الحشد كانت قد لعبت دورا أساسيا في استعادة مناطق من مقاتلي داعش ، إلا انه يبدو ان ولاء العديد من هذه المجاميع هو اكثر للأحزاب السياسية منه للدولة. وبعضها يحصل على التمويل والسلاح والتدريب وغيرها من المساعدات من إيران.

 

وقال ثلاثة أشخاص ممن لاحظوا بشكل مباشر أو شاركوا في عمليات النهب المنظم لمجمع بيجي بانها كانت منظمة من قبل قادة الحشد. وقد ايد ذلك أربعة آخرون ممن أطلعوا بالتفصيل على حالة المصفاة.

 

وقالوا ايضا بأنه بعد فترة وجيزة من استعادة السيطرة على المصفاة قامت الميليشيات بالاستيلاء على الآليات المتبقية في الموقع ، من شاحنات البيك اب ونقل الاتربة حتى رافعة متخصصة كبيرة جرى شراؤها مؤخرا من قبل شركة مصافي الشمال.

 

ثم قام قادة الحشد بترتيب سلسلة من المزادات لآلاف من قطع الغيار والمولدات الكهربائية وغيرها من المعدات من مخازن المجمع.

 

ووفقا لأحد الاشخاص من الذين شهدوا العملية فقد تم منح قادة الميليشيات مناطق منفصلة في المصفاة. وسمح لرجال أعمال من بغداد وإيران للتواجد في الموقع للمزايدة على معدات تتراوح من مولدات متنقلة حتى أجزاء ثابتة كبيرة للمصفاة التي كان لا بد من تفكيكها من قبل المهندسين.

 

وقال احد ضباط الحشد الذي شهد المزاد "في كل قسم من الأقسام كان يوجد احد ضباط الميليشيا... الذي يجري المزادات على كل شيء في هذا القسم ، ليقوم رجال الأعمال بالمزايدة". واضاف بأن "المكان بأكمله اصبح وكأنه بورصة مبادلات".

 

وقال مسؤول رفيع سابق في وزارة النفط مطلع على تفاصيل النهب المستمر بأن الميليشيات ترتب مع رجال الأعمال لشحن قطع الغيار ومعدات تكرير النفط إلى أربعة أماكن في بغداد: منطقة النهروان جنوب شرق المدينة ومنطقة الشعلة شمال غربها وحي جميلة في الشمال والتاجي شمال بغداد. وليس من الواضح ما إذا كانت الأجزاء تظل في بغداد أو تباع إلى مشترين آخرين.

 

وقال بعض الناس من الذين على دراية بالعملية بأن الاجزاء الأكبر من معدات التكرير والتي يمكن استخدامها لتجهيز اية منشآت اخرى قائمة قد تم نقلها بالشاحنات إلى إيران عبر محافظة ديالى المؤمنة بشكل رئيسي من قبل ميليشيات الحشد.

 

وقال مهندس يعمل بالمصفى بأنه "جرت سرقة العديد من التوربينات والمولدات الكبيرة التي تشغل المصفاة وازيلت من الموقع من قبل الحشد لغرض تفكيك المعدات لدى وصولها الى محافظة ديالى ، ليجري تهريبها فيما بعد إلى إيران".

 

وقال عدة اشخاص اخرون متورطون في عمليات النهب أو على دراية بها بان معدات التكرير تذهب إلى إيران. ولكن لم يشهد أيا منهم عبور المعدات للحدود مباشرة. فلم يتمكن تقرير نفط العراق من التحقق بنفسه من مزاعمهم.

 

وقد اصطف خارج المصفاة العشرات من الشاحنات والناقلات المسطحة لنقل مئات الأطنان من المعدات التي تم بيعها بالمزاد وفقا لثلاثة أشخاص من الذين شهدوا العملية. وقد جرى تأكيد هذه الاقوال من قبل مسؤولين حكوميين من خارج بيجي.

 

وقال مسؤول رفيع في وزارة النفط "لدينا معلومات بأن هناك معدات وبضائع من مصفاة بيجي تباع في بغداد. وقد اضاف مسؤول محلي أيضا قائلا بأنه يجري شحن الغنائم من المصفاة إلى "ضواحي العاصمة".

 

وقال مسؤول رفيع في حكومة صلاح الدين بأنه قد بذل جهودا لوقف عمليات النهب من خلال رفع هذه المسألة مع مسؤولي الحشد ووزارة النفط وورئيس الوزراء حيدر العبادي. وطلب عدم الكشف عن هويته لخشيته من انتقام الميليشيات.

 

واضاف "لقد تجاهلوا نداءاتنا كلهم".

ويبدو أن الحكومة العراقية تتخذ إجراءات محدودة حيث يمكنها ذلك. ففي منتصف كانون الثاني ، اكتشفت قوات الأمن الحكومية عند سيطرة التاجي خارج بغداد خمس شاحنات تحمل معدات مأخوذة من بيجي وفقا للمسؤول الرفيع السابق في وزارة النفط المطلع على عملية النهب. وقد تمت مصادرة تلك المعدات واخذت إلى مجمع مصفى الدورة جنوبي بغداد التي لا تزال تحت سيطرة وزارة النفط.

 

تدمير

وقد قام تقرير نفط العراق بإجراء مقابلة مع مهندس رافق إحدى ميليشيات الحشد في رحلة نهب المصفاة نهاية عام 2015.

 

قال المهندس "سألوني إن كنت أرغب في الذهاب معهم إلى مصفاة بيجي لأنهم كانوا يريدون رفع بعض الأشياء".

 

واضاف المهندس الذي كان يرتدي زي إحدى هذه الميليشيات بأنه كان مع مجموعة من جنودها بينما كانوا يستولون على احد المولدات التي تم نقله في شاحنة بعد ذلك إلى بغداد بعد أن فازت به المجموعة في المزاد.

 

وقال ايضا "إن أصدقائي في الميليشيات اسروا لي بأنهم باعوا أكثر تلك المعدات الآن إلى شركة إيرانية. بينما غيرها من الاشياء مثل المولدات ووحدات تكييف الهواء بيعت للسكان في بغداد". واضاف "لكن الاجزاء الهامة مثل معدات التصفية الكبيرة قد تم بيعها للإيرانيين".

 

وقد التقط هذا المهندس سرا صورة لمستودع جرى تجريده وترك كما لو انه حطام محترق. قام تقرير نفط العراق بإظهار الصورة للعبيدي الذي أكد أنه كان المستودع الرئيسي للمعدات الميكانيكية والدوارة للموقع. "كانت المخازن الكبرى الأخرى مثل تلك الخاصة بالأجهزة والمعدات الكهربائية والمواد الكيميائية... في حالة جيدة خلال زيارة تشرين الاول التي قام بها مهندسو المصفاة".

 

لقد تم نهب تلك المعدات على ما يبدو.

وقال مسؤول رفيع في وزارة النفط انه "بعد تحرير المصفى كان فيه مستودعات تحتوي على معدات تبلغ قيمتها 200 مليون دولار. كل هذا قد اختفى".

 

وفقا لسبعة أشخاص لديهم معرفة مفصلة بعمليات النهب فإن هذه ما زالت مستمرة في أنحاء المجمع. وقد تم نهب منشآت مواد التشحيم والوقود ومحطة معالجة الغاز ومحطة لتوليد الكهرباء. واستخدمت رافعات لرفع مولدات ثابتة كبيرة ووضعها على شاحنات مسطحة حيث انطلقت الاخيرة بها. وجرى تجريد أماكن السكن من كل شيء بما في ذلك منشأة المصفاة الطبية.

 

وقال مسؤول أمني من بيجي ، الذي كان في السابق موظف لدى منشأة مصافي الشمال "لقد تم الآن سرقة الأجزاء الحالية للمصفاة وهي الأجزاء الفنية التي لا يمكننا الاستغناء عنها. وإذا لم يتمكنوا من سرقتها أو بيعها او إنه لن يشتريها احد ، يتم تدميرها".

 

المعدات التي بيعت في المزاد العلني اشتملت على أربعة مراجل شاهقة تستخدم لتسخين النفط الخام. وهي عناصر أساسية في بداية عملية التكرير. وهذه المراجل تم تركيبها فقط مؤخرا حوالي العام 2012 كجزء من عملية تجديد جزئي لمجمع المصفاة.

 

وقال ايضا الموظف السابق في منشأة مصافي الشمال الذي اصبح الآن مسؤول امني في بيجي "لم يقم الدواعش بالإضرار بهذه المراجل". واضاف "من دون روح للمصفاة ، يكون الأمل في بيجي قد ولى".

 

وقال المهندس الذي رافق الميليشيات في رحلة النهب بأن المصفاة قد اختفت الآن أساسا.

 

واضاف "اذا كانت الحكومة تريد اعادة مصفاة للعمل في بيجي ، فيتوجب عليها تسوية الموقع بالارض وبناء اخرى جديدة".

 

عملية منسقة

ويقول ضباط من قيادة عمليات صلاح الدين ومسؤولين في وزارة النفط ومقاتلون من الحشد في المصفاة بأن المجمع يسيطر عليه مزيج من مجاميع من الميليشيات منها عصائب أهل الحق ومنظمة بدر وكتائب حزب الله وكتائب الإمام علي. وقال مسؤول أمني مقره في بيجي بأن هناك حوالي 4000 من افراد ميليشيات الحشد في موقع المصفاة والمناطق المحيطة بها ، مجهزة بمجموعة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

 

واضاف "عصائب أهل الحق هم الاقوى". وقد ايد هذا التقييم مسؤولون أمنيون آخرون وضباط من الحشد في بيجي.

 

وقال بعض ضباط الميليشيات بانهم كانوا قد اعترضوا على عمليات نهب المصفاة ، لكن اعتراضاتهم رفضت. وقد اسر العديد من الناس الذين اتوا إلى المرفق مؤخرا بأنهم سمعوا اشخاصا يتحدثون من خلال مترجمين للفارسية ، وقال مسؤول أمني في بيجي بأنه يجري تنسيق مجاميع الحشد هناك من قبل ناشط ايراني بارز.

 

واضاف هذا المسؤول "انه هو المسؤول وهو يشرف على الأمن وأيضا ماذا يفعلون للمصفاة والمناطق المجاورة. كل هذا منسق".

 

(*)من نشرة "تقرير نفط العراق"

مقالة نشرت بالانكليزية بتاريخ 28 كانون الثاني 2016

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.