اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قوات سهل نينوى NPF .. مهامها القومية والوطنية// جرجيس يونان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

قوات سهل نينوى NPF .. مهامها القومية والوطنية

جرجيس يونان

 

بعد احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل في 10 حزيران 2014 وتهجير أبناء شعبنا من المدينة، غدونا على يقين بخطر تهديدات هذه التنظيم التكفيري على المناطق الأخرى، وخاصة التي يقطنها أبناء شعبنا في سهل نينوى. وبعد أن تمكن من بسط سيطرته عليها ليلة السابع من العام نفسه، قام بتهجير مئات الآلاف من أبناء شعبنا الى محافظات الإقليم الثلاث ومدن عراقية أخرى أكثر أمناً، فبدأت المعاناة الانسانية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي كان يعاني منها العراق والإقليم بصورة خاصة ولا يزال، ولكن بهمة حكومة الإقليم والمنظمات المحلية والدولية وجهود الكنائس والأطراف السياسية لشعبنا تم إسكان المهجرين في مجمعات سكنية وتقديم المساعدات لهم قدر المستطاع من أجل التخفيف من معاناتهم.

ولأول مرة في التاريخ تخلو مدينة الموصل وسهل نينوى من الكلدان السريان الآشوريين (المسيحيين) الذين يعتبرون السكان الأصليين لهذه المناطق، وهذا ما شكل صدمة للكثير منهم واعتقدو بأن كل شيء انتهى، كأنهم استسلموا لهذا الواقع المأساوي المرير، لا بل أن بعض القوى السياسية لشعبنا أيضاً كان لها هذا الشعور في بداية الأمر، وهذا ما التمسناه عندما اقترحنا في اجتماع تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية الذي عقد في 22 كانون الأول 2014 بمقر حزب بيت نهرين الديمقراطي أنه ينبغي تشكيل قوة عسكرية تدافع عن كرامة شعبنا ووجوده في هذا البلد اسوةً بباقي قوات المكونات الاخرى المتواجدة في المنطقة، فكان هناك من يؤيد الفكرة ولكن بشروط وأجندات حزبية وفردية تخدمه مادياً ومعنوياً، وآخر من رفضها من الأساس وقال بالحرف الواحد "هل شعبنا مُستعد للتضحية؟" وهذا الفريق كان من الذين صدموا بالحدث لقلة تجربته في العمل السياسي.

لقد كان حزب بيت نهرين الديمقراطي من القوى التي اقترحت تشكيل قوات نظامية عسكرية خاصة بشعبنا تخضع لقانون المنطقة التي يتواجد فيها لتكون قوة رسمية، حينها قام الحزب بالتنسيق مع اتحاد بيث نهرين الوطني بالإعلان عن تشكيل قوات عسكرية منظمة بإسم (قوات سهل نينوى) عبر بيان رسمي تم نشره في 27 أيلول 2014 والشروع بتسجيل المتطوعين، فتهافت المئات منهم الى مقار الحزبين في أربيل ودهوك وتم تسجيل (2861) متطوع. ورغم الدعايات المغرضة من قبل البعض من داخل البيت القومي ومحاولاتهم بإفشال هذه القوة وروتين النظام الإداري في وزارة البيشمركة وشروطها الصعبة، إلا أننا تمكنّا من تشكيلها وإرسال وجبة من المتطوعين الى معسكرات التدريب الخاصة بالوزارة.

وفي 6 كانون الثاني 2015 وفي مراسيم خاصة حضرها ممثلي أحزابنا القومية والاحزاب الكوردستانية والقادة العسكريين والأمنيين المتواجدين في سهل نينوى، تم فتح مقر فرع سنحاريب لحزب بيت نهرين الديمقراطي في تللسقف، ليكون المقر الرسمي لقوات سهل نينوى، حيث التماس المباشر مع التنظيم الإرهابي "داعش"، ولتصبح القوة العسكرية النظامية الوحيدة الخاصة بشعبنا هناك وتتولى مهام المشاركة في تحرير مناطقه جنباً الى جنب قوات البيشمركة وحفظ الأمن والاستقرار فيها.

ما يؤسَف له حقاً قيام جهات حزبية تابعة لشعبنا بين الحين والآخر بإطلاق سهام الحقد على هذه القوات وإلصاق التهم الباطلة بها لأسباب بات الجميع على معرفة بها، عادت حليمة الى عادتها القديمة، في حين كان من الأولى بهذه الجهات النأي بنفسها عن هكذا سياسات وشعبنا أحوج الى مساعدة وكلمة صادقة توّحد الجهود لا أن تبعثرها، لأنه عدا المرتبات الشهرية التي تستلمها هذه القوات، حالها حال القوات الأخرى، من وزارة البيشمركة التي هي جزء لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني العراقي وبعض الأمور اليومية البسيطة الأخرى، يتحمل حزب بيت نهرين الديمقراطي واتحاد بيث نهرين الوطني جميع النفقات الأخرى لهذه القوات رغم الظروف المالية الصعبة التي يعانيان منها.

اننا ورغم دعوتنا لأكثر من مرة في اجتماعات تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية بتوحيد التشكيلات العسكرية التابعة لقوى شعبنا عبر تنسيق الجهد العسكري من خلال التجمع والمشاركة في تحرير مناطق سهل نينوى، إلا أن دعوتنا هذه جوبهت بالرفض من قبل الجميع لأسباب لا مبرر لها عدا الحزب الوطني الآشوري الذي رحب بالفكرة، وهذا كان من أهم أسباب إنسحاب حزب بيت نهرين الديمقراطي واتحاد بيت نهرين الوطني من تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية، والتي لم تلتمس أي إستجابة للعمل القومي المشترك الذي يخدم شعبنا خاصة بعد معاناة شعبنا أثر تهجيره من مناطقه التاريخية بسهل نينوى سوى البيانات الإعلامية الرنانة التي ملّ منها الشعب ولا تُجدي نفعاً بدون تطبيقها على أرض الواقع.

إن تواجد قوات سهل نينوى جنباً الى جنب قوات البيشمركة في تللسقف ومشاركتها في جميع العمليات العسكرية بات أمراً ايجابياً يرفع من معنويات أبناء شعبنا، وهذا بحد ذاته رسالة الى عناصر التنظيم التكفيري بأننا متواجدون على أرضنا ولن نتخلى عنها. ومن جانب آخر نرى -كما الجميع- مدى اهتمام الصحافة المحلية والدولية بهذه القوات والإشادة بتواجدها في الخطوط الأمامية والانخراط في القتال مع "داعش"، فلماذا كل هذا الحقد ضدها من قبل أطراف من داخل البيت القومي رغم مدّ يد التعاون لها لأكثر من مرة؟

أنا أرى بأن الأمور أصبحت واضحة أمام الرأي العام ولا يمكن لأحد إخفائها، وإن الانفراد بالقرار السياسي والمصيري لشعبنا لا يخدم قضيتنا وتجارب الماضي أثبتت ذلك. وأخيراً نقول: ضعوا سيوفكم وسهامكم المسمومة في غمدها والكف عن توجيهها لأبناء شعبكم بل الى أعدائه وهم كثر.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.