اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

بين حزب البعث وحزب الدعوة الشعب يُقتل// عادل جبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 بين حزب البعث وحزب الدعوة الشعب يُقتل

عادل جبر

 

مسكين هذا الشعب الذي لم يهنأ بخيراته الزراعية وثرواته النفطية والمعدنية ومسكين هذا الشعب الذي لم يهنأ بتنوعه القومي والديني وطبيعة أراضيه !.

 

 فقد ابتلي بالحروب الصدامية الرعناء ، فتارة حروبا في أعالي جبال كوردستان بحجة العصاة والتمرد الكوردي ، وتارة بحرب طاحنة دامت ثمانية سنوات أكلت من الشباب العراقي إلى أن شبعت، ولكننا اكتشفنا إنها لم تشبع، فدخول الكويت واحتلالها على الطريقة النازية أبان الحروب العالمية الثانية ، كان ضمن هذه المسيرة الدموية ، فعملت ماكنة الحرب على أكل الشباب العراقي إلى أن وصلنا إلى اليوم المشؤوم باحتلال بغداد في 2003.

 

فجر الأحد في الكرادة كان داميا ، بكى فيه كل العراقيين من الشيعة والسنة والمسيح والكورد، وفي هذا اليوم توحدت مكونات الشعب على البكاء والحزن على أبشع جريمة في حق المواطن البسيط، الذي كان ينوي الفرح في أيام العيد، فهذه عائلة تشتري لأطفالها ملابس العيد، وهذا زوج يشتري فستان لزوجته بمناسبة عيد زواجهما، وأم تشتري هدية لابنها وبنتها لنجاحهما وتفوقهما في الدراسة، وشباب ذهبوا يتنزهون في مولات الكرادة بعد نجاحهم في الامتحانات، ولكن أيدي الإرهاب والقتل والمليشيات المجرمة والفساد والحاقدين على الشعب وسراق المال العام الذين عشعشوا في أجهزة الدولة أبوا أن يفرح الشعب في العيد، وأن يعيش المواطن حياته كغيره !

 

انهار الدم هذه تذكرنا بتلك الأيام التي كانت التوابيت المسمرة تعود من جبهات القتال إلى ذويهم لتزف لم ما يدعى ((بشرى الشهادة!!)) تلك المسامير دقت بإحكام على التابوت لكي ﻻ تكتشف بشاعة الموت وقبح القتل ! ، فكم من عائلة لم تعرف كيف قتل ابنها وكيف شكل جثته، أما اليوم فشكل الموت ماثلا أمام أعين الناس وأمام الكاميرات تصور حقيقته وقبحه !

 

في هذا اليوم اكتشفنا الفرق بين النظامين، فالنظام السابق كان يغلف الموت في صناديق مسمرة ويزفها لأهلها بأهازيج والنظام الحالي ليس لديه تلك التوابيت أو المسامير فهو يعرض الموت على حقيقته أمام الشعب.

 

سياسة الحزب الحاكم اعتمدت على اسلوب بدائي في السيطرة على الحكم باستخدامه للمليشيات وأهمل أجهزة الدولة والوزارات الأمنية له ، فأصبحت الكرادة عبارة عن مقرات لمليشيات سلطتها أقوى من الوزارات الأمنية الحكومية فهي تتجول بحرية مع سلاحها في بغداد .

 

المليشيات وحسب تجارب الدول التي مرة بظروف كظرف العراق ﻻ يمكنها ان تضبط الأمن والاستقرار، فالميليشياوي همه الكسب المادي وتحقيق الوفرة المالية له ليعود إلى بيته مليئا بالمال ليحقق نزواته ورغباته بينما العقلية الأمنية لأجهزة الدولة تستطيع حماية الدولة والمواطن.

 

الحزب الحاكم لا يستطيع أن يبني دولة المواطنة حين يستعين بالمليشيات وﻻ يمكن ان يستمر باسلوب الثارات والقتل، فهذا لم نجن منه غير الذي حصل في منطقة الكرادة المنكوبة وباقي مناطق العراق.

 

اليوم الشعب وصل إلى قناعات أنه الخاسر الأكبر والوحيد فهو اقتنع بأن سياسات الحزب الحاكم باءت بالفشل وجرت على الشعب الويلات كتلك السياسيات الرعناء التي مارسها حزب البعث في فترة حكم، نفس عدد القتلى كل شهر ونفس بشاعة الموت ونفس الدمار الاقتصادي.

 

آن الأوان لحل المليشيات وآن الأوان لبناء الشعب وبناء الدولة، وآن الأوان لنبذ العنف والقتل والثارات فنحن شعب يستحق الحياة ويحب العيش الكريم .. بعيداً عن أنظمة البعث والدعوة الدموية .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.