اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أهل السنة والجماعة عند الوهابية// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أهل السنة والجماعة عند الوهابية

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

أهل السنة والجماعة، هم الأهل أو العائلة أو القبيلة التى تتصارع عليها كل المذاهب الإسلامية المعتدلة منها والمتطرفة للانتساب إليها، والاستئثار بها، ويحملون لقبها ويسمون بها، فهى شرف كبير للجميع، ومبرر لكل مذهب أن يرد فعله إليها سواء كان على حق أو على باطل. كل المذاهب والجماعات ترى أنها الأقرب إلى سنة النبى قولا وعملا، وأنها الأحق بها، وفى حماها وتحت مظلتها. الوهابية التى لاتعترف بغيرها من المسلمين وتعتبر كل المسلمين بمذاهبهم جميعا أصولا وفروعا على شرك وضلال يعتبرون أنفسهم أهل السنة والجماعة، وغيرهم ليس على هدى النبى محمد أو سنته. الشيعة أيضا يعتبرون أنفسهم أصل أهل السنة والجماعة، لأن الأئمة الأربعة لايعرفهم رسول الله فأكبرهم سنا أبو حنيفة النعمان بينه وبين النبى قرن على وجه التقريب، وأيضا الإمام الأشعرى الذى يعتبر أصل أهل السنة والجماعة ولد عام مائتين وسبعين من الهجرة، ليس من الصحابة أو التابعين، وليس من هؤلاء جميعا واحد من آل البيت، أو من أصحاب رسول الله أو رفاقه، أو تتلمذ على يديه، ويصبح من باب أولى أن يكون إمام أهل السنة أحد الأئمة من آل البيت النبوى فهم تربية السنة المحمدية، وهم الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا، وأولهم جميعا إمامهم على بن ابى طالب باب مدينة العلم ووريث العلم النبوى، فكيف لايكون إمام أهل السنة والجماعة وهو رفيق وخليل صاحب السنة ذاتها؟ وتتساءل الشيعة ماذا كان حال المسلمين قبل ظهور أهل السنة والجماعة وكيف كانوا يتعبدون ويحتكمون؟. وليس الأمر غريبا أن تتشارك وتتصارع المذاهب المتطرفة، القاعدة والدواعش، وجميع المتطرفين على اعتبار أن ما يصنعونه جميعا هو من سنة النبى (كما يظنون) ويعتبرون أنفسهم على الهدى النبوى ولهم كل الحق فى تملك سنة النبى وكل من عداهم كافر وجب قتاله. ولما ذكر الإمام أحمد الطيب فى جروزنى (معتبراً أن أهل السنة هم فقط الأشاعرة والماتريدية فى الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة فى الفقه، وأهل التصوف الصافى علماً وأخلاقاً وتزكية) ثارت الوهابية كما ثارت الشيعة وكل الفرق المتطرفة، فكلهم يعتبرون أنفسهم أصل أهل السنة والجماعة، فمن أين يأتينا كل هؤلاء بما يصنعونه لنا أو يعتقدونه. الوهابية ليست على منهج عموم المسلمين أيا كانت تسمية أهل السنة والجماعة، فهم يعتبرون أن كل من كان مسلما غير وهابى فهو على ضلال وأهل شرك وبدع، ويطلقون عليهم (القبوريون) لأنهم يدعون مع الله إلها آخر ويطلبون من النبى الشفاعة، ويتبركون بأولياء الله الصالحين، وكل هذه من البدع والشرك، وفى هذا يصف محمد بن عبدالوهاب فى كتابه (الجواهر المضيئة) أن من يستغيث بالنبى محمد فهو جاهل ومشرك وكيف له أن يستجير بمخلوق عاجز؟ وكان محمد بن عبدالوهاب يرى أن الشرك قد عاد لعقائد المسلمين أكبر مما كان فى الجاهلية الأولى، والتى اتخذ الناس فيها الأوثان وسائط إلى الله فى المحن والعسر فقط، أما الآن فإن المسلمين قد اتخذوا أولياء ووسائط إلى الله فى العسر واليسر معا، وقد برر كفر هؤلاء وشركهم ووجب قتالهم وكتب فى هذا (إن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرا من الذين قاتلهم الرسول) وقال فى موضع آخر (إن الاعتقاد فى الصالحين أشد من الزنا وأشد من السرقة ولايقل عن عبادة الأصنام، وفعله كفر بواح ويتبرأ منه الرسول). الوهابيون يعتبرون كل المذاهب معطلة (جهمية) لأنهم يعطلون صفات الله تعالى فى التجسيم، وهو أن الله له أعضاء كاليد والأصابع والوجه والساق والقدم والرجل والعين، والجلوس والحركة والاستواء وغير ذلك من صفات المحدثات والأجسام، وهم يستدلون على ذلك بما ورد فى آيات الله (يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم) والآية (الرَّحمَنُ عَلَى العَرشِ استَوَى) والآية (كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ).

ولأن عموم المسلمين جميعا ينزهون الله عن فكرة التجسيم والتشبيه (ليس كمثله شىء) فاعتبروا أن يد الله التى يبطش بها ليست كيد البشر، وعين الله ترى لكن ليست كعين البشر، فكان اتهامهم بالمعطلة من الوهابيين. أما عن الأشاعرة فقال عنهم الوهابيون (إن الأشاعرة زائغون عن سبيل الرسل وأتباعهم، وسيكون مصيرهم إلى النار). وللشيخ بن باز رسالة بعنوان (أهمية التزام المسلم بالإسلام فى الدول غير الإسلامية (ضد أهل الزيغ والضلال والبدع الذين يسيرون على نهج المعتزلة أو الشيعة أو الصوفية أو الأشاعرة أو الأحناف أو الضاهرية وغيرهم من المشركين الضالين). والوهابية تعتبر نفسها الجماعة الوحيدة التى على الحق تمضى، وعلى سنة رسول الله تسير، ومن عداهم فهو كافر، وجميع المسلمين من غير الوهابيين ليسوا بمسلمين (يذكر أن الوهابية قد منعت فى بدايات دعوتها الحج لغير الوهابيين، على اعتبار أنهم غير مسلمين). أما رأى الوهابية فى المتصوفين (فإنهم زنادقة وشركهم أشد من شرك عبدة الأصنام فى الجاهلية) كيف يكون هؤلاء من أهل السنة والجماعة؟ أما عن أهل الشيعة وأهل السنة وما بينهما، فحدث ولاحرج، تكفير وقتال واستباحة أعراض وأموال وتشهير وتجريس وكل منهما متمترس خلف سنة النبى وهنا يظهر سؤال.

لماذا تعتبر كل هذه المذاهب المعتدلة والمتطرفة والتى تكفر بعضها بعضا السنة النبوية دليلها ومنهجها، ولكل منهم حجته ومواثيقه ويقينه؟.

 عادل نعمان

 

"المصري اليوم"

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.