اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تعليم التعليم العالي العربي// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تعليم التعليم العالي العربي

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«مينا» MENA، هي الحروف الأولى من عبارة «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بالإنجليزية، وهي كما يقول الكاتب الأميركي الهزلي مارك توين «الأسماء ليست كما تبدو عادة. فالاسم الويلزي الدارج بزجإكسسللوسيب يُلفَظُ جاكسن»!.. كذلك الأمر مع ندوة «مينا» حول «التحولات الجذرية في التعليم العالي» التي عُقدت صيف هذا العام في الجزائر، وشاركت في تنظيمها «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي» الجزائرية، و«البنك الدولي»، و«مركز التكامل المتوسطي»، ومكتب «اليونسكو» الإقليمي في بيروت، وساهم فيها ممثلو 113 جامعة ومؤسسة تعليم عالٍ عربية وأجنبية.

و«مفارقة التعليم العالي في (مينا)» عنوان بحث قدّمه في الندوة «شانتا ديفارجان»، كبير اقتصاديي «البنك الدولي» في «مينا»، وأعلن فيه فشل نظام مجانية التعليم الجامعي في البلدان العربية، وحمّله مسؤولية بلوغ التعليم العالي العربي أدنى مستوى في العالم، وتفاقم مشكلة البطالة التي تبلغ 40% بين خريجي الجامعات. وذكر أن فرض أجور على التعليم الجامعي يجعل الجامعات تتنافس فيما بينها، والطلبة يفكرون بمردود المبالغ التي يدفعونها.

ومفارقة انعقاد الندوة في الجزائر أن التعليم العالي يعادل في الأهمية الثورة الجزائرية التي انتزعت البلد من بين أنياب المستعمر الفرنسي. فالجزائر الأولى عربياً في عدد الجامعات، وفي عدد طلاب جامعاتها الذي تضاعف ثلاث مرات منذ عام 2000، ويزيد عددهم حالياً على المليون، وفي العام الماضي زار 2500 أستاذ وباحث جزائري جامعات 64 بلداً، وزار الجزائر 5 آلاف أكاديمي أجنبي، وعقدت جامعات الجزائر 1500 اتفاق مع الجامعات الأجنبية. ذكر ذلك طاهر حجار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري، وأكدّ تمسك البلد بمجانية التعليم العالي المنصوص عليها في الدستور.

وإذا كان التعليم العالي العربي بحاجة إلى التعلُم، فأول ما يحتاجه هو ألا يأخذ بتعاليم «البنك الدولي». وكلمة «ديفارجان» قطرة ماء تسقط على صخرة تستعر، حسب متحدث فلسطيني في الندوة. فهي تخلو من أي ذكر لأهم أسباب تدّني جودة التعليم العالي في منطقة «مينا»، وأولها تدمير حروب الاحتلال الإسرائيلي، والفرنسي، والبريطاني، والأميركي.. الهياكل الارتكازية للتعليم في فلسطين، والعراق، وسوريا، والجزائر، وليبيا، وثانياً نهب الأدمغة والكفاءات العربية. والافتقار إلى الإحصاءات حول أعداد الأطباء الجزائريين «المنهوبين»، قد تعوض عنه معرفة النوعية، فـ«إلياس زرهوني» خريج كلية الطب في الجزائر شغل 6 سنوات منصب مدير «معهد الصحة القومي» في الولايات المتحدة، حيث أشرف على أكبر موازنة للأبحاث العلمية في العالم، تزيد على سبعة مليارات دولار سنوياً.

و«أميركا أكبر سارق للأطباء في العالم، تعقبها بريطانيا، وكندا، وأستراليا»، حسب تقرير «نيويورك تايمز»، والذي ذكر أن ربع أطباء أميركا درسوا الطب في الخارج، وتصطادهم الولايات المتحدة بمرتبات تبلغ نحو ربع مليون دولار سنوياً، فيما لا تزيد مرتباتهم السنوية على 24 ألف دولار في بلدانهم. وسرقة أطباء البلدان الأخرى غير محرمة، بل تنظمها قوانين تعطي الولايات حق منح الإقامة للأطباء الأجانب الذين يوافقون على الخدمة في المناطق التي تفتقر إلى الأطباء. ولن تتوقف أميركا عن السرقة لأنها تحتاج خلال العقد الحالي إلى نحو ربع مليون طبيب، حسب «مجلس تجهيزات الأطباء والممرضين» في الولايات المتحدة.

غياب هذه القضايا الجذرية عن ندوة «التحولات الجذرية في التعليم العالي»، يجعلنا ندرك ما قاله عالم الاقتصاد جوزيف ستيغليتز، الذي نال بعد طرده من منصبه كنائب لرئيس «البنك الدولي»، جائزة «نوبل» عام 2001: «أنا على قناعة الآن بأن البلدان الصناعية المتقدمة لا تكتفي من خلال منظمات مثل البنك الدولي بألا تفعل كل ما تستطيع لمساعدة البلدان النامية، بل تجعل حياة هذه البلدان أصعب».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.