مقالات وآراء

ترامب يفضح نفسه بهذا الشريط// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ترامب يفضح نفسه بهذا الشريط

سعد السعيدي

 

يتكلم الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب في هذا الشريط عن العراق. وهو مما لم يركز عليه الاعلام الامريكي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية. والشريط هو عبارة عن تجميع لتصريحات ترامب حول العراق مما اطلق منها خلال فترة الانتخابات كررها في الصيف الماضي. في هذا الشريط يظهر ترامب في تصريحات تدل على وقاحة وعنجهية لا متناهيتان في نظرته الى العراق. الاهم يكشف الشريط عن اهدافه. انظروا ادناه.

 

https://www.youtube.com/watch?v=Voqr81Q1SCQ

     

نعرف جميعا بأن الاميركيين (وهم ليسوا وحدهم) يبغون الحصول على النفط بثمن رخيص ، وحتى بالمجان إن امكنهم ذلك. ويتذكر الجميع تصريحات جورج بوش الابن التي رددها قبل غزو 2003 عن إمكانية طرح العراق 10 آلاف برميل من النفط شهريا... "بعد تحريره" ! ونتذكر كيف انه بعد نجاح ذاك الغزو صار هو ورهطه يضغطون لإقرار قانون النفط والغاز. وقد عملوا كل شيء وقتها في سبيل إقراره. وإن فشلت محاولاتهم تلك فلا ضمان لدينا من انهم لن يحاولوا إعادة الكرة. وها نحن الآن امام رئيس جديد من نفس طينة ذلك البوش الاسبق وهو يكرر تصريحات ذاك لكن بشكل آخر.

 

قطعا لن يحتاج هذا الترامب لإعادة إرسال الجيش الامريكي للعراق كما صرح في الفيديو لاحتلال آباره النفطية. فجزء من هذا الجيش موجود في العراق اصلا في قواعد عسكرية معروفة وقد تجاوز عديده الستة آلاف (نتوقع انه سيضغط لابقائهم في العراق وحتى زيادة عددهم). وقد يلجأ لاعادة خلق داعش جديدة وبوجه آخر لتحقيق تلك الاهداف إن لم تنجح هذه القوات في مهمتها. وهذه المهمة هي منع اية عملية لتحقيق الوحدة الوطنية العراقية ، ولاستثناء المتورطين مع داعش من العقاب. لذلك لا يمكن الركون الى ادعاءات ترامب بقِدَم التسجيلات من مثل ما افرغه في اذن العبادي في الهاتف. فالامريكيون كما يتذكر الجميع هم من اتى للحكم بالعبادي الذي لم يحصل على نصف الحد الادنى من الاصوات الانتخابية. انه لامر خطير للغاية ان يتفوه شخص مثل هذا الترامب بمثل هذه التصريحات في الاعلام والتي تشبه التمهيد لإعلان الحرب. وحتى لو حاول التملص منها باللف والدوران في ادعائه الهاتفي فسيكون شخصا غير جدير في التعامل معه. وإلا فما ضمان إخلاصه في ادعائه هذا عن تراجعه عما كرره من تلك التصريحات اثناء حملته الانتخابية آخرها الصيف الماضي ؟ كان يتوجب مطالبة هذا الترامب بالاعتذار علنا عما تفوه به ، وعن انه لن يكون ممن يعتمد على هذا التقيؤ في سياسته الخارجية. لكن اذهبوا إسألوا العبادي عن السبب في اكتفائه باليسير مما تمتم له ذاك الترامب في الهاتف مما اخفى عنا تفاصيله. وهو ما يعادل القبول بالاهانة.

 

لذلك لابد ان يكون اول ما يجري القيام به بعد انتهاء عمليات تنظيف البلد من داعش هو إخراج كل القوات الاجنبية من العراق ، تلك التي تساهل العبادي الخانع في إدخالها وزيادة عديدها خلال فترة الحرب على داعش. والمساوي في الاهمية إن لم يكن اكثر هو في الابتعاد عن التسليح الامريكي تماما. فهو مما يستخدمه هؤلاء في ابتزازنا. وليكن إخراج هذه القوات اولى خطوات الرد على وعود ترامب الانتخابية الاخرى حول نيته إجبار الدول الاجنبية في المساهمة بالصرف على تواجد القوات الامريكية على اراضيها !!!

 

قد يكون ترامب قد خدمنا من حيث لا يدري ، فبدلا من ضرب اخماس باسداس مثلما رأينا هذه الايام الاخيرة من لدن بعض الكتاب ، صار لدينا اليقين الآن من توجهات الرئيس الجديد من خلال تصريحاته هذه... حتى وإن لم يبصقها علينا بالتركيز خلال حملته الانتخابية.