مقالات وآراء

صديقي شاگ الچفن// حسن الخفاجي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 04 كانون1/ديسمبر 2016 11:22

كتب بواسطة: حسن الخفاجي

الزيارات: 2402

الموقع الفرعي للكاتب

صديقي شاگ الچفن

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الكبار في السن يتذكرون نشرة اخبار العراق، التي كنّا نسمعها عبر المذياع،   والمذياع كان سلوتنا الوحيدة في ستينيات القرن الماضي. في نهاية كل نشرة نسمع اخبار الأطفال المفقودين. كان خبر الطفل المفقود يذاع: "فقد الطفل المدعو فلان عمره خمس سنوات حافي القدمين شعر رأسه اسود يرتدي دشداشة مقلمة . اغلب المفقودين يشتركون بتلك الاوصاف.

عيٓر صدام العراقيين اكثر من مرة بأنهم كانوا حفاة وهو من ألبسهم النعل والاحذية. عيٓرهم بفقرهم وهو كان فقيرا والفقر ليس عيبا، لكن السرقة والغنى على حساب المال العام هو العيب.

لي صديق لم يفقد يوما، لكن أوصاف المفقودين تنطبق علية تماما. لم يكمل هو وأي من اخوته الدراسة الابتدائية. في زيارتي لبغداد في العام ٢٠١٠. اتصل بي اكثر من صديق. كان الخبر المشترك لجميع هؤلاء ان صاحبنا (شگ الچفن) هذا الوصف يطلقه العراقيون على من يمتلك ثروات كبيرة جدا بوقت قياسي، بعد حالة فقر مدقع .

اتصل بي صديقي (شاگ الچفن) وأرسل لي سيارة حديثة يقودها احد اتباعه. ذهبت لملاقاته في مكتبه القريب من المنطقة الخضراء. ذهلت لما شاهدته وسمعته من ارقام لصفقات واموال وعقارات كان يساوم عليها. شاهدت مهندسين وفنيين اتراك يقدمون له خرائط وهو يهز برأسه، عندما غادروا ضحك قائلا: "هذول ما يعرفون اني ما اقرأ واكتب عربي أنوب جايبيلي خرايط". لعمق علاقتي به سألته دون تحفظ عن مصدر ثروته. اجاب: "كما تعرف انا لم اغضب أمي يوما، وهي دائما تدعو لي، لقد استجاب الله لدعاء الوالدة" !!!. .

عند اغلب العراقيين اعتقاد: من يتوفق وينال ما يريد يقولون عنه: (أمة داعيتله)، ومن يجانبه التوفيق وتجري الرياح بما لا تشتهي اشرعته يقولون عنه: (أمه داعيه عليه) . لو سرنا وفق هذه القاعدة وطبقناها على العراقيين نخرج بنتيجة كارثية، لان العراقيين سينقسمون الى قسمين لا ثالث لهما. معظم العراقيين (امهاتهم داعيه عليهم) والساسة ومقربيهم وحبربشيتهم ولوگيتهم من الكتاب واللگامة. هؤلاء فقط هم  (امهاتهم داعيات الهم) . هؤلاء لا يمثلون الا نسبة قليلة جدا من العراقيين، لا تتجاوز أعدادهم في أحسن الأحوال اكثر من مائة الف. كل العراقيين سواسية في تقاسم المظلومية  والفقر مع اختلاف في نسبتيهما من شخص الى اخر.

من الجنوب والوسط نبدأ، حيث الاستقرار الأمني ومركز الثروة العراقية، النفط وموانئ التصدير والعتبات المقدسة والزراعة. هذه المدن والمحافظات حطمتها  حروب صدام وزادتها احزاب الاسلام السياسي الشيعي خرابا، تناوبت هذه الاحزاب على حكمها وزادوها إهمالا وسرقوا اغلب ما خصص لهذه المحافظات من أموال، لقد تضخمت أموال الاحزاب والحزبيين وضرب الفقر وخراب البنى التحتية هذه المحافظات واهلها.

المحافظات الغربية أصبحت ساحة للصراع والقتال، بعدما استثمر معظم ساستها وأغلب رؤساء العشائر في الارهاب وقبضوا اموالا من الخارج من اجل التامر على العراق، جلبوا القاعدة وداعش وكل القتلة. النتيجة تهديم شبه كامل لأغلب المدن  السنية واغلب السكان مهجرين  ومشردين.

كوردستان مستقرة  وآمنة. خرجت من قبضة صدام منذ العام ٩١. لقد حصل الإقليم على الكثير من المساعدات الدولية قبل سقوط صدام وبعده. تعمرت كرودستان وسجلنا نقطة نجاح لساستها، لكن الانتكاسة طلت برأسها عندما جاع سكان الإقليم وعجزت حكومة الإقليم عن دفع رواتب موظفيها. ولا احد يعرف أين ذهبت أموال النفط المصدر من الإقليم وعائدات الجمارك والضرائب، الاغرب تقاذف ساسة الإقليم الاتهامات.

بإمكاننا القول اختصارا ان امهات من ذكرناهم من الساسة (داعيات الهم) ولايمكن لأمهات معظم العراقيين ان تدعي عليهم بالسوء، لم يبق بأيادينا وفق نظرية دعاء ام صديقي (شاگ الچفن) غير ان نقول: ان امهات الساسة رفعن اكفهن بالدعاء ان يوفق الله اولادهن ويفتح لهم خزائن العراق ليسرقوها ويفقرونا. اغلب ساستنا شقوا الأكفان وافرحوا امهاتهم وافقروا العراقيين. لصوصية وفشل من ذكرناهم أعطى للبعثيين الجرأة ومنحهم فرصة المقارنة بخبث بين اخفاق ساسة هواة فاشلين ولصوص، وبين  لصوص ومجرمين محترفين. فشل ولصوصية اغلب ساساتنا من الشمال الى الجنوب أعطي للبعثيين فرصة لمسح ذاكرة العراقيين. غصنا وانشغلنا بفسادهم ولصوصيتهم وأنسونا جرائم صدام. كان البعثيون متأهبين ليزيدوا الكيل ويبرزوا مساوئ الديمقراطية ومحاسن دكتاتورية صدام. يردوننا ان ننسى حروب صدام ومقابره الجماعية وقمعه وسجونه وما تسبب به من جوع وحصار ومتاجرة بارواح الأطفال. يقارنون بين الحصة التموينية بزمن صدام والحصة الان، لم يقارنوا بين رواتب الموظفين الان وفي زمن صدام، التي كانت لاتتعدى الخمس دولارات باحسن الاحول. لا يقارنون بين حرية اليوم وقمع الامس. لقد عقدوا مقارنات ظالمة سببها الفاشلون واللصوص، اللذين حكمونا بعد إطاحة صدام. 

يعيٓر البعثيون ساسة اليوم بفقرهم. الحقيقة ان اغلب من حكمونا منذ زمن صدام للان تنطبق عليهم مواصفات المفقودين الذين كانت إذاعة بغداد تخبرنا عن أوصافهم: حفاة يرتدون دشاديش بازة مقلمة، باستثناء القلة من اولاد الإقطاع السياسي والعشائري والتجاري والديني. هؤلاء كانوا ومازالوا لهم حصة الأسد من السرقات والفساد في كل الأوقات. 

مسحوا جرائم صدام بفسادهم ولصوصيتهم، ويريدون الان ان يمسحوا جرائم من اجرموا بحقنا بعد سقوط صدام. اسقطوا التهم او سيسقطونها عن خميس الخنجر وسيسقطون كل التهم عن دواعش السياسة وخفافيش المنصات والاعتصامات، جماعة قادمون يابغداد، الذين ادخلوا الدواعش لمدنهم وهددونا بهم. المؤسف ان المقارنة بين ساستنا وبين صدام تميل كفتها لصدام حتى من  قبل ضحاياه  .

كان لصدام فريق إعلامي واحد متخصص، اما (الداعيات الهم) امهاتهم، لكل واحد منهم كتاب مرتزقة وفضائيات ومواقع الكترونية ولگامة فيس بوك.

ان انتقدنا أحدهم هاجمنا كتابه ومرتزقته، اما اذا انتقدنا الكل في مقال مثل هذا  فسيصبح مصيرنا مثل مصير "غريب الچلاب" الذي تتسابق كل الكلاب لنيل عضة منه. الامثال تضرب ولا تقاس.

لليابانيين مثل يقول: (من سرق ذهبا أودع سجنا ومن سرق بلدا بويع ملكا).

فهل سيبايع العراقيون كل اللصوص ملوكا ؟.

" نحن نقوم بشنق صغار اللصوص ونعين كبارهم في المناصب الرسمية "ايسوب

• < السابق
• التالي >