اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لكل زمان جاندارك وجاندارك ...// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 لكل زمان جاندارك وجاندارك ...

لطيف پولا

 

اثارت صور لفتيات يركبن دراجات هوائية في شوارع بغداد نشرت على صفحات التواصل الإجتماعي ردود افعال وتعليقات كثيرة ومتنوعة, منها ما يثير الأشمئزاز بسبب النظرة الرجعية الضيقة والقاسية تجاه المراة والتي تحرم عليها كل شيء, ومن هذه المحرمات ركوب الدراجة. والساكت عن الحق شيطان اخرس. لذا كان علي ان ادلي بدلوي من خلال هذه المقالة ومعها ابيات من الشعر دعماً لكفاح المراة التاريخي.

                                                   لطيف پولا

 

 جيل الشباب وحده له القدرة على رفض القيود والظلم, واقتحام الركود وإحداث التغير من اجل مواكبة البشرية في نضالها التحرري وتحقيق طموحها في الحرية والتقدم وتعزيز المكاسب الاجتماعية والعلمية والثقافية التي جاءت نتيجة كفاح مرير خاضته الشعوب عبر قرون من الظلام والدكتاتورية والأنظمة الشمولية التي عملت على خنق الحريات وتكريس الجهل والتعصب والانقسام والحروب والضلال لتبقى في نعيمها القائم على مأساة الشعوب.. وعليه اقول للطلائع الشابة التي تريد اختراق الخطوط الحمراء التي تحجبهم عن الحرية: لا تستغربوا من كلام رديء يقذف من هنا وهناك بحق هؤلاء الفتيات وبحق كل من يحاول كسر القيود المتصدأة. لازال البعض ينعت السافرات بالزانيات! وبعض الآخر يعتبر ذهاب الفتاة الى المدرسة أو الى الجامعة نوع من انواع الدعارة !!. فكيف اذا شاهدوها وهي تركب دراجة هوائية؟! وبنات بغداد كما قلنا سابقا كن يركبن الدراجات منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين, ربما قبل ذلك. كل الشعوب عانت من مثل هذه الأحكام الجائرة. لعلكم استمعتم او قرأتم عن مأساة (جاندارك). أذكركم الان  ببطلة الشعب الفرنسي (جاندارك 1412ــ 1431م) رغم الفارق الزمني. حينما عجز الجيش الفرنسي عن تحرير أراضيه من المحتلين الانكليز, قادت هذه الفلاحة الشابة جاندارك الفلاحين وهي في عمر ثمانية عشر عاما, وهجمت على اقوى قلعة للجيش الإنكليزي تلك القلعة التي عجز الجيش الفرنسي عن الأقتراب منها! لكن جاندارك ومعها جيش الفلاحين تمكنت من احتلاها لتهزم الانكليز شر هزيمة!. أثار هذا الانتصار التاريخي الحماس لدى الجنود الفرنسيين ليتمردوا على قادتهم ويلتحقون بها. واستطاعت ان تستقطب كل الثوار المتطلعين الى تحرير الاراضي الفرنسية من المحتلين الانكليز. فتمكنت بذلك من سحق الجيش الانكليزي وحررت اراضي فرنسا, فكان ذلك النصر بحق معجزة تاريخية أثار حفيظة ونقمة عملاء الأنكليز من الفرنسيين, من القادة الفاشلين وبعض رجال الدين المستفادين من وجود المحتلين. فاتهموا البطلة جاندارك بالزنا! . وكان ذلك الإتهام, حسب شريعتهم, كافياً لإسقاطها وتلويث سمعتها وتجريدها من شعبيتها بين جماهير فرنسا. رفعوا اوراقها الى الجهات العليا في الكنيسة. صدر أمر حرقها من البابا ليُنفذ بها الحكم بالموت حرقاً عام (1431م) , وهي في التاسعة عشر من عمرها. ولكن الشعب الفرنسي لم يسكت على العملاء والمشعوذين والدجالين, ظل يطالب بشرف بطلته جاندارك ومعاقبة المنافقين الكذابين. وبعد افتضاح امر العملاء والمساومين بوطنهم من اجل مكاسب مادية اصدر الفاتيكان قراراً اُعتبرت الثائرة جاندارك بموجبه بطلة الشعب الفرنسي وقـــديــســة !!! (اجل من زانية الى قديسة!!) اصبحت اليوم جاندارك بطلة الشعب الفرنسي خالدة وقديسة. فلا تستغربوا ...! بل توقعوا كل شيء لأن الحرية لا تُمنح,  وهي اخطر شيء بالنسبة لأعدائها الجاثمين بثقلهم على صدور الملايين ولالآف من السنين. ولهذا اقولُ لهذه الكوكبة من الفتيات :

            يا كوكبةً.....!!!

يا  كـوكـبـةً  سَـطـعـت  لتمزقَ  سُـدولَ  الـظـلام ِ

جيوشُ الدُجى لا تخشى إلا الشموعَ وبدرَ التمامِ

 شَبِـعْـنا من الـمـواعـظِ , مُخـدراً, يـفـتـكُ بالأنـام ِ

ومِـن شــدَّةِ بـؤسِـنا نَـحُـنّ إلـى غـابـر الأيــام ِ

إنّـا أهـلُ الـحـضاراتِ نَـتـوقُ إلـى الأمنِ والسلامِ

إلـى الحـقـلِ والمعملِ, ووطنٍ خـالٍ مِـن الأصـنـامِ

فوحـوشٌ انـتـعـشـت بالـدمـاءِ  وسـحـتِ  الحـرام

لِـيَـهُــلَّ  زحـفـُكـنَّ  ثورةً  دونِ  سـيـوفِ  وأعـلامِ

 فـالـتـقـدمُ  يُـصـنعُ   بالأفـعـالِ  ولـيـس  بالـكـلام ِ

 

شـعـبٌ  فيه مثلكنَّ لن يستسلمَ ,  فـإلـى الأمَــامِ !

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.