اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العبادي راضٍ عن تباطؤ عمليات تحرير الموصل// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العبادي راضٍ عن تباطؤ عمليات تحرير الموصل

سعد السعيدي

 

هذا هو ما صرح به العبادي قبل ايام حول عملية تحرير الموصل. فمن المؤكد بأن الاستنزاف البطيء للميزانية وغير هذا من تأجيل الاستحقاقات الاخرى لا يمكن ان يكون غير فأل خير لهذا الشخص ورهطه.

 

ها نحن في الشهر الثالث لعملية التحرير وما زالت القطعات متعطلة عند بضعة احياء في الجانب الايسر من الموصل.

 

لفهم ما يحصل على الارض ننظر اولا كيف جرى تحرير مدينة حلب السورية.

 

فقد قام الجيش السوري بإكمال تطويق المدينة من جهتها الشمالية بشكل محكم. وكانت هذه القوات تسيطر اصلا على نصف المدينة الغربي وتحاصر نصفها الآخر بمساحات اخرى عريضة. وقد اجريت عملية التطويق بشكل لم يترك للارهابيين المحاصرين إلا المساحة الضيقة داخل المدينة حيث قلص هذا الاجراء من إمكانيات هؤلاء للتحرك والمناورة. بعبارة اخرى جرى استخدام المدينة ومبانيها وازقتها كفخ للارهابيين. وزيادة على طريقة التطويق الخانقة هذه فقد اجبر الارهابيين على القتال على عدة جبهات بوقت واحد مما ساهم في إنهاكهم. بعد اكتمال عملية التطويق انطلقت عمليات التحرير الفعلية لباقي المدينة حيث بدأت في ايلول الماضي وانتهت قبل بضعة ايام.

 

ماذا بشأن تحرير الموصل ؟ على عكس حلب لم تكن القوات العراقية تسيطر على اي جزء منها. لكن ليس هذا بالشيء المهم. فحسن رسم الخطة وذكاء القيادة هو ما سيحسم المعركة كما هو معروف. هل نرى ايا من هذا هنا ؟ لنستعرض ما لدينا من معلومات حتى الآن.

 

انطلقت عمليات التحرير في 17 من تشرين الاول الماضي بعملية تطويق لمناطق شرق مدينة الموصل من الجهات الثلاثة شرقا وشمالا وجنوبا. بعدها كان لقوات مكافحة الارهاب السبق في اقتحام المدينة من جهة الشرق وهي مستمرة بعملياتها. بالمقابل نلاحظ بأن القوات التي انيط اليها واجب فتح جبهات اخرى شمالا وجنوبا للمدينة يبدو ولسبب غير واضح وكأنها لم تصل الى تحقيق اهدافها. فقوات الشرطة الاتحادية التي كانت قد وصلت الى مسافة كيلو متر تقريبا من معسكر الغزلاني جنوب المدينة نهاية الشهر الماضي ما زالت ولسبب مجهول تراوح في مكانها. وقوات الفرقة 16 المفترض اقتحامها للمدينة من الجهة الشمالية هي ايضا ما زالت تراوح في مكانها. ولا ندري اين امست في تقدمها بالضبط وإن كانت قد دخلت المدينة ام لا. فالاخبار نادرة من هذه الجبهة وغير واضحة مما يجعلنا نتساءل إن كان الامر متقصد الحدوث بهذا الشكل.

 

من الجهة الاخرى فقد تأخر إطلاق قوات الحشد الشعبي باتجاه تلعفر غرب الموصل بوقت ما بعد انطلاق عمليات التطويق اعلاه. ويلاحظ علاوة على هذا التأخير بأن المنطقة التي انيط اليهم تحريرها تتميز بكونها واسعة مترامية الاطراف ولا تتوفر فيها الطرق المعبدة. والهدف المناط اليهم تحريره – اي تلعفر - بعيد على عكس القوات الاخرى التي كانت على مسافة اقرب كثيرا الى الموصل. لكنهم قد انجزوا المهمة مع ذلك ووصلوا الى تلعفر وحرروا مطارها في منتصف الشهر الماضي. لكن منذ ذلك الحين ونحن لا نعرف وجهة هذه القوات ولا ما تفعله. فقد انقطعت الاخبار عنها هي الاخرى تماما. فهل استمرت في عمليات التحرير نحو الحدود السورية ام انها اتجهت نحو الموصل ذاتها ، ام انها تنفذ واجب آخر ؟ هنا ايضا يحيط الغموض الموضوع ولا ندري ما الذي يجري.

 

ماذا نرى مما يحدث هنا ؟ نرى ان الجيش قد ترك للارهابيين مساحة واسعة للحركة داخل الموصل وخارجها. فما زال هؤلاء وبعد شهرين على انطلاق العمليات يسيطرون على نصف المدينة الغربي والنصف تقريبا من النصف الآخر الشرقي. وتُركوا يحاربون على جبهة واحدة فقط دون ان يبادر بزيادة الخناق عليهم بفتح جبهات اخرى. لماذا لا يوجد تقدم من الجهات الجنوبية والشمالية من المدينة ؟ لماذا يجري ترك قوات مكافحة الارهاب لوحدها بمواجهة الارهابيين في الجهة الشرقية ؟ إذ لا نرى اي تقدم لهذه الاخيرة منذ اكثر من اسبوعين.

 

كذلك ، هل كان هدف قوات الشرطة الاتحادية التقدم بمحاذاة نهر دجلة ومسكه بعد تحرير معسكر الغزلاني لقطع إمكانية حركة الارهابيين بين ضفتي المدينة ؟ لو صح هذا الافتراض لكان قد وفر علينا وعلى اهالي الموصل ضرب البنى التحتية مثل جسور المدينة التي لا يوجد احسن من التحالف الدولي الساقط في اتقان تدميرها !! لكن هل كان هذا هو هدف هذه القوات ام كان لها هدف آخر ؟

 

ما نراه للآن هو ان عملية تحرير الموصل تتباطأ ولا من تقدم. ولا ندري لماذا لم يجر مثلا تطويق المدينة بشكل محكم مثلما جرى الحال مع حلب. وما تكون هذه الاريحية في ترك مساحات واسعة للارهابيين في الحركة سواء داخل المدينة او خارجها. وليست هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها تعمد عرقلة التقدم العسكري على الجبهة. إذ قد جرى نفس الشيء عند عمليات تحرير الانبار. فكان التقدم يجري لبضعة امتار فقط ، ليتوقف بعدها لاسابيع !

 

هل نستنتج مما نرى بأنه كانت هناك نية مبيتة اصلا لعرقلة تحرير الموصل ؟ عرقلة تحرير الموصل بهذا الشكل يعني ان الحسم لن يحصل مطلقا هذه السنة على عكس ادعاءات العبادي. وهو ما سمعناه من الاعلام الغربي الذي اعلن مرارا قبل بدء عمليات التحرير بأنها ستستمر لشهور. فهل جرى تسريب تفاصيل الخطط العسكرية للغربيين ايضا ؟ كذلك فاستمرار تباطؤ العمليات معناه ايضا استمرار استنزاف الميزانية الى ما لا نهاية ، واعادة إغراق البلد في المديونية بالضبط مثلما كان الحال عند سقوط النظام السابق. وهذه هي ايضا إحدى اهداف كل هذه الدول الغربية التي تدعي مساعدتنا في محاربة هذا التنظيم الارهابي.

 

ننتظر التوضيحات من القائد العام للقوات المسلحة ، ذاك الذي لم نعد نثق به وبقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.