اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قص الشريط .. طموحات المواطن// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قص الشريط .. طموحات المواطن

علي اسماعيل الجاف

 

نرى كثيرا من البرامج والمشاريع التي تعد بأسلوب معياري ورقيا وتثبت الاشياء حسب الاسس والطرق التي تعتمد الجودة في تشيد مشروع خدمي او انتاجي او صناعي، ويتطلب ذلك جهودا اضافية تبذلها الجهات المعنية في تقديم افكار مثالية وريادية شفويا لتصل بها الى متابعة الشخص او المنظم او المعني، لكن ذلك يواجه بتعديلات وتحويرات تجرى اثناء او بعد العمل الرئيسي الذي قد يعيق او يؤخر الانجاز والموافقة النهائية على المشروع او الخطة او البرنامج.  في حين، تتدخل اطراف من باب التقديم الشفوي او النصح العابر او المساهمة غير المبررة في ابداء الرأي او الفكرة في محطات معينة من العمل؛ ويحصل ان يكون هناك خلل او اعاقة غير مقصودة يتم تلافيها من حيث المكان والزمان والاحتياجات الاخرى.  كذلك، يتطلب الامر تدخل ميداني او موقعي لحسم كثير من الامور العامة او الخاصة كمقدمات يتم اتباعها دوريا.

 

وبعد، تشهد البلدان المتقدمة تطورا واضحا في مرافق مهمة وحيوية يكون الانسان هدفا فيها، فنجد الطالب الذي ينجز بحث معين في اختصاص انساني او علمي يطلب منه ان يفكر كثيرا قبل البدء بالبحث العلمي او الانساني بصيغة المحتوى والمضمون والافكار والبيانات والمصادر، لكن الاهم من هذا كله هو: الاهتمام الصريح والجدي المنتج بحاجات وطلبات الانسان او الفرد الذي يعيش في بلدهم بمعنى ان حيز او مدى البحث لايمكن ان يخرج خارج اطار الخدمة العامة او الخاصة بغية توفير رفاهية او خدمات او منتوجات تساهم في رفاهية او انتعاش او تطوير الواقع، ولنذهب ابعد من ذلك لنقول ان التنمية البشرية، علم صناعة الانسان والمؤسسات وهندسة عقله وبرامجه، فعالة بصورة مثالية تشرك الفرد او المواطن في البلدان المتطورة لابداء رايه حول موضوع او فكرة لان عدم الاشراك يعني العزلة مما يبعد التعاون في النهاية بين الجهة المنفذة والمستفيدة وقد تكون الفوائد بعيدة عن طموح وحاجة وطلب الانسان او الفرد بحيث يستدعي دراسة واقعية وحقيقية تكلف اموالا وجهودا مستقبلا!  فاليوم البرامج والمشاريع الانتاجية والخدمية بحاجة الى توفير اطار وتركيب يكون محوره الفرد او المواطن ويشارك فيها بمساهمات واقعية وجدية لكي يشعر باهميتها وفوائدها له والى الاخرين الذي هم يتفرجون الان دون معرفة اسباب عدم وجود اهتمام حقيقي بشؤون المواطن وقضاياه.

 

فقد رأيا امثلة كثيرة حول المشاريع والبرامج والخطط والافكار التي نفذت في بلدنا من قبل جهات عديدة تخص الجانب الخدمي والانتاجي كالصحة والتربية والتعليم والزراعة وغيرها، لم نرى جدية المشاركة والتفاعل بين المواطن والمؤسسات بحيث هناك برامج كثيرة تخص تقليل نسب الوفيات لدى الاطفال، وتقليل نسب الاصابة بالامراض المزمنة رغم وجود فرق مختصة بالتوعية والتثقيف وبرامج وورش ووسائل اعلامية ومنشورات توعية، لهذا، نسأل السؤال البسيط، هل ان نسب الاصابة بامراض القلب والسكري وضغط الدم لاتتناسب مع عدد مراكز القلب في بلدنا ام برامج التوعية لم يحدث عليها تطوير لتقنع المواطن ان يقلع عن التدخين او يمارس الرياضة او ينظم برنامجه الغذائي؟ 

 

بجانب، ان الدراسات العليا في بلدنا باتت تتجدد سنويا بتعليمات وضوابط محكمة لمن يقرأها وتتداولها مواقع تواصل ومؤسسات ودوائر معنية، رغم ان الدراسات العليا تعني: توفر الرغبة لاتعني منح شهادة !  وهل استطاعت الاطاريح والرسائل المتكدسة في الرفوف ان تجعل من بلدنا نموذجا فرديا في معالجة ظاهرة اجتماعية باتت في تزايد يوميا هي "ظاهرة الطلاق" او "التسول" وهي من الدراسات الاجتماعية، ومواضيع تخص تطوير قطاع الطب في توفير اختصاصات نادرة محليا بدل ان يكون مريضنا ضحية الدول يتجول هو واسرته ويصرف مبالغ طائلة لكي يجري عملية جراحية مثل القلب المفتوح او تبديل مفصل ركبة!  اذن، اين هي الشهادات العليا او مراكز الدراسات المتقدمة والمتعددة والمراكز البحثية!؟

 

هنا، نقول الاتي:

1.    اعادة النظر بمخرجات الدراسات العليا، وتوفير معايير ثابتة لا تتغير بتغير مدير او وزير ويستثنى منها فرد او مجموعة اشخاص.

2.    علينا ان نفعل موضوع التوأمة، ولنعترف ان هناك قصورا واضحا في مخرجاتنا، فلنجب الهندي ليجري عمليات القلب المفتوح، واللبناني ليجري عمليات التجميل، والايراني ليجري عمليات العيون، والاردني ليجري عمليات زرع الكلية، وهكذا.

3.    الغاء موضوع المعدل والعمر، الدراسات العليا هي ليست حكرا على فرد او مجموعة افراد، انما هي شهادة اولية رغم الدكتوراه، بمعنى علينا ان نبدأ بفتح مدارس في القانون والطب والزراعة والصحة والتجارة والمال والتربية، فلماذا المدرس يتعين مدرس ويتقاعد مدرس، كيف سيتطور من خلال المنهج او ناتي بنظام التطوير العلمي واستحداث الدراسات العليا له بحيث تكون تلك الدراسات تابعة الى وزارته وكذا الحال للقانوني والمحاسب والمهندس.  لنغير واقعنا كما تفعل البلدان.

4.    الجودة التي لم تطبق بعد، لماذا لم تطبق في التربية والتعليم، نحتاج تفعيلها لمعالجة نسب الرسوب لدى الطلبة في مراحل الدراسة الاولية والعليا.

5.    الدراسات العليا بدون بحث لافائدة منها، علينا ان نطلب من المتقدم للدراسات العليا ان يقدم ثلاث بحوث اولية وبحث متقدم لنعرف ان هذا الفرد سيساهم في تقدم اختصاصه كونه حاصل على شهادة ولديه خبرة خصوصا لمن مارس المهنة، فنحن باقون في وضع قيود غير مبررة عالميا، مثلا، يحصل على شهادة الحاسوب وهو لايجيد استخدامه!!!  يحصل على شهادة الكفاءة في اللغة الانجليزية وهو لايجيد لغته الام!!! او يكتب رسالة رسمية او غير رسمية وفق ضوابط القواعد او لايتكلم اللغة ، اذن ما فائدة هذه الشهادة!  علينا ان نعيد الحسابات جيدا في برامجنا ومشاريعنا واعتماد البحث العلمي في القبول للدراسات العليا بدل المعدل والعمر وغيرها.  لماذا لانفتح مدراس دراسات عليا وتكون الوزارة جهة رقابية ، فماذا نقول لو تحولت الصلاحيات الى المحافظات !  نحتاج مدرسة القلب ومدرسة القانون ومدرسة الزراعة ومدرسة المال وهكذا لاننا مازلنا نطلب العلم وهذه المدارس تخصصية متقدمة.

6.    فلاحنا بحاجة الى دعم لتفعيل المنتوج المحلي، فنهناك الكثير من حملة شهادة كلية الزراعة والبيطرة، لنقدم دراسة مهنية تستوعب هؤلاء بمشاريع ريادية عبر التوأمة المدنية والمهنية والاكاديمية لتوفير حقول متنوعة واحواض اسماك محلية وتربية الابقار والمواشي وتفعيل الحدائق العامة والنباتات المتنوعة وحدائق الحيوانات التي تتطلب تفعيل الاستثمار للارض والبشر وفق مبادرات متواصلة تشرف عليها الجهات ذات العلاقة، وهي مشاريع بحثية يمكن ان نمكن ونطور وندعم مواردنا البشرية التي باتت تتجول في البلدان بحثا عن قبول او دراسة.

7.    اعادة النظر في الطلبة الدارسين في خارج البلد، وتوفير دراسة منطقية ومهنية في استثمار اموال الطلبة الدارسين في الخارج كونها ستوفر فرص عمل لمطعم او فندق او مكتبة او مطبعة او سوق عام ، فلماذا تهدر اموال الطلبة في بلدان مثل الهند ولبنان والاردن وماليزيا ونجبر بعدها في معادلة تلك الشهادات، وجامعاتنا بامس الحاجة الى اموال لتطوير مؤسساتها، اذا كانت هناك مسالة تخص عدم توفر طاقات من الملاكات التدريسية تستوعب عدد المتقدمين ، يوجد لدينا اساتذة متقاعدين يمكن استثمارهم وهم كبار الاساتذة للاشراف على الطلبة وتدريسهم، لنتعلم من مشروع التوفل والايلتس الذي يكون شرطا في قبولك في الجامعات الاجنبية، ما هو الهدف الجوهري من الحصول على هذه الشهادة التي تخص اللغة عند قبولك باحد تلك الجامعات الاجنبية، هل هو مشروع استثماري بوابته شهادة الكفاءة في اللغة، ولم نسمع عن تغيرها منذ زمن طويل رغم تبدل الرؤساء في تلك الدول؟

8.    لنأخذ مشروعا اخرا، البطاقة الوطنية، لماذا يكون وقته طويلا من حيث وضع 5 سنوات لانجازه، لنشكل فرق متدربة ومتطورة قادرة على تفعيله ميدانيا وموقعيا فلدينا اليوم المريض والعاجز الذي يعاني من الشلل او العمى وغيرها من الحالات الاجتماعية مثلا امرأة فقدت زوجها لا يستطيعون الحضور، لنفعل البرنامج المحمول، وهي في فترة العدة لتحول حالتها من متزوجة الى ارملة، فلماذا لانجري تعديلات على البرنامج بما ينسجم مع اعرافنا السائدة؟ وغيرها من الامور لامجال لذكرها او حصرها تستفيد منها المؤسسات مستقبلا.

نحتاج اعادة المصانع والمعامل المحلية التي تساهم في توفير موارد محلية ومنتوجات محلية تقلل من الكاهل على المواطن ، فنحن سعداء بوجود معامل للاسمنت والحديد والالبان تنتج يوميا يستفاد منها المواطن بعيدا عن المستورد، فهذا يسجل للجهات ذات العلاقة على تفعيل هكذا قطاعات.  النظرة السائدة لدى المتخرجين من الطاقات الشابة ترغب بالتعين اولا دون التفكير بقضايا اخرى، وعلينا ان نقدم دراسة تجعل من المتخرج حديثا، حسب اختصاصه، يلجأ الى وسائل اخرى غير التعين وهذا واجب الحكومة منها: انشاء مشاريع محلية بدعم حكومي.

 

اخيرا، ان نقص الشريط لايعني ان المواطن يعيش في رفاهية وينعم برخاء تام، فقد تجد قدم البرامج في مؤسسة او دائرة تجعل من المواطن يقف لساعات في طابور الانتظار لانهاء معاملة، وفي بلد مجاور تجد الجواز يصل بطائرة صغيرة مبرمجة حسب المواصفات المتقدمة لتصل الجواز الى دار الشخص!  هل نحن عاجزون عن توفير هذه التقنية وجامعاتنا وشهادات عديدة وخبراء كثيرون لدينا، اذن، اين الموضوع الحقيقي الذي يقف عائقا دون تقدمنا وتطور مؤسساتنا وتوفير المهارة الحقيقية في المؤسسات الخدمية؟  نتمنى ان لايكون قص الشريط مجرد زيارة وانما دراسات بحثية.  نرى البلدان الاخرى فعلت التنمية البشرية لان اساس البناء هو الانسان ليشارك ويساهم ويدعم المخرجات والعمليات والمدخلات وبدونه لن نرى تغييرا قريبا في واقعنا في قطاعات متعددة واعطينا امثلة مختصرة اعلاه لتوضيح الامور بلغة التعبير المهني.  فنرى مؤلفا او باحثا او استاذا لديه العديد من الابحاث والانجازات والدراسات القيمة بحاجة الى احتضان من قبل المعنين، بجانب اقامة ملتقى او مؤتمر او افتتاح مهرجان او غيرها تتوافد الكثير من الجهات، وتؤخذ الصور ويتجمع الجميع للتسابق على قص الشريط، اين المواطن في هذه المعادلة؟  نتمنى من الجميع ان يكون المواطن هو اهتمامهم الاول.  فهناك مشاريع تصرف عليها المبالغ الكبيرة جدا، تسلط الضوء على تعلم الغناء، لكن لا يقابل ذلك مشاريع محلية تعزز الابتكار والابداع والريادة واحتضان المبدعين والموهوبين والطاقات المتميز في البلد، ونقول: لنمنع تلك المشاريع التي تعزز تعلم الغناء مثلا!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.