اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

المغتربون: متى يعودون الى ديارهم// عباس طريم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

المغتربون: متى يعودون الى ديارهم

عباس طريم

اريزونا

 

لم نحسب حساب الأيام وتقلباتها, ولم نخطط لرحيلنا الى المجهول, ولا نعلم بان الزمن, سيدفعنا دفعا الى حيث الاقامة في ديار المهجر. الى قوم .. كنا نسميهم "الكفرة" في ادبياتنا وثقافتنا الدينية. واصبح التعايش مع هؤلاء القوم يقظ مضاجعنا, وكيفية التعامل معهم, تسيطر على افكارنا وتسلب راحتنا. ومع الأيام.. وجدنا في هؤلاء "الكفرة" الذين لا يعبدون الله مثلنا, ولا يصلون, ولا يبكون في عاشوراء, ما فقدناه في بلادنا.. من تعاون ومحبة ومصداقية, ونزاهة, وعدالة. ووجدنا القانون, الذي لا يفرق بين, زيد وعمر, والرحمة التي لا مثيل لها, وتعكس ايمان الحكومة بابناء شعبها, وبتفعيل شعاراتها والعمل على تامين متطلباتهم المعيشية, وتوفير كل ما من شانه, ان يسهل صعوبات الحياة اليومية.. من سكن, وراتب تقاعدي, وسلف مباشرة من البنوك, وتأمين صحي لكل فرد, وتوفير سبل الدراسة, ومنح الدارسين منحة سنوية, لتشجيعهم على مواصلة دراستهم في الكليات والجامعات. ومن المفارقات العجيبة! انهم يخفضون الأسعار في شهر رمضان, تعاطفا مع المسلمين, بينما أصحاب المحلات العربية ..ينتظرون حلول الشهر الكريم, ليرفعوا الأسعار الى اعلى درجاتها.

في الولايات المتحدة أمريكية, يريدون منا.. ان نعمل, ونصدق في تعاملنا لنحصل على المال والاعمال والفرص, ونكون اثرياء, الكل تثق بنا وتفتح لنا فرص العبور الى حياة الرفاهية والنعيم. ولكن اغلبنا يقول: [والله ما نصدك لو اتطكون راسكم بالحايط] لهذا تجد السواد الأعظم منا يتجه الى الاعمال التي تكفيه يومه من مأكل ومشرب, او يتجه الى التقاعد الذي لا يسمح لك بالعمل , ويكبل يديك تماما.

ومع هذا الأمان والراحة, نحن الكبار.. نحن الى ديارنا وارضنا واهلنا واصحابنا, ونتمنى العودة الى وطننا العزيز الذي يعيش في قلوبنا, ونعيش فيه.

والمشكلة.. ان الكثيرين منا لا يملكون شبرا واحدا في العراق, والحكومة العراقية, لا تعرف معنى "العدل والانصاف" والذي يزور العراق  ويطالب بحقوقه, ويشعر بمظلومية! لا يعرف الى اين يتجه, ولا الى اين يذهب. لان البلد.. ينطبق عليه المثل القائل: [ضاع ابتر بين البتران]

والقانون في بلدي, يغط في نوم عميق, والحقوق ضاعت, على مراى ومسمع من أصحاب القرار.. الذين لم يستفد من وجودهم.. سوى من ينتسب لاحزابهم, ومن الأقارب والاصحاب. 

ان العراق, يسبح في بركة من النفط, ويمتلك من الأموال, مالا تأكلها النيران, وهو اغنى بلد في العالم, حسب التقارير التي تردنا من هيئات خاصة في الأمم المتحدة, تشرف على تقاريرها, عقول اقتصادية كبيرة, تمتلك المصداقية والخبرة. ومع هذا.. فان الفقر المدقع يصيب غالبية أبناء هذا الشعب الكريم.. الذي عانى الامرين, البحث عن لقمة العيش الكريمة, والموت الذي يتربص به, من خلال الانفجارات.

اننا نفكر بالعودة الى اهلنا وديارنا, ولكن اين نذهب؟ واين هي ديارنا التي تركناها خلفنا؟ واين حقوقنا كمهاجرين, حكم علينا الزمن ان نترك الديار ونهاجر الى ان يفتح الله  لنا الفرج! ويهيأ لعوائلنا السبيل الذي يعيننا على العودة والعيش الكريم؟.

ان الحكومة العراقية ياللاسف, لا تفكر بالمهاجرين بصورة جدية, بالرغم من ان الساسة الذين يحكمون العراق, جلهم من المغتربين الذين هاجروا في ظروف مختلفة, وعادوا بقدرة قادر كمسؤولين في الحكومات المتعاقبة على حكم العراق. وكنا نتأمل منهم ان يشعروا باخوانهم في المهجر, حيث الظروف المتشابهة, وقساوة الحياة التي عاشها الجميع. من هنا جاء العتب على هؤولاء الذين خلت قلوبهم من الرحمة, وتنكروا لاخوانهم في المهجر, وتناسوا قول الرسول ص [احب لاخيك, كما تحب لنفسك] واخذوا بقول الشيطان الرجيم الذي يقول: [احب لنفسك فقط , ولا تحب لاخيك شيئا]

 لذا ضاع الامل بان نجد منصفا ينقذنا من الضياع والغربة القاتلة التي اوصلتنا, قاب قوسين او ادنى من الموت. واصبحنا كما يقول المثل العراقي [لاني الهلي ولاني الرفيجي] . ان حكومتنا للاسف, لا تضع برنامجا للتواصل مع المغتربين, ولا تشعرنا بقربها منا, ولا تبني جسورا للتواصل مع الجالية العراقية, ومن يحاول ان يتصل بها لتأسيس انموذجا مدروسا للتواصل, لا تعطيه اذنا صاغية.. خاصة اذا كان متعلما ومثقفا.. لان الاميين الذين يهيمنون على الساحة الثقافية اليوم, لا يسمحون لاحد من خارج حزبهم ومنظومتهم, ومن خارج الاصدقاء والاقارب, ان تكون له أي ارتباط في العمل الثقافي الذي رصدت له الملايين من الدولارات, ونزلت في جيوبهم الخاصة. ومن حقهم ان يقفلوا الابواب بوجه الجميع. ان العراق اليوم, يعيش كارثة حقيقية.. فامواله كلها تذهب الى خزائن الأحزاب, بالتراضي [هذه الك وهذه الي] كما قالت السيدة حنان الفتلاوي [تقاسمنا الكيكة وانتهى الامر]

ان جميع دول العالم, تهتم بجالياتها, عدا العراق. لا يوجد اي دور للسفارات العراقية في الخارج. اللهم سوى الحفلات التي تصرف من خلالها الملايين من الدولارات, ولا يوجد اي تواصل وترابط بين السفارات العراقية, والجاليات العراقية التي تمثل النخب المثقفة والواعية ورجال الاعمال الذين, من الممكن ان يستفاد منهم البلد ومن رؤوس اموالهم, في عملية البناء والاعمار.

بصراحة, ان السياسيين يهتمون بشيء واحد فقط, وهو: كيفية سرقة الاموال وتضليل الشعب العراقي,. وخلق عقود وهمية كما جاء في معظم تقارير الامم المتحدة, الذي ادان عشرات الشخصيات السياسية في العراق, بالجرم المشهود, ومع هذا, لازالوا متواجدين وفاعلين على الساحة السياسية, رغم الادانة الدولية التي سلمت بيد رئيس الوزراء العراقي, الاستاذ حيدر العبادي. الذي اظنه رماها في سلة المهملات, لانها ليست من اختصاصه, والفساد لا يعدو امرا مهما في نظر الساسة, فلا يجدر الاهتمام به والحرص على قطع دابره, وان السيد العبادي. كان وزيرا سابقا .. ومن الطبيعي [ان يأكل الايس كريم حاله حال الربع حفظهم الله ورعاهم],..

ان معظم الكتاب في المهجر.. يصرخون عبر كتاباتهم.., والشعراء.. عبر قصائدهم.. يعبرون عن اليأس, وعن الخذلان الذي اصابهم من ساسة, رمت بهم الاقدار ليكونوا اصحاب القرار, وجلهم من اتباع الامام علي ع. الذي ضرب المثل, بعدالته واستقامته ونزاهته وعفته وشجاعته. [فلحسو العراق واموال العراق] واحالوا البلد الى ركام, وشككوا الانسان بدينه وعقيدته. لا يستحون! ولا يخجلون من الله! عز وجل, ولا يحترمون تاريخ اجدادهم, ومؤسسين احزابهم.. الأئمة الاعلام الذين انحنى الدهر لبسالتهم ونزاهتهم وحبهم للشعب العراقي, هؤولاء الذين ضحوا من اجل وطنهم ودفعوا حياتهم وحياة ابناءهم ثمنا لبطولتهم, واصرارهم على قول الحق, والوقوف الى جانب الشعب العراقي المظلوم! , هؤلاء السلف الصالح, اما الخلف.. فقد ارتضوا لانفسهم ان تلصق بهم هذه المفردة [حرامية] وستظل ترددها الأجيال.. ما دار الليل والنهار. ان  الالم يعتصر قلوبنا على وطننا الذي وصل الى حال من الافلاس لا يصدق, ومن انقلاب صور المنظومة الاخلاقية التي اصابها العطب, وما عاد الاصلاح ينفع فيها, وتم تشويه كل ما كنا نفخر به, على الدنيا وما فيها.. [واصبح الحرام والغش والسرقة والفساد], الطابع الذي يغلف الحياة, التي خلت من رجال.. بيضوا وجه التاريخ بافعالهم الخالدة وكنا ولا زلنا نترحم عليهم.. في صلاتنا ومجالسنا.. ونكن لهم كل الحب والتقدير!.

 

ان المهاجرين اليوم, يتساءلون: الى متى نبقى في المهجر؟, [الى متى يبقى البعير على التل؟] [ارجوكم لا تقولوا الى الصباح]

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.