اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

واشنطن وموسكو وبكين: لعبة الأمم// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

واشنطن وموسكو وبكين: لعبة الأمم

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«الصين وروسيا هل تلعبان بالغرب؟»، عنوان تقرير «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية»، وجاء فيه أن الصين، التي ترفض الدخول في أي أحلاف منذ انهيار «الاتفاقية الصينية السوفييتية عام 1960»، يبحث خبراؤها الآن إقامة تحالف مع روسيا على «قاعدة كل مسألة ومسألة»، ويقومون بتجسير «الكتلة الأوروآسيوية بمشاريع استراتيجية، قد توازن الهيمنة الأميركية البحرية». وربما لا تكون الصين وروسيا قادرتين على تشكيل حلف وظيفي، حسب التقرير، «لكن هل يمكننا التأكد من أن محصلة التعاون التدريجي لن تثمر نتائج أقوى من الأحلاف الغربية القائمة».

 

و«كيف تغير اللعبة العلاقة المتحولة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا؟»، عنوان دراسة لـ«المجلس الأطلسي»، أعدها الأكاديميان الأميركيان «ماثيو بوروز» و«روبرت ماننغ»، ذكرا فيها أن «علاقات الصين وروسيا أوثق مما كانت في أي وقت خلال نصف قرن الماضي، والفرصة متاحة لهما لإعادة تشكيل النظام العالمي كما تشاءان». ويرى الباحثان أن هذا قد يدعم الجهود الروسية لإقامة «الاتحاد الأوروآسيوي»، ويرسم «توزيع العمل بينهما، فتتولى روسيا الجوانب الأمنية في جمهوريات آسيا الوسطى، التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي، فيما تُغرقُها الصين بالمساعدات والاستثمارات».

و«العلاقات الصينية الروسية بعد انتصار ترامب»، عنوان مقال «فينغ شاوليج»، عميد وأستاذ «كلية العلاقات الدولية المتقدمة» في «جامعة الصين الشرقية». ويخالف الباحث الصيني التحليل الغربي الليبرالي، ليس فقط للعلاقات الصينية الروسية، بل الأميركية ضمنها، حيث يذكر أن «ترامب» يقول الحقيقة «رغم وجهة النظر السائدة للنخبة الأميركية»، ويتساءل الباحث: «لماذا على الولايات المتحدة أن تثير دائماً مع روسيا سلسلة خصومات؟ ولماذا تقلل من قيمة بوتين الذي يواجه مهمة الحوكمة غير السهلة حقاً في بلاده، حيث من المستحيل أن لا تقوم خلافات في المصالح والأفكار؟». ويعتبر الباحث الصيني مجرد السيطرة على هذه الخلافات بمثابة «نشيد الخلاص»، ليس للبلدان الثلاثة فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره. ويقول: «روسيا كانت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي قبل ربع قرن تتساءل مع نفسها، بالضبط كما كان يفعل دوستويفسكي وتولستوي».

وبحكم عملي كنتُ أزور كل شهر تقريباً أميركا، عاصمة العلوم والتكنولوجيا العالمية، وكان يُدهشني أن أكتشف فيها «مكاسب» اشتراكية تضاهي روسيا، التي عشت فيها سبع سنوات، وفيما يلي بضع حقائق أوضحتها دراسة لعالم الاجتماع الأميركي «ريتشارد لاتشمان»، منشورة في نادي النقاش الدولي الروسي «فالداي»: الضمان الاجتماعي والتقاعد العام كانا مقتصرين على بعض فئات السكان، ويشملان حالياً جميع الأميركيين تقريباً، وكذلك تشمل قروض الدولة للطلبة الجميع حالياً، وليس طلبة المعاهد العسكرية فقط، والرعاية الصحية العامة التي كانت للأميركيين في عمر 65 وما فوق، عمّمَها قانون «أوباما كير»، وفشلت جميع محاولات خفضها، وعارضها حتى الأطباء، والمستشفيات، والشركات الطبية التي جلب لها القانون زبائن جدداً بالملايين.

و«لعبة الأمم» ما بين دولة الرأسمالية في أميركا، ورأسمالية الدولة في الصين وروسيا تُحوِجنا إلى نظريات جديدة في السياسة والاقتصاد لتفسير كيف حطّمَت الصينُ الرقم القياسي التاريخي في إجمالي الناتج العالمي، والذي أنتجت ربعه تقريباً العام الماضي. و«الصين مهيمنة على الاستثمارات الخارجية»، عنوان تقرير «نيويورك تايمز»، وفيه أن توظيفات الصين وراء البحار قفزت العام الماضي إلى 225 مليار دولار، وهو ضعفا توظيفاتها خلال عام 2015. وعندما نتذكر أن هذه الاستثمارات ليست ثروات نهبتها الصين من الأمم الأخرى، بل هي كدح الصينيين، نفهم لماذا يرفعون في الميادين العامة صورة الفيلسوف «ماركس»، الذي توقع قبل نحو قرنين «انتصار قوة العمل على رأس المال».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.