اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يا شيخ.. لحم النساء مباح.. ألا تخجلون؟// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

يا شيخ.. لحم النساء مباح.. ألا تخجلون؟

عادل نعمان

كاتب وإعلامي مصري

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

لا تتعجبوا.. من قول أحد مشايخهم: «اللى يشوف بنت لابسة قصير، ولا يتحرش بها ما يبقاش راجل». البنت المسكينة، حسب رأيه، قد أسقطت الرخصة الشرعية عنها، فطردت كما طردت أمها حواء من جنة الله، وأخرجت كما أخرج «أدهم» فى رواية أولاد حارتنا من رحمة الجبلاوى، فما دامت المسكينة قد كشفت عن بعضها، فقد أباحته للناس، وأصبح المكشوف من لحمها مباح اللمس والهبر، مدفوع الثمن مقدماً منذ قرون، كما دفع «أدهم نجيب محفوظ» عمره وأولاده وأحفاده ثمناً لخطأ مغفور «ما دون الشرك مغفور». هذا شيخ يحرض الشباب على الفسق والتحرش، ولو كنت مسئولاً لقدمته للمحاكمة فوراً بتهمة ازدراء النساء!! الشيخ قد خالف قاعدة شرعية فى التعدى على حقوق الغير، فقد أباح وأجاز للناس التعدى على كل مكشوف أو غير مستور، واستباح حقوق الغير إذا كانت فى غير حرزها، وبالقياس فقد أباح السطو على مجهول الملكية، وأجاز اغتصاب المكشوف من حقوق العباد، وأحل سرقة البيوت إذا كانت مفتوحة أبوابها سهواً، وأخيراً أباح لحم القوارير من النساء الكاشفات السافرات، فإذا كان التحرش جائزاً للسافرة، فما بالكم إذا كان بعضها معلناً وواضحاً، فيجوز وفقاً لفتواه اغتصابها. الشيخ، وهو ليس بشيخ، يرى أن غض الطرف أمر وتكليف للمستور وليس للمكشوف، وللمكنون وليس للظاهر، وللمكتوم وليس للمعلن. وأسأله على جهله: ما الذى يغض الرجل الطرف عنه، إذا سترت المرأة نفسها وحجبت جسدها عن عيون الناس؟!!! وكيف يمتحن الله العبد إلا إذا أتاح له التعدى على حقوق الغير وسهلها له، ويسرها لعينيه وليديه، وحفظها امتثالاً وتسليماً لأوامره، فلا يعرف الشريف إلا إذا امتحن فى شرفه ويسر له الأمر وحفظ العهد، ولا يعرف الأمين إلا إذا أتيح له خيانة الأمانة وصانها، ولا يعرف غاض الطرف عن محارم الناس، إلا إذا كشفت أمام ناظريه وصانت عيناه حقوق غيره. سواء سقطت الرخصة أو لم تسقط، فرخص الله لا يسقطها عباده، ولا غرابة فيما يقوله هو وغيره، فنصف دينهم فى بطونهم وفروجهم، ولا شاغل لهم إلا لحوم النساء وعوراتهم. وهذا قريب الشبه عندهم فى جواز النظر إلى الإماء فيما بين صرتها وفخذها، والنظر إليها والتأمل والاستمتاع، وملء فراغ العين منها، طالما لم تكن كل ما كشفته عورة، فقد أسقط التكليف عنا، وأبيح لصنف الرجال كشف سترهن، بعيونهم الشرسة، والتفرس فيه وسبر أغواره، واكتشاف مواطن الجمال فيه. لحم النساء عند الشيخ مباح ما كشف عنه، بل أجاز بعضهم النظر إلى مواطن الجمال واللحم عند النساء قبل الخطبة، بل وأجازوا التجسس على النساء للظفر بنظرة لهذا، ثم ألا تعرف أن هناك علاقة وطيدة عندنا بين لحم النساء ولحم الشاة أو لحم البقر؟ تعال أقصها عليك. يقول ابن تيمية عن المرأة: (إن النساء لحم على وضم، إلا ما ذب عنه) عن اللحم عرفناه، أما الوضم، فهو الخشبة التى يوضع عليها اللحم عند الجزار لتقطيعها وتوضيبها، واللحم على الوضم هو غاية الضعف والهوان والذلة والخمود والاستكانة، فهو عاجز عن ذب الذباب عن نفسه، وهكذا تكون النساء وهى حية، فيقول العرب:

 

«أضعف من اللحم على الوضم»، فلا حول ولا قوة للحم على خشبة الجزار يقطعها كيفما شاء، وينسب ابن تيمية القول إلى عمر بن الخطاب. بعض المشايخ أيضاً شبهوا المرأة بالنعجة أو الشاة واستندوا إلى الآية: «إن أخى له تسع وتسعون نعجة» ويشرح القرطبى.. أن العرب كانت تكنى المرأة بالنعجة والشاة، وقد تكنى بالبقرة أو الناقة أو كل مركوب، ولذلك كان العرب، وما زالوا، يستخدمون فى وصف العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة «علاقة الفراش» مفردات تستخدم مع الدواب، كالركوب والوطء والرسغ والدهس والامتطاء والاعتلاء والركل والمباطنة، وكلها مفردات للتعامل مع البهائم. وهى عودة لما فى تاريخنا من مخجلات فى معاينة اللحم فى مواضع النساء قبل الشراء، فهذا بشر بن أرطأة، أحد وكلاء معاوية بن أبى سفيان، حين أسر من أنصار على بن أبى طالب نساء مسلمات سقطت الرخصة الشرعية عنهن فى عرف معاوية بن أبى سفيان، وصحبه ابن أرطأة، وأصبحن فى عرفهما سبايا، وباعهن كالبهائم، وكان يعطى الحق للمشترى أن يختبر مواضع اللحم والجمال فيهن، وما يستوجب ذلك من اللمس والدعك والغوص والكشف عن مواطن اللحم، وكله مباح، وشيخنا فيما أظن حفيد أرطأة وسيده. وإخوانه من الدواعش على نفس العهد فى بيع الإزيديات والمسيحيات، فكانت البضاعة تعرض فى سوق اللحوم للبيع، ويتركونها للمس والهبر أيضاً، وزادوا للزبائن فرصة الاستبدال إذا كان اللحم المباع عجوزاً لا يعجب المشترى، ويستنزف وقت الشارى فى شوائه، وراجع فى هذا الأمر حواراً قيماً بين خوارج الإمام على، وابن عباس حول أحقيتهم فى سبايا الحرب، ولحوم النساء المسلمات!!. وأباح مشايخك عقد النكاح للصغيرة، والدخول بها عند التاسعة، ويجوز قبل هذا إذا طاقت الجماع أو كانت ممتلئة اللحم والدهن. وهذا حفيدهم أبوإسحاق الحوينى أحد تجارهم، يدعو لإنشاء سوق لبيع لحوم الجوارى، ولا ننسى واقعة أحد الخلفاء فى هذا الأمر حين هم بالزواج من إحدى بنات بنى هاشم، وهى أم كلثوم بنت فاطمة بنت محمد، فنهرته حين كشف عن لحم ساقيها، ولما اشتكته لأبيها، فقال لها: (مهلاً يا بنيتى، فهو زوجك) ولم يكن زوجها بعد. لحم النساء مباح، وما كشف منه عند العرب مهان، ولحم الغير غالٍ ونفيس ومصان، ولا تسقط الرخصة عنه أبداً حتى لو كشفت المرأة عن لحمها كله. عذراً، أيتها المرأة، فلحمك ليس مباحاً وحده، بل عقولنا وتاريخنا على وضم الجزارين من مشايخنا، يقطعونه ويأكلونه ولا يخجلون.

 

"الوطن" المصرية

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.