اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

واشنطن وموسكو وبكين: تفاهم الامم// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

واشنطن وموسكو وبكين: تفاهم الامم

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

الشرق شرقٌ والغرب غربٌ، وقد يلتقيان في القرن الحادي والعشرين. ولو صحّت اتهامات الإعلام الليبرالي الغربي للرئيس الأميركي «دونالد ترامب» بالتفاهم مع موسكو وبكين، فالعالم مقبل على تفاهم الأمم، الذي دعا له الفلاسفة والمفكرون عبر القرون. و«عندما يتحدّاك أحدٌ رُدّ التحدي، كُن قاسياً وكُن شديداً». قال ذلك «ترامب» الذي التقى الأسبوع الماضي وزير الخارجية الروسي في ذروة الاتهامات ضده بالتعاون مع روسيا، ولم يسمح للإعلام الأميركي بحضور المناسبة، التي انفرد بتغطيتها الإعلام الروسي، وضمنه وكالة «تاس» المعروفة منذ العهد الشيوعي.

وافتتاحية «نيويورك تايمز» السبت الماضي مخصصة لكيل الاتهامات ضد «ترامب»، بدءاً من اتهامه بمخالفات قانونية، كإقالته مدير «مكتب التحقيقات الفيدرالية» خلال التحقيق في علاقته بروسيا، وانتهاءً بمقارنته المخابرات الأميركية بالنازية. اتهامات يربو عددها على 35، وهي ليست أول مرة يتصدى فيها الإعلام لرئيس أميركي، وكان الجنون مبدأ سياسة نكسون، والفارق هذه المرة أن الرئيس «ترامب» يخوض مواجهة ضد الصحافة. يقول ترامب: «أحياناً تحتاج إلى النزاع لأجل التوصل إلى حل. فالضعف غالباً لا يمكنك من إيجاد تسوية، لذلك أنا عدواني، لكني أجعل الأمور تُنجز، وفي النهاية يحبني الجميع».

وكتاب «التشريق» (Easternization) الذي صدر حديثاً للكاتب البريطاني «غيدون راتشمان»، يمخر عباب انتقال القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية من نصف الكرة الغربي إلى نصفها الشرقي، ولا يركز فحسب على بروز الصين، كمحرك رئيس للانتقال، بل قارة آسيا بالكامل، بما فيها الهند، واليابان، وكوريا الشمالية، وباكستان. ويترسم الباحث تراجع قدرة الأميركيين والأوروبيين في التأثير على الأحداث لصالحهم حول العالم، ويسخر من الفكرة السطحية الشائعة التي تصور «الشرق» ضد «الغرب»، ويكشف كيف أهدرت أمم الغرب أرواحاً وثروات في الحروب بينها، خصوصاً في الحربين العالميتين، أكثر مما فعلته في الصراع للسيطرة على الآخرين.

و«أخطأت الولايات المتحدة عندما فكرت بأن روسيا لم تعد لاعباً». ذكرت ذلك «كاثرين ستونر» زميلة معهد العلاقات الدولية في جامعة «ستانفورد»، ومؤلفة كتاب «الإصلاح والتخندق في روسيا». وتصف الباحثة الأميركية كيف تحولت روسيا من بلد راكع على ركبتيه عام 1991 إلى قوة تتحدّى الغرب. و«تاريخياً حدث أكثر من مرة انبعاث روسيا كقوة مربكة في عصر كاترين الكبرى، وبطرس الكبير، وفي العهد السوفياتي طبعاً». وتتساءل الباحثة: «لِمَ علينا أن ندهش من حدوث ذلك مرة أخرى. فعلى الرغم من أن روسيا ظلٌ شاحب للاتحاد السوفييتي، إلّا أن جغرافيتها تجعلها قوة عالمية راسخة. فهي تشارك في أكبر حدود دولية بعد الصين، وأثبتت المرة تلو الأخرى أنها ليست مجرد قوة إقليمية.

وكيف يمكن انتقاد رهان «ترامب» على روسيا، وهو الذي كوّن مليارات الدولارات من مقاولات بناء العقارات وملاعب الغولف، ويقول: «أريد دائماً أن أفترض بأنني خاسر». وعندما نعلم تاريخه في الأعمال، ندرك أننا نعيش أكثر العهود السياسية العالمية إثارة. وسواء نجحت الحملة التي يخوضها خصومه أم فشلت، فإنه دخل التاريخ باعتباره الرئيس الأميركي الذي أدرك تغير «لعبة الأمم»، بل ابتكر قواعد جديدة للعبة الدولية. وكان «منتدى طريق الحرير» الأحد الماضي في بكين مناسبة للتعرف على قواعد نظام اقتصادي عالمي جديد، وحضره رؤساء دول عدة، بينهم الروسي «بوتين»، والتركي «أردوغان» والفليبيني «دوتيرتو».. وعُرضت فيه استثمارات بكين البالغة تريليون دولار لإنشاء جسور وأنفاق ومصانع وسكك حديدية وموانئ.. تربط عشرات الدول في آسيا وأوروبا وأفريقيا. والمشكلة، حسب «ترامب»، أن «كثيراً من الناس لا يعرفون كيف يربحون، ويكرهون أن يربحوا، لأنهم يشعرون داخلهم عميقاً بأنهم لا يريدون الربح».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.