مقالات وآراء

من ولماذا سمّونا قلعه كاور؟// لطيف نعمان سياوش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من ولماذا سمّونا قلعه كاور؟

لطيف نعمان سياوش

عنكاوا

 

(قلعه كاور) كلمه تركيه مركبه وتعني كفّار القلعه.. و(كاور) التركمانيه قريبه لفضا من (كافر) ، وقد تكون مشتّقه من اللغه العربيه..

لكن الاديب والمترجم الكردي المعروف جلال زنكبادي يقول: - ان اصل كلمة (كاور) هي فارسيه وكرديه..

خرجت هذه الكلمه منذ مئات السنين من رحم قلعة كركوك الاثرية القديمة وأطلقت على المسيحيين من سكنتها، ثم انتشرت في جميع الاماكن المحيطة بكركوك وغيرها.. ومن كثرة تداول هذه المفرده بين الناس، صار حتى  بعض المسيحيين أنفسهم يرددونها لحد اليوم.. فمثلا عندما يصادفوا عائلة مسيحيه لاتتحدث السورث داخل البيت وبين افراد العائله انفسهم، انما يتحدثون باللغه التركمانيه.. يقولون عنهم لأنهم (قلعه كاور)!..

أي أن استخدام الكلمه صار ببغائيا، أو ميكانيكيا، لايقصد فيه الاساءة للمسيحين، بقدر ما أنهم توارثوا هذه الكلمه من أزمنة غابرة ويستخدموها لأغراض التشخيص  ليس الا..

لابد من الاقرار ان هذا النعت الذي حمله لنا التركمان منذ مئات السنين يدعو الى الازعاج لما يحمله من غيض وحقد قديم تجاه ابناء شعبنا المسالم..

في قلب مدينة كركوك توجد منطقه قبل ان تتحول الى سكنيه كانت مزرعه للمسيحيين، وسموها (كاور باغي) أي (بستان الكفره) ولازالت التسميه قائمه لحد الساعه لهذه المنطقه..

لكن لابد من الاقرار برغم تلك التسمية المستهجنه توجد أقدم كنيسه (أم الاحزان) في قلعة كركوك، ويسموها ايضا الكنيسه الحمراء، بالاضافه الى كنائس اخرى عديده في كركوك، ويمارس المسيحيون طقوس العبادة فيها بحرية تامة ودون اية مضايقة من أحد..

اضافة الى ذلك فأن هذه المفرده تستخدم كثيرا في محافظة السليمانيه أيضا بحق المسيحيين..

أما لماذا اتذكر هذه التسمية في هذا الوقت بالذات؟.. ذلك لأننا شاهدنا منذ ثلاثة ايام خلت الفيديو النشاز الذي ملأ صفحات التواصل الاجتماعي لما يسمى بالشيخ علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي الذي كفّر المسيحيين والصابئة واليزيد ويدعوا لقتالهم، او اسلمتهم، أو يدفعوا الجزيه!! وبرغم حصر هذا الشخص في زاوية ضيقة ملؤها النقد والذم والازدراء من قبل الاخوه المسلمين قبل المسيحيين، الا انه  صار يبرر تصريحاته الناريه تارة بأن كلامه تم اجراء المونتاج عليه بحذف بعض الكلمات منه والابقاء على غيرها لأظهاره بهذه الصيغه، وتارة اخرى يدعي بأن هذا كان درسا أو محاضرة في الفقه.. عموما ابى أن يقدم ولو كلمة أعتذار واحده، أو يتراجع عما تفوّه به، وإن دل هذا على شيء فهو يدلل دون أدنى شك على تزمته وأصراره على فكره المتخلف وحقده ضد كل المكوّنات غير المسلمه مع سبق الاصرار، مستغلا بذلك ضعف الدوله، وضعف القضاء، ومطمئنا بعدم وجود من يلاحقه أو يسائله في دولة امتلأت بأنتهاكات حقوق الانسان حتى اذنيها..

وقد سبق علاء الموسوي الدواعش الذين تبنّوا نفس النهج، لا بل طبقووه في المناطق والمدن التي أحتلوها..

أي قدر أحمق هذا؟ العالم يعيش القرن الحادي والعشرين في قمة التحضر، والتكنولوجيا، وثورة المعلومات، وهؤلاء الاوباش المتخلفين يريدوا أعادتنا مئات السنين الى الوراء بأفكارهم النشاز ورؤوسهم الممتلئة بالحقد والضغينه تجاه كل انسان غير مسلم.. لابل صار المسلم يكفّر اخيه المسلم لأنه يخالفه في المذهب!.. فما بالكم مع غير المسلم..

علينا أن ننظر لهذا الكلام بجديه واهتمام، وان لانجعل مروره يكون مر الكرام ذلك لأن من ابسط نتائجه وآثاره ستجعل مسوّغا مهمّا لتفكير ابنائنا وبناتنا بالهجرة خارج الوطن. فهو اي هذا الكلام يهدد كياننا ووجودنا في الوطن ويقلق مضاجعنا..

إضافة الى ذلك فهو يهدد النسيج العراقي المهم والمكوّن من اروع واجمل كيانات من جميع الاديان والمذاهب والملل التي عاشت بأمان واخوّة فيما بينها على مر العصور..

هل هذا هو العراق الجديد؟!.. يامن شوّهتم اسمه، ولوثّتم تاريخه، ونهبتم خيراته، وافرغتم خزانته..

إذن هي دعوه لبرلمانيينا وأحزابنا وسياسيينا ورجال الدين وكل العقلاء بأن يتركوا كل خلافاتهم جانبا، ويتبنّوا قرارا موّحدا يطالبون فيه إحالة علاء الموسوي، وأمثاله كل من يدعو الى التفرقة والحقد والضغينه من رجال الدين المتشددين الى القضاء قبل أن ينتشر سرطانهم في المدارس الدينية، أو المناهج المدرسيه..