اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الامريكيون ليسوا قوات احتلال ...!// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

الامريكيون ليسوا قوات احتلال ...!

سعد السعيدي

 

خرج علينا السيد احمد الاسدي المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي الاسبوع الماضي بتصريح غريب. فقد اكد في حديث لقناة (ان آر تي عربية) "بان القوات الاميركية المتواجدة في العراق "ليست قوات محتلة". وان "تواجدها رسمي وجاء بناء على طلب وموافقة من الحكومة العراقية" ". انظر التفاصيل في الرابط ادناه:

 

http://www.nrttv.com/ar/Detail.aspx?Jimare=47356

 

 الحشد الشعبي يعلن موقفه من التواجد الأميركي في البلاد

www.nrttv.com

تقدیم الأخبار بدقة وحيادية هي من اولويات عمل مؤسسة ناليا الاعلامیة

 

لا نرغب بمعرفة مع اية جهة اقليمية ولا تحت تأثير اي نفاق محلي جرى الاتفاق لغرض إعلان هذا القيء الجديد. لن نسأل الاسدي تابع الثنائي الامريكيي الهوى فالح الفياض وذاك الذي في رئاسة الوزراء عما يسمي وجود 7000 جندي من هؤلاء في البلد... فهل ان تقديم الاستشارات يحتم تواجد الاعداد الهائلة هذه ؟ ونلاحظ بأن هذا الناطق قد تكتم على مسألة الحصانة الممنوحة لهؤلاء ولم يشر اليها. فهل غير الحشد رأيه بالنسبة لهذا الموضوع ايضا ؟ المسألة بالنسبة لنا لا تحتاج الى لف او دوران. تواجد مثل هذا العدد المستمر بالازدياد الى ما لا نهاية من دون سبب واضح مع الحصانة الممنوحة اليه لا يمكن تسميته إلا بالاحتلال.

 

كنا قد ابدينا اعتراضنا مرارا في كل مقالاتنا ولسنا وحدنا لأي تواجد لقوات اجنبية في العراق ، واننا سنعتبرها قوات احتلال. كذلك فالتغاضي عنهم وعن تزايدهم المضطرد والصمت عن تحديد فترة بقائهم وتاريخ انسحابهم هو العمالة بعينها. فهل ان تصريح الناطق احمد الاسدي هو إعلان عن قرب حصول "تساهل" في موقف الحشد من تواجد تلك القوات المحتلة للانبار والتي تمنع تحريره وباقي البلد ؟ وكيف يوفق الاسدي على هذا بين عمليات القصف السابقة التي تعرض لها الحشد من قبل نفس هذا الرهط الاجنبي وإمدادهم لداعش وهذا الموقف الجديد ، وكيف سيكون الرد فيما إذا هوجم الحشد عند الحدود السورية من قبل إرهابيي الجيش الحر المدعوم امريكيا؟

 

ولكي لا يتصور الناطق باسم الحشد بأن الامر يتوقف عند هذا فقط ، نستمر بتذكيره بماضي الاحداث.

 

اول من اعلن عن تواجد القوات الامريكية في العراق هو السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز عندما قام بالكشف وبشكل استفزازي عن اتفاق بين واشنطن وبغداد يتضمن منح امتيازات وحصانة من المحاكمة للقوات الامريكية (السومرية نيوز - 5 كانون الاول 2014). فقط لاحقا ولكي لا يبدو امام الرأي العام وكأنه آخر من يعلم ، جاء تأكيد مكتب العبادي في نفس اليوم وبنفس الصيغة الاستفزازية عندما اكد موضوع الحصانة للمستشارين العسكريين الأميركيين ! وبسبب من كون دولة هذه السفارة وقواتها اصلا لا تقيم وزنا لأي بلد ولكون للعراقيين حساسية من قصص الحصانة والاستثناء من ولاية القانون العراقي هذه ، لا تكون هذه الحصانة المفروضة إلا لقوات احتلال مرفوضة محليا. ومنح هذه الحصانة للاجانب هو خرق للسيادة الوطنية حيث يعلم الاسدي بهذا قبل غيره. والطريقة الاستفزازية التي جرى الإعلان بها عن تواجد هذه القوات لا يشي إلا بكون الامر مفروضا من قبل الامريكان وحيث يعرف الجميع بأن كل قصة داعش كانت لغرض ايجاد الذريعة لاعادة قوات الاحتلال للعراق. وعودة هؤلاء هدفها فرض سيطرتها بشكل كامل على المنطقة واستثناء المتعاونين مع داعش من العقاب ، ومنع تحقيق الوحدة الوطنية العراقية وفرض تقسيم البلد. ونستمر بتذكير الناطق باسم الحشد بأن إعلان التواجد الامريكي هذا مع حصانته المفروضة قد جاء بعد شهور من تصريحات وزير الدفاع الامريكي السابق ليون بانيتا التي ادعى فيها بأن "القتال ضد تنظيم "داعش" سيكون صعباً، مرجحا أن يستغرق هذا القتال 30 عاما" !... التي وصفها ماجد الغراوي من لجنة الامن والدفاع النيابية بحق بانها "ورقة ضغط" على الحكومة العراقية لاقامة قواعد عسكرية في بغداد ، فيما لفت الى ان امريكا والتحالف الدولي "يتلاعبان" على العراقيين في محاربة داعش (السومرية نيوز - 8 تشرين الاول 2014). كل هذا لكي يعود الاميركان لاحتلال البلد بعدما اخرجوا منه. فهل تصور الاسدي ومن هم اعلى منه باننا مغفلون إلى هذا الحد؟

 

عدا هذا فقد كرر العبادي مرارا بأن العراق لا يحتاج الى قوات اجنبية على اراضيه. وهذا التكرار (وإن كان لفظيا) لم يأت بمبادرة شخصية من العبادي ، إنما جاء بسبب الضغوط الشعبية المسلطة عليه. فهلا يوضح لنا الاسدي بماذا كان يفكر عندما تبرع فجأة بقبول تواجدها بشكل لا نهائي في العراق واعتباره امرا عاديا؟

 

ونذكّر الناطق ايضا انه على الرغم من ان رئيسه العبادي قد اذعن للطلبات الامريكية في منحهم القواعد الدائمة في البلد (وهي مما كانت احد اهداف غزوهم العام 2003) كونه يعمل لديهم اصلا ، إلا انهم مع ذلك قد احتاجوا "لاقناعه" استخدام بعض من طرقهم الخسيسة من مثل تأخير تسليم الطائرات المقاتلة المتفق عليها ومنع قصف طيران الجيش للدواعش في قواطع العمليات. وهو ما استدعى رد فعل غاضب من الامن والدفاع النيابية وقتها (السومرية نيوز - 26 تشرين الاول 2014). وليست خافية على الاسدي ومن هم اعلى منه الظروف التي بموجبها جرى ايصال العبادي رئيسه الى السلطة حيث يعرف كالجميع بأية ليلة ظلماء قد اوتي به ولأية اهداف ومَن مِن القوى الدولية قد سارع بالترحيب بتنصيبه رئيسا للوزراء. بهذه التصرفات في فتح الباب امام المحتلين يكون العبادي قد وضع نفسه بمواجهة الشعب العراقي. فهل يعلمنا الاسدي إن كان هذا قد اصبح موقف الحشد ايضا ؟ والآن وقد اوشكنا على تحرير اراضينا ، ما الداعي لاستمرار بقاء هذه القوات ؟ فلن نقبل نحن اهل البلد بحجج جديدة لبقائها وزيادة اعدادها ولا بعرقلة تحرير اراضينا. ولاننا نحن من يقرر من يدخل البلد ومن يمنع من دخوله ستخرج هذه القوات من العراق سواء شاء رئيسهم المتغطرس ومن يعمل تحت امرته في بغداد ام لم يشأ. فليكن الاسدي ورؤوسائه توابع ذاك على علم بموقفنا هذا.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.